CGTN العربية/
مع تفشي جائحة فيروس كورونا الجديد، اشتبك الرئيس الأمريكي ترامب مع مسؤولي الصحة مرة أخرى. قال محللون إنه لدى ترامب ومسؤولي الصحة وجهات نظر مختلفة بشأن الجدول الزمني لإطلاق اللقاح الخاص بفيروس كورونا الجديد، مما أدى إلى تعميق قلق الناس بشأن سلامة اللقاح.
الجدول الزمني للقاحات في أزمة ثقة
وفقا لشبكة “سي إن إن”، قال روبرت ر. فيرفيلد، مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكية وعضو فريق العمل في البيت الأبيض الخاص بفيروس كورونا الجديد، في جلسة استماع يوم الأربعاء الماضي، إنه من المتوقع ألا يتوفر لقاح مضاد لـ”كوفيد-19” للجمهور إلا في الربع الثاني أو الثالث من السنة القادمة. في وقت لاحق من ذلك اليوم، شكك ترامب في التصريحات التي أدلى بها مدير المراكز في مؤتمر صحفي.
ذكرت صحيفة “الكابيتول هيل” الأمريكية أن تصريحات ترامب كانت أحدث أدلة على انفصاله عن كبار مسؤولي الصحة، وأثارت أسئلة حول ضمان العمل لريدفيلد على الفور. يرى بعض الخبراء أن الضغط السياسي المتزايد على وكالات الصحة الأمريكية أكثر فأكثر، قد يؤثر على الموافقة على اللقاح وعملية توزيعه مما يجلب تداعيات سلبية. أظهرت نتائج الاستطلاع المشترك الذي أجرته شبكة “إن بي سي” وموقع SurveyMonkey التي تم الإعلان عنها يوم الثلاثاء أن 52% من البالغين الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم لا يصدقون تصريحات ترامب حول لقاح مضاد لـ”كوفيد-19″ القادم، في حين أن 26% منهم صدقوا ذلك.
قال محللون إن خطاب ترامب عمق قلق الناس بشأن سلامة اللقاحات. أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة عائلة كايزر مؤخرا أن أكثر من نصف المستطلعين (54%) قالوا إنه إذا تم توفير اللقاح مجانا قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية أي في 3 نوفمبر، فلن يأخذوا اللقاح.
في الوقت نفسه، قال أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الإدارة الأمريكية وهو مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، يوم الأربعاء، إن الناس بحاجة إلى معرفة بأنه إذا لم يكن هناك عدد كاف من الأشخاص الذين تم تطعيمهم، فلن يكون اللقاح فعالا في الحد من انتشار الفيروس. “يجب النظر في فعالية اللقاح وعدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم”.
السياسة تطغى على العلم وتؤدي إلى تفاقم وضع جائحة كورونا الجديد
ترى العديد من وسائل الإعلام الأمريكية أن الخلاف بين ترامب وريدفيلد هو مجرد حلقة في محاولة البيت الأبيض للسيطرة على المراكز. في السابق، كشف موقع “بوليتيكو” الإخباري السياسي الأمريكي أن المتحدث باسم وزارة الصحة والخدمات العامة الأمريكية، مايكل كابوتو، وفريقه كانوا يراجعون تقارير الوباء الأسبوعية لمركز السيطرة على الأمراض، كما قاموا بتعديل بعض التقارير، وحتى محاولة منع المركز من إصدارها بعض التقارير.
يرى العالم عموما أن التقارير المماثلة الواردة من المركز هي أساس عمل الصحة العامة الأمريكية. ومع ذلك، بعد الكشف عن هذا الحادث، أثار قلق العديد من وسائل الإعلام والخبراء بشأن قيام حكومة الولايات المتحدة بوضع السياسة فوق العلم مرة أخرى.
أشارت مجلة “ساينتفك أمريكان” في مقالة لها يوم الثلاثاء إلى أن “التقرير الأسبوعي حول معدلات الاعتلال والوفيات” الصادر عن المركز له تاريخ يقارب القرن وهو مقدس لا يمكن القبول بالمساس به في قطاع الصحة العامة. إذا فقد مسؤولو الصحة العامة الأمريكيون الثقة في هذه الأداة المهمة وشككوا في جوهر هذه التقارير، فإن استجابة الولايات المتحدة للوباء ستعاني من النكسة مرة أخرى، مما سيؤدي إلى المزيد من المعاناة والوفيات في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
الولايات المتحدة تقع في “صفوف سوء الأداء”
فيما يتعلق بتطبيق الحكومة الأمريكية لتسييس مشكلة الوباء في مواجهة جائحة فيروس كورونا الجديد، تشعر وسائل الإعلام الأمريكية عموما بالقلق من أن هذا سيقلل من الاحتراف في الوقاية من الوباء ومدى ثقة الجمهور. قال مايكل أوسترهولم، مدير مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا، “لا يثق الناس بالحكومة ونظام الصحة العامة، لذلك يمكنهم أن يروا أنهم لا يريدون المشاركة في أي إجراءات لاحقة لمراقبة الوباء”.
منذ وقت ليس ببعيد، كشفت شبكة “سي إن إن” عن بعض المضامين من الكتاب الجديد للصحافي الأمريكي بوب وودوارد الذي كان يكشف “حادثة ووترغيت”. ذكر الكتاب أن ترامب كان على علم بـ “خطورة الإصابة المميتة ” بفيروس كورونا الجديد في وقت مبكر من فبراير 2020، لكنه لا يزال يصر على التقليل من خطورة الوباء.
وفقا لتقرير صادر عن صحيفة “واشنطن بوست” يوم الثلاثاء، أظهرت نتائج استطلاع للرأي صدر عن مركز بيو للأبحاث في الولايات المتحدة أنه بسبب الأداء الضعيف للاستجابة لجائحة كورونا الجديد، فقد انخفضت صورة الولايات المتحدة في العالم بشكل حاد، حيث انخفضت إلى أدنى نقطة في التاريخ.
“الصحة العامة الأمريكية هي في الأساس قضية سياسية”. قال معهد لوي، وهو مركز أبحاث أسترالي، في مقالة يوم الأربعاء إن “ترامب لم يدرك أن الصحة العالمية تهم مصالح الولايات المتحدة ذاتها. وبدلا من ذلك، قوض التعاون في مكافحة الوباء. تخبرنا التجربة أن التضامن والتعاون ضروريان للغاية لاستجابة بفعالية لجائحة كورونا الجديد هذه.