CGTN العربية/
تركت الأخبار التي تفيد بتعليق لقاح مضاد لـ”كوفيد-19″ الذي طورته شركة أسترازينيكا بالتعاون مع معهد جينر بجامعة أكسفورد سلسلة من الأسئلة: هل يحدث هذا الشيء غير المحظوظ كثيرا؟ ما نوع المشاكل التي سيواجهها المتطوعون عندما يتلقون لقاحا قد يصبح منقذا من الوباء؟
في أي مرحلة يتم اختبار اللقاح على جسم البشر؟
بعد أن يخضع اللقاح لاختبار الخلايا والحيوان، سيدخل المرحلة السريرية التي يلعب المتطوعون دور فيها. مع اجتياز اللقاح لاختبارات مختلفة، سيزداد عدد المتطوعين المشاركين في الاختبار. وقال خوسيه أنطونيو لوبيز غيريرو، رئيس مجموعة علم الأمراض العصبية بجامعة مدريد المستقلة: “سيتم تجميع عشرات الآلاف من المتطوعين في المرحلة الثالثة، وسينكشفون للفيروس بشكل طبيعي”.
وأضاف غيريرو أنه سيتم إنشاء مجموعة تحكم أثناء الاختبار، تتكون من متطوعين عشوائيين، لكنهم ليسوا على علم بذلك. لن يتلقى المتطوعون في مجموعة التحكم اللقاح في نهاية المطاف. والغرض من ذلك هو مقارنة فعالية وسلامة اللقاح، وملاحظة “ما إذا كانت الإصابة بالعدوى في المجموعة التي تم تلقيحها أقل، وإذا ما كانت مصابة، وما إذا كانت التداعيات السلبية أقل”.
ما هي العناصر الأساسية المطلوبة لتصبح متطوعا؟
يتم تحديد متطلبات للمتطوعين من قبل الشركات المصنعة للأدوية المسؤولة عن أبحاث اللقاحات وإنتاجها. وقال غيريرو: “الشركات المصنعة للأدوية بحاجة إلى تجميع متطوعين بصفات محددة اعتمادا على نوع الدواء أو اللقاح”.
المتطلبات التي وضعتها شركة أسترازينيكا للمشاركين في الاختبارات السريرية هي أن يعيش هذا الشخص في المناطق ذات الخطورة العالية للإصابة بفيروس كورونا الجديد ويتمتع بصحة جيدة، ولكن الجنس والعمر (18 عاما على الأقل) ليسا محور التركيز.
على العكس من ذلك، لا يمكن للأشخاص الذين لديهم نظام مناعة ضعيف وتاريخ طبي خطير أو تم علاجهم بلقاحات مضادة لـ”كوفيد-19″ أخرى المشاركة في الاختبار.
هل من الطبيعي أن يعاني المشاركون من بعض ردود الفعل السلبية الخطيرة؟
قال خوسيه راموس فيفاس، عضو فريق التكنولوجيا الحيوية بجامعة كانتابريا بإسبانيا، “هذا أمر طبيعي. بل ليس من الطبيعي ألا يكون للأدوية أو اللقاحات آثار خطيرة في المرحلة الثالثة من الاختبار.” هذا هو السبب لإجراء الاختبار على عدد كبير من المتطوعين، بحيث يمكن العثور على الأشخاص الذين يعانون من المزيد من المضاعفات.
قال غيريرو: ” فشلت الكثير من اللقاحات الواعدة في هذه المرحلة، لأن تأثيرات الاختبار على 500 و 50 ألف متطوع مختلفة تماما”. لكن يرى غيريرو أن المتطوعين الذين أصيبوا بالتهاب النخاع المستعرض بعد التلقيح من قبل شركة أسترازينيكا ليسوا من ضمن هذه الفئة. “الأمراض العصبية الأخرى مثل التهاب النخاع المستعرض ومتلازمة غيلان باريه عادة ما تكون من المناعة الذاتية وتختفي بعد ذلك. و تركت بعض اثار سلبية احيانا، ولكن عادة ما يتعافى المريض، ولكن العملية تكون أبطأ.”
ماذا ستفعل بعد ذلك؟
وقال بيفاس إنه بعد إصابة أحد المتطوعين بمشكلة صحية خطيرة، تم تعليق التجربة السريرية و “ستحدد إحدى لجنات التقييم سبب المشكلة”. بعد التحقيق في العوامل المختلفة التي تسببت في ظهور الأعراض لدى المريض، ستقرر اللجنة “ما إذا كان اللقاح يجب أن يستمر”. إذا قررت اللجنة إيقاف الدراسة، فهذا يشير إلى أن هناك توجد علاقة مباشرة بين اللقاح ومرض المريض.