CGTN العربية/
أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تصريحا لاستخدامه في حالات الطوارئ يوم الأحد، مما يسمح للمؤسسات الطبية الأمريكية باستخدام بلازما الدم للمرضى المتعافين من “كوفيد-19″ لعلاج المرضى المصابين بـ”كوفيد-19” والزائرين المستشفى للعلاج.
تصف الإدارة السماح بهذا العلاج للاستخدام في حالة الطوارئ كتطور مهم آخر في مكافحة فيروس كورونا الجديد، لكن العديد من الخبراء الطبيين يعتقدون أن بيانات الاختبارات السريرية الحالية لهذا العلاج ضعيفة نسبيا وغير كافية لدعم تطبيقه الواسع.
ما هي قاعدة استخدام بلازما الدم للمتعافين من “كوفيد-19″ للعلاج؟ هل يمكنها علاج”كوفيد-19” بشكل فعال؟
يرى بعض الباحثين أنه بعد تعافي الشخص المصاب بفيروس معين، توجد أجسام مضادة مقابلة ومواد أخرى في دمه. إذا تم استخراج بلازما الدم من المتعافين، فقد يساعد على علاج المرض المقابل.
وفقا لمقالة نشرت في مجلة “البحوث السريرية” في مارس من هذا العام أنه في مطلع القرن الـ20، تم استخدام بلازما الدم من المتعافين لعلاج أمراض متنوعة، بما في ذلك الحصبة والنكاف والإنفلونزا. استعرض الباحثون العديد من بيانات الدراسات التي شملت 1703 مرضى أثناء وباء إنفلونزا H1N1 في عام 1918، ووجدوا أن أولئك الذين تلقوا هذا العلاج كان معدل الوفيات لديهم أقل. كما تم استخدام هذا العلاج أثناء تفشي فيروس إيبولا في غربي إفريقيا في عام 2013، ونجا مريضان تم نقلهما إلى الولايات المتحدة بعد تلقي هذا العلاج.
أشار وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكي، أليكس عازار، مؤخرا إلى أنه قبل بضعة أشهر، أطلقت إدارة الأدوية الأمريكية وهيئة البحث والتطوير الطبي الحيوي المتقدم الأمريكية وشركاء من القطاع الخاص مشروعا لتوفير بلازما الدم من المتعافين للعلاج في جميع أنحاء البلاد، وفي نفس الوقت، تقييم نتائجه من خلال الاختبارات السريرية. في الوقت الراهن، تلقى أكثر من 70 ألف مريض مصاب بـ كوفيد -19 في الولايات المتحدة العلاج ببلازما الدم من المتعافين.
عيادة مايو كلينيك في الولايات المتحدة هي الوكالة الرئيسية لهذا المشروع. وفقا لموقع المشروع، هناك أدلة على أنه بالنسبة لبعض الأمراض الأخرى التي يسببها الفيروس، فإن استخدام بلازما الدم من المتعافين لعلاج المصابين يمكن أن يجعل حالتهم تتحسن بشكل أسرع. إذا تلقى المصابين بـ”كوفيد-19″ بلازما الدم من المتعافين، فقد تتحسن حالتهم بشكل أسرع.
وفقا لموقع المشروع، تظهر نتائج الأبحاث الأولية أنه بعد ضخ 200 مل من بلازما الدم من المتعافين للمصابين بـ”كوفيد-19″ مع أولئك الذين كانت حالاتهم شديدة الخطورة، تحسنت حالة بعض المرضى.
أظهرت البيانات الدراسية الصادرة عن مايو كلينيك في يونيو من هذا العام أن العلاج كان آمنا بعد استخدام بلازما الدم من المتعافين لعلاج المصابين بـ “كوفيد-19″ من أعراق مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة التي نشرت في أغسطس من قبل مايو كلينيك شارك فيها ما يقرب من 35 ألف مريض مصاب بـ”كوفيد-19” أن المرضى المصابين بـ “كوفيد-19” لأولئك الذين حالتهم شديدة الخطورة يتمكنون من تخفيض معدل الوفيات بعد التشخيص وقبول استخدام بلازما الدم من المتعافين للعلاج. ومع ذلك، نظرا لعدم وجود مجموعة المقارنة في الدراسة، يعتقد بعض الخبراء أن البيانات الموجودة غير كافية لدعم استنتاج الصلاحية.
أشارت الإدارة إلى أن الفوائد المعروفة والمحتملة للعلاج ببلازما الدم تفوق المخاطر المعروفة والمحتملة، ولا توجد علاجات بديلة أخرى مناسبة وصالحة الاستخدام للموافقة عليها في الوقت الراهن.
ومع ذلك، وفقا لتقرير “نيويورك تايمز”، قبل أن تصدر الإدارة تصريح استخدام بلازما الدم من المتعافين للعلاج في حالة الطوارئ، كان مسؤولو الصحة بمن فيهم فرانسيس كولينز، رئيس المعاهد الوطنية للصحة، و أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، يطلبون من الإدارة تعليق السماح به، ويعتقدون أن بيانات البحث حتى الآن أضعف من أن تسمح باستخدام هذا العلاج في حالة الطواري، وشددوا على الحاجة إلى بيانات موثوقة من اختبارات لا على التعيين المقارنة لدعم استنتاجاتهم.
نشر موقع مجلة “نيتشر” البريطانية مقالا مؤخرا يقول إن بيانات الاختبارات السريرية الخاصة باستخدام بلازما الدم من المتعافين للعلاج غير كافية، وهناك حاجة إلى مزيد من الأدلة لإثبات فعالية هذه الطريقة في علاج المرضى الذين يعانون من “كوفيد-19”. علق عالم الأوبئة البريطاني مارتن لاندراي على هذا بأن هناك دعما علميا وراء هذا العلاج، “هناك سبب للاعتقاد بأنه قد يصبح علاجا فعالا”، لكن “لا توجد بيانات كافية” لإثبات تأثيره.