شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بقلم: دكتورة كريمة الحفناوى
#*كريمة_الحفناوى: ناشطة سياسية وقيادية في حركة كفاية، وعضو مؤسس بالحزب #الاشتراكي_المصري وجبهة نساء #مصر، عضو حملة الحريات #النقابية والدفاع عن حقوق العمال، وعضو لجنة #الدفاع عن الحق فى الصحة – مصر، وعضو متقدم ناشط في #الأتحاد_الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاء_وحلفاء #الصين.
اقتربت الصين من المرحلة الثالثة الأخيرة من الاختبارات السريرية للقاح يقى البشرية من وباء كوفيد 19 المستجد وبدأت فى إنشاء مصانع عملاقة تنتج مئات الملايين من الجرعات وأعلنت الصين أنها ستبيع اللقاح للدول الأجنبية بسعر التكلفة وستتخلى عن حق الملكية الفكرية لأى دولة ترغب فى إنتاج اللقاح الصينى.
وبالنسبة للدول الفقيرة النامية قررت الصين منحها قروضا لتشترى اللقاح بسعر التكلفة وبأقساط مريحة.
مما سبق يتضح أن جمهورية الصين الشعبية تقدم كل التسهيلات لخدمة الإنسانية أمام فيروس لايرحم يجتاح جميع الدول والبشر بلا رحمة.
وأمام هذا، وأمام إعلان روسيا عن إنتاج أول لقاح للوقاية من وباء كورونا، وأنها ستقدم كل التسهيلات لتوزيعه وشرائه، أصبح من الصعب على أى شركة فى أمريكا أو أوروبا أن تحتكر إنتاج المصل الجديد.
إن وصول روسيا والصين لإنتاج اللقاح خلال فترة الخريف التى متوقع إنتشار الموجة الثانية من الفيروس فيها، سيكون مفيداً للبشرية جمعاء فى مواجهة هذا الفيروس اللعين الذى حصد أرواح أكثر من 800 ألف من سكان العالم وأصاب 23 مليون (اثناء كتابة هذا المقال).
ومن المعروف أنه فى الوقت الذى تخبطت فيه سياسات الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية واتسمت بالأنانية واللإنسانية أمام شعوبها فى الداخل، ومع حلفائها وأصدقائها من الدول، كانت الصين وروسيا وكوبا فى مقدمة الدول التى ضربت المثل فى التعاون والتكاتف ومد يد العون والمساعدة لكل الدول فى جميع أركان المعمورة، فى أوروبا وأفريقيا والدول العربية، وخاصة الدول الفقيرة منخفضة الدخل، وذلك لمواجهة كارثة تفشى فيروس كورونا وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية.
كما أنه من الجدير بالذكر انه فى الوقت الذى يغطى فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فشله فى سياساته فى الداخل فى مواجهة الفيروس، وفى حل الأزمات الاقتصادية بزيادة الهجوم على الصين على لسان الساسة الأمريكيين، ومنهم وزير الخارجية مايك بومبيو، بإثارة النزاعات الأيدولوجية وتلفيق التهم ضد الصين بتسييس الوباء والتدخل بشكل سافرفى الشئون الداخلية للصين فى هونج كونج وبحر الصين الجنوبى، والتحريض على الصين مع تصعيد اجراءات استفزازية دبلوماسية وتجارية.
فى نفس الوقت تسعى الصين للتنمية والقضاء على الفقر وتقوم بعلاقات مع الدول على أساس الاحترام المتبادل والعدالة والإنصاف وتعزيز الترابط فى إطار البناء المشترك للحزام والطريق، من أجل إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
إن الصين حريصة كل الحرص برغم الوباء، على ازدهار العلاقات الاقتصادية بينها وبين جميع دول العالم وفى القلب منها الدول الأفريقية والدول العربية، ومنها جمهورية مصر العربية، كما جاء فى مجلة (الصين اليوم)، فى عددها الصادر فى أغسطس 2020 “، برغم الوباء حققت المشروعات المصرية الضخمة التى تقوم الصين ببنائها مثل مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، ومشروع السكك الحديدية فى مدينة العاشر من رمضان، والمنطقة الصناعية بقناة السويس.
بجانب المشروعات الصحية لمواجهة الوباء حيث بدأ فى 7 إبريل 2020 مشروع إنتاج الكمامات بين شركة جياشانج الصينية وشركة يوروميد للصناعات الطبية المصرية، باستثمارات تصل 3،5 مليون دولارا أمريكيا، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد الكمامات المنتجة من هذا المشروع مليون كمامة يوميا”.
وفى مجال الاقتصاد الرقمى والتقنيات المتقدمة يعتمد عدد كبير من المواطنين لأداء عملهم من المنزل على التواصل من خلال شبكة الإنترنت وأيضا التوسع فى التسوق والتجارة من خلال الإنترنت. وفى مجال التعليم يعتمدالطلاب الذين يصل عددهم فى مصر لأكثر من 22 مليون طالب وطالبة فى مراحل التعليم المختلفة بجانب المعلمين، يعتمدون على استخدام منصة “نت دراجون الصينية” للتعليم عبر الإنترنت.
ولقد أطلقت شركة هواوى الصينية مشروع “حجرة الدرس بالذكاء الاصطناعى” مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية فى يونيو الماضى فى جامعة أسوان.
ووفقا لهذا المشروع تقدم شركة هواوى دروس التدريب فى الذكاء الاصطناعى والبيانات الكبرى وشبكة الاتصالات بالجيلين الرابع والخامس وشبكة النطاق العريض بالألياف الضوئية للطلاب فى أسوان وغيرها من المناطق الضعيفة فى موارد التعليم.
ولقد أشار الرئيس الصينى شى جين بينغ فى نوفمبر 2019، فى خطابه الرئيسى فى مراسم افتتاح الدورة الثانية لمعرض الصين الدولى للاستيراد، أشار إلى مواصلة انفتاح الصين على الخارج، وأكد على أنه “وفى إطار تطوير العلاقات وتنميتها مع الدول العربية تعمل الصين فى هذه السنة على تخفيض التعريفات، وتحسين البيئة التجارية، وتقديم الخدمات المعنية، وزيادة رفع القيود المفروضة على المستثمرين الأجانب، مما يشجع التعاون الاقتصادى بين الصين والدول العربية بقوة”.
إن التعاون بين الصين والدول على أساس التعاون والمنفعة المتبادلة وعدم الاعتداء على سيادة الدول والتدخل فى شئونها الداخلية لابد من التأكيد عليه وتعزيزه والاستفادة منه لخير الإنسانية ومستقبلها.
* التدقيق والتحرير: أ. مروان سوداح.
* المراجعة والنشر: أ. عبد القادر خليل.
.