CGTN العربية/

في معركة مكافحة فيروس كورونا الجديد، تعد اللقاحات “السلاح النهائي”. في الوقت الحاضر، تتسابق العديد من دول العالم لتطوير اللقاحات لوقف انتشار الفيروس في أسرع وقت ممكن. في الأيام الأخيرة، تطورات جديدة في تطوير اللقاح تأتي واحدة تلو الأخرى.

في يوم الـ 16 من أغسطس، نقلت وسائل الإعلام عن التقرير الصادر عن مكتب الدولة للملكية الفكرية في الصين أن طلب براءة اختراع لقاح فيروس كورونا الجديد الذي قدمه فريق الباحثين والذي تقوده تشين وي من أكاديمية العلوم الطبية العسكرية في الصين وشركة كانسينو بيولوجيكس بشكل مشترك قد مُنح براءة الاختراع. هذه أول براءة اختراع جديدة للقاح فيروس كورونا الجديد في الصين، والذي جذب اهتماما كبيرا من مستخدمي الإنترنت.

في نهاية الأسبوع الماضي أيضا، صرح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أن الهند ستطور قريبا لقاحا جديدا لفيروس كورونا الجديد. بعد مضي بضعة أيام، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يوم الـ 11 من أغسطس بالتوقيت المحلي أن روسيا قد سجلت أول لقاح فيروس كورونا الجديد في العالم.

مع دخول أبحاث وتطوير اللقاحات في البلدان مرحلة التسريع، أصبح لدي الولايات المتحدة شعور بالقلق.

تطوير اللقاح في روسيا يضع ضغوطا على الولايات المتحدة

عندما أعلن بوتين أن روسيا سجلت أول لقاح فيروس كورونا الجديد في العالم، كشف أيضا أن ابنته قد تم تطعيمها به بالفعل. وفقا للتقرير الصادر عن وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء، على الرغم من أن اللقاح الذي طورته روسيا لم يتم إنتاجه بكميات كبيرة بعد، فقد تلقى طلبات من أكثر من 20 دولة لشراء مليار جرعة من اللقاحات. كما وافقت روسيا على إنتاج لقاحات في 5 دول، وستصل الطاقة الإنتاجية الحالية 500 مليون جرعة في السنة.

في نفس الوقت مع التدفق المستمر للطلبات، هناك شكوك من الدول الأوروبية والأمريكية. أثار وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكى أليكس عازار ووزير الصحة الألماني ينس سبان شكوكا حول جودة وسلامة وفعالية اللقاحات الروسية مؤخرا، وردت وسائل الإعلام الروسية بأن هذه هي حرب المعلومات حول لقاح فيروس كورونا الجديد التي أطلقتها الدول الغربية ضد روسيا.

في الواقع، على الرغم من أن الولايات المتحدة لم تُظهر مكانة رائدة في أبحاث اللقاحات وتطويرها، لكنها استجابت بسرعة لـ “شراء” اللقاح.

في مارس من هذا العام، تم الكشف عن أن الولايات المتحدة حاولت شراء “حقوق حصرية” للقاح فيروس كورونا الجديد من شركة ألمانية، مما أثار غضب ألمانيا في ذلك الوقت. في الشهر الماضي، قامت الولايات المتحدة بخطوة أخرى لـ “شراء” ما يقرب من 90% من مخزون دواء “ريمديسيفير” لمدة ثلاثة أشهر. أثارت هذه العمليات التي قامت بها الولايات المتحدة انتقادات واسعة النطاق من المجتمع الدولي، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية.

منظمة الصحة العالمية: يجب علينا منع “النزعة الوطنية للقاح” 

لماذا الولايات المتحدة تشعر بالقلق؟ وفقا لتحليل وسائل الإعلام الروسية، نظرا لأن اللقاحات ليست مجرد لقاحات في هذا الوقت، فهي لا تعني أموالا حقيقية فحسب، بل إنها تعني فرصة لتعزيز مكانة الدولة أيضا.

في الواقع، إذا وضعت جانبا تحيزات السياسيين، يمكنك أن ترى أن هناك بالفعل الكثير من التعاون في مشاريع البحث والتطوير في مجال اللقاحات التي تتقدم بها البلدان حاليا. هذا يساعد فعلا على هزيمة البشرية للفيروس، ومحاربة بعضها البعض والشك المتبادل لن يؤدي إلا إلى إبطاء تقدم البحث والتطوير.

نقلت قناة سي إن بي سي الأمريكية مؤخرا عن مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس قوله، يجب علينا منع “النزعة الوطنية للقاح”، وأن التضامن والعمل المشترك أفضل فرصنا للنجاح.