شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بقلم / وو فو قوي / عبد الكريم
خلال الأربعين سنة الأخيرة، وتمشياً مع تعمّق سياسة الإصلاح و الانفتاح في الصين، و التحسن المستمر لمناخ الاستثمار، يزداد حجم الاستثمارات العربية في الصين باطراد. ويشير ” تقرير أحوال المؤسسات الصينية المقامة باستثمارات عربية”، الصادر عن الجهاز الإحصائي لرجال الأعمال الصينيين، أن الدول العربية أدرجت الصين في السنوات الأخيرة في مقدمة مراكز جذب الاستثمارات في منطقة آسيا و المحيط الهادي، و تعتبر الصين مكاناً ملائماً للاستثمار العربي.
ونتيجة لاستقرار أوضاع الصين سياسياً و اقتصادياً، و اتساع إمكانيات سوق الاستهلاك الداخلي فيها، غدت البلاد العربية تلتفت بجدية للسوق الصيني، كذلك، بخاصة لأهمية الصين في التعاملات الواضحة مع البلدان العربية؛ وتقديراً لنجاح الصين في مواجهة فعّالة لصدمات الأزمة المالية الآسيوية، ولعوامل من شأنها تطوير ناجح وثابت للعلاقات مع الصين، تتمثل فيما يلي:
– الوضع السياسي المستقر؛
– السيطرة العقلانية الحكومة؛
– نظم أسعار الصرف المناسبة؛
– هيكل الاقتصاد الاجتماعي الذي يتحسن تدريجياً.
إلى ذلك، يعتبر استقرار الوضع السياسي و الاقتصادي في الصين، أهم ضمانات الجذب الواسع للرساميل.
1- الرغبة في بناء الاقتصاد الصيني:
أقام رئيس مجلس الإدارة و المدير العام لِ (البنك العربي)، السيد عبد الله شومان، حفل استقبال في قاعة الشعب الكبرى في بكين، عام 1985، احتفالاً بافتتاح مكتب البنك العربي في العاصمة الصينية، وقدّم إلى مسؤولي الدوائر المصرفية الصينية و الأجنبية مدير مكتب البنك العربي لدى بكين، السيد وانغ أن سون.
في ذلك الحفل، حضر ممثلين مهمين من الدوائر المصرفية الصينية، ورئيس مكتب البنك الدولي في بكين، و السفراء العرب في بكين. تميز هذا الحفل بأهمية تاريخية، وخلاله قال السيد شومان أن هذه هي المرة الرابعة التي يزور فيها الصين، وعبّر عن شعوره بأن المجتمع الصيني مستقر و أن السوق الصينية مزدهرة، و أن الصينيين استوعبوا وطبّقوا سياسة الإصلاح و الانفتاح وأبدعو في ذلك.
ولذلك فإن السيد شومان على كامل الثقة بأن يستثمر في الصين. كما أعرب السيد شومان عن استعداد البنك العربي لتقديم رأس المال المطلوب لتوظيفها في التحديثات الصينية.
زيارة السيد شومان إلى الصين، استهدفت الإشراف على فتح أول مكتب لجهاز مالي مصرفي عربي في بكين، يسهم في تعزيز التبادلات التجارية والتعاون الاقتصادي و التكنولوجي بين الصين و الدول العربية. و أضاف قائلاً، أن البنك العربي تأسيس في عام 1930، على يد أبيه حامد شومان، وقد سُجّل في المملكة الأردنية الهاشمية، ومقره في العاصمة الأردنية عمان. والبنك العربي بنك أهلي، حيث يأتي رأسماله من فئات الشعب من الأردن والدول العربية المختلفة.
توسع نطاق أعمال السيد شومان، بعد جهود جادة من جانب والده وعلى أيادي جيلين من بعده، خلال السنوات الماضية، حيث تعاظمت قدرته باستمرار. أما الأن فقد افتتح أكثر من ثمانين فرعاً، أو مكتباً تمثيلياً، أو مركزاً مصرفياً دولياً، في 21 دولة في العالم. وحتى نهاية عام 1984، كان إجمالي رأسمال البنك العربي 480 مليون دولار أمريكي، ووصلت قيمة إجمالي أصوله إلى 12,4 مليار دولار أمريكي، وهو من أكبر البنوك في الشرق الأوسط.
وفي رده على سؤال ” ماذا جذبه للاستثمار في الصين” ؟ أجاب السيد شومان بكل سرور، أن البنك العربي بنك ينتمي للعالم الثالث، هو يجمع الرأسمال المفتت الفائض من الدول العربية. ويفضل أعضاء مجلس إدارة البنك تمويل تنمية اقتصاديات الدول النامية، و يساهمون في تعزز التعاون بين الجنوب و الجنوب.
و الصين دولة نامية كبيرة مساحتها 9,6 مليون كيلومتر مربع وعدد سكانها 1,5 مليار نسمة تقريباً، حيث تتمتع بقدرة كبيرة في تنمية الاقتصاد و تحويل الوقائع في كل حين. وقد تخذت الصين سلسلة من الإصلاحات في النُظم الاقتصادية في السنوات الأخيرة مع تنفيذ سياسة الانفتاح و الإصلاح بشكل أعمق، كما حصلت البنوك الصينية و المؤسسات الأخرى على حقوق العمل الذاتي أكثر. تشجع حكومة الصين التصدير، و في نفس الوقت تستورد كمية كبيرة من المعدات و الفنون و التكنولوجيا الحديثة من الخارج.
ويرى السيد شومان أن للصين بحاجة إلى الرأسمال في بناء تحديثاتها، وتملك الدول العربية قدراً كبيراً من الرساميل، الأمر الذي يؤدي الى إمكانية التعاون الوازن بين الطرفين الصيني و العربي، نظراً لسماح السياسة الصينية الحالية إدخال الرساميل إلى المؤسسات الصينية، وكذلك الشهرة التجارية الطيبة لبنك الصين في العالم.
وينوه السيد شومان، إلى أن علاقة التعاون الوثيقة في العمل بين بنك الصين و البنك العربي ترجع إلى عام 1961، لكون الأخيرة الوكيل الرئيسي الأول في الشرق الأوسط، ويستعد الطرفان لإنشاء بنوك باستثمارات مشتركة في الصين ومنطقة الشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بالأعمال المتبادلة بين البنك العربي و بنك الصين، يشير السيد شومان إلى أنه قد زار الصين ثلاث مرات، وأقام علاقات تعاون وثيقة مع بنك الصين في الأعمال المصرفية في المرة الأولى التي كانت في عام 1979.
كذلك، زار الصين مع ممثلي البنوك العربية الشقيقة الأخرى في الشرق الأوسط، لتقديم مجموعة قروض عربية للصين، حين بدأت الصين سياسة الإصلاح و الانفتاح، وحيث تم توقيع عقد قروض مع بنك الصين و توفير 300 مليون دولار أمريكي له.
زيارته الثانية إلى بكين كانت في عام 1983. كانت الزيارة ترمي الى التشاور مع حكومة الصين في شأن إنشاء مكتب للبنك العربي لدي بكين، وحصل على موافقة الطرف الصيني عليه. وفتح المكتب في موعده بفضل الجهود المبذولة من الطرفين المعنيين العربي و الصيني، و يجري عمله حتى الآن بشكل متقدم ويحقق عائداً طيباً.
قام السيد شومان بزيارة الصين مرة ثالثة في يوليو عام 1985، تلبية لدعوة بين بنك الصين، واستهدفت توفير رأس المال لإنشاء مركز التجارة الدولية في بكين.
عندما سُئل السيد شومان عن أي المشروعات الاستثمارية في الصين التي يرغب البنك العربي فيها، قال: أن القدرة المالية للبنك العربي قوية جداً، لا سيّما وأن المساهمين الكبار يرغبون في التعدين واستكشاف النفط و منتجات البتروكيماويات و محطات مولدات الطاقة الحرارية وغيرها من المشروعات الكبيرة في الصين . بالإضافة الى أن هناك مجموعة من عملاء البنك العربي يرغبون في تشكيل شركة استثمارية في الصين بنطاق واسع تشمل الصناعة و الزراعة و التجارة و الخدمات وغيرها من المجالات.
أما وسائل الاستثمار، فالقروض هي الوسيلة الرئيسية للبنك، بينما المساهمون و العملاء للبنك يتخذون طرق الاستثمار المشترك، و الاستثمار الوحيد، و التجارة التعويضية، و ألخ . ولا يقتصر التعاون على أشكال وحجم المشروع، بل يسعي الى قناة سليمة لزيادة تعزيز التعاون بين الطرفين.
و أعرب السيد شومان أخيراً، عن البنك العربي يرغب في توفير رؤوس الأموال للاستثمار في بناء الاقتصاد الصيني.
(بقية المقالة تأتي تباعاً).