إذاعة الصين الدولية أونلاين/
وصل وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكي أليكس عازار، يوم الأحد (9 أغسطس)، إلى تايوان الصينية، حيث التقى بقادتها في اليوم التالي، في خطوة تنتهك بشكل خطير روح البيانات الصينية الأمريكية المشتركة الثلاثة ومبدأ صين واحدة، لتقدم بكين من جانبها احتجاجات حاسمة بهذا الصدد.
واستغلال بعض الساسة الأمريكيين قضية تايوان بناءً على الاحتياجات السياسية الانتخابية، وانطلاقاً من عقلية الحرب الباردة لاحتواء الصين، وتعمدُهم إرسال إشارات خاطئة لعناصر “استقلال تايوان”، يمثل لعباً بالنار التي ستحرق أصابعهم في نهاية المطاف!
ومن المعروف أن “مبدأ صين واحدة” يعتبر حجر أساس سياسياً للعلاقات الصينية-الأمريكية، كما أن واشنطن اعترفت بحكومة جمهورية الصين الشعبية بصفتها الحكومة الشرعية الوحيدة للصين، بموجب البيانات المشتركة الثلاثة، التي تنص على أن تقتصر علاقاتها مع تايوان على الثقافة والتجارة وغيرهما من المجالات غير الرسمية، لهذا تتخذ بكين دائماً موقفاً مناهضاً ضد أي تواصل رسمي بين الولايات المتحدة وتايوان.
إنه من الواضح لدى الجميع أن زيارة عازار الأخيرة لتايوان لا تعد إلا حراكاً سياسياً تحت ستار التنسيق بشأن مكافحة كوفيد-19، يهدف إلى رفع مستوى علاقات واشنطن مع تايبيه، والتشجيع على حركة استقلال تايوان المزعومة، إضافة إلى كسب مزيد من الأصوات في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها شهر نوفمبر القادم.
وبالطبع، فالسبب الأعمق هو أنه ترسخت لدى بعض السياسيين الأمريكيين لفترة طويلة أفكار بعيدة الجذور حول الحرب الباردة وتحيزٌ أيديولوجي قوي، حتى إن الحكومة الأمريكية الحالية تعتبر الصين أكبر “منافس” لها، ومنذ عام 2018م هاجمتها تباعاً في مختلف المجالات مثل التجارة والتكنولوجيا.
وبعد تفشي وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد، عمد بعض الساسة الأمريكيين إلى تشويه سمعة الصين بقوة أكبر، من أجل تحويل المسؤولية إلى غيرهم عن كفاحهم غير الفعال ضد الوباء، حتى إنهم حاولوا إثارة “حرب باردة جديدة” ضد الصين.
قبل 48 عامًا، عندما زار الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون الصين، أشار إلى أن الدولتين لديهما مصالح وآمال مشتركة، ولا يوجد سبب للعداء بينهما.
وأثبتت التجارب التنموية التي استمرت أكثر من 40 عامًا أن التطور الصحي والمستقر للعلاقات بين البلدين جلب فوائد هائلة لهما ولكل دول العالم، وهو أيضاً يتماشى مع التوقعات العامة للشعبين والمجتمع الدولي.
إن قضية تايوان من المصالح الجوهرية للصين، وهي كذلك الأهم والأكثر حساسية في العلاقات بين الدولتين، ولَعبُ الساسة الأمريكيين بهذه الورقة سيؤجج الصراع الصيني الأمريكي، ويضخ المزيد من عدم اليقين في العلاقات الثنائية.
ونحن ننصح الساسة الأمريكيين بعدم استفزاز الصين، وألا يختبروا صبرها أو يستهينوا بعزمها الثابت على حماية سيادتها الوطنية وأمنها ومصالحها التنموية، ويتعين عليهم وقف أي شكل من أشكال التبادلات الرسمية مع منطقة تايوان.
وليعلموا جيداً أن تكتيكات الاحتواء تتعارض في عالم اليوم مع تيار التاريخ، وأن أي اعتداء على مصالح الصين الجوهرية سيتصدى له 1.4 مليار صيني.