مع قرب الذكرى العشرين لعودتها إلى أحضان الوطن الأم، جذبت ماكاو المدينة “الهادئة” اهتمام الرأي العام العالمي بالمقارنة مع هونغ كونغ ” الساخنة”، حيث وجد الكثير من الناس أن الوضع في ماكاو التي تطبق نظام “دولة واحدة ونظامان” مثلها مثل هونغ كونغ بعيدة عن العنف، والمظاهرات غير المنتهية في الشوارع، والمظاهرات العنيفة، وتشهد تنمية اقتصادية مستدامة في السنوات العشرين الماضية، وزاد إجمالي الناتج المحلي لماكاو بنحو 8 مرات، واليوم، احتل نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي في ماكاو المرتبة الثانية في العالم.
ويمكن القول إن العودة إلى أحضان الوطن الأم أعادت بناء اقتصاد ماكاو. حيث أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في ماكاو حوالي نصف الناتج المحلي الإجمالي لهونغ كونغ قبل إعادة التوحيد، لكن اليوم الوضع معكوس، ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في ماكاو هو ضعف الرقم في هونغ كونغ تقريبًا. ومن الطبيعي ان يفضل الناس العيش في اقتصاد متطور للغاية، لأن هذا يعني المزيد من الفرص للحياة الشخصية.
إن سبب تجاهل الرأي العام الغربي لماكاو ليس لأنها منطقة صغيرة فقط. وقد حققت ماكاو نجاحات التنفيذ الدقيق لـ “دولة واحدة ونظامان” الذي لا يضمن فقط الحكم الشامل للحكومة المركزية في ماكاو، بل يطبق درجة عالية من الحكم الذاتي في ماكاو أيضًا. لكن، الغرب لم يركز في هذه النجاحات، بل حولت النخبة السياسية الأمريكية تركيزها على أعمال الشغب في هونغ كونغ باعتبارها “منظرًا جميلًا” في السعي لتحقيق الديمقراطية والحرية.
يثبت ازدهار وتطور ماكاو أن “دولة واحدة ونظامين” النموذجية أمر ممكن، ومقارنة بالوضع المضطرب في هونغ كونغ هذا العام، فإنه يثبت أن إصدار ماكاو لممارسة “دولة واحدة ونظامين” هو التطبيق الوحيد الناجح أيضا.
إن السلطة الكاملة للحكومة المركزية ليست قيدًا على درجة عالية من الحكم الذاتي في المنطقة الإدارية الخاصة، بل هي ضمان عدم تشويه هذه الدرجة العالية من الحكم الذاتي سياسيا، وترتيبات دستورية رئيسية لمنع استخدام القوى الخارجية لإثارة نزاعات بين النظامين.
تطبق المنطقة الإدارية الخاصة نظامًا رأسماليًا، وهناك العديد من قنوات ذات القيمة والفائدة مع المجتمع الغربي، يمكن أن تكون ميزة بالنسبة للمنطقة الإدارية الخاصة للتواصل بين الصين والغرب، كما يمكن أن تستخدم من قبل القوى الخارجية لاحتواء الصين.
أكملت منطقة ماكاو الإدارية الخاصة تشريع الأمن القومي المنصوص عليه في المادة 23 من القانون الأساسي في أوائل عام 2009. ويحتوي نظام التعليم في ماكاو على فريق وطني للمعلمين، وقد تم إضفاء الطابع المؤسسي على قواعد الوطنية مثل رفع العلم الوطني في جميع المدارس في ماكاو، ما أدى الى تقليص مساحة تدخل القوات الخارجية في الشؤون الداخلية للصين عبر ماكاو.
تستمر منطقة ماكاو في النجاح لأنها ثابتة على الموقف والاتجاه، ولديها مزايا التنمية المستدامة تحت دعم الدولة، ولديها مناعة لا تضللها بعض القوى الغربية مثل الولايات المتحدة.
وفي المقابل، يأمل عدد كبير من الأشخاص الوطنيين في هونغ كونغ أيضًا في القضاء على الاضطرابات السياسية، وتنفيذ “دولة واحدة ونظامين” بدقة وفقًا لتوجيهات الحكومة المركزية، وتكريس أنفسهم للتنمية. ويمكن لهونغ كونغ لعب بشكل أفضل نقطة التقاطع بين القيم والمصالح الصينية والغربية لما تتميز به ثقافتها من عناصر الثقافة البريطانية والأمريكية، وفي ظل الإطار السياسي المستقر، لكن المؤامرات السياسية لبعض القوات الأمريكية والغربية تسببت في تشوهات خطيرة واختطاف بيئة التنمية في هونغ كونغ، وباتت القوى المتطرفة مغسولة الدماغ في هونغ كونغ على استعداد ليتم استخدامها بهدف جعل هونغ كونغ “نقطة لعبة” بين الصين والولايات المتحدة والغرب.
وعليه، ينبغي على سكان هونغ كونغ النظر بعمق الى تجربة ماكاو الناجحة للاستفادة مستقبلا. https://buff.ly/2Z3h5NH