CGTN العربية/
عند ذكر “الألبكة”، قد لا يستطيع البعض الربط بين هذا النوع من الحيوانات وهضبة اللوس “الموحشة” التي تقع في شمال غرب الصين وبالتحديد في قرية بينغ لي بمقاطعة شانشي. تم إدخال الألبكة والتي تنتشر في الأصل في مراعي دول أمريكا الجنوبية إلى بعض المناطق في الصين لتنتشلها من “دوامة الفقر”. ولم تساعد العديد من الأسر على التخلص من الفقر فحسب، بل ساعدتهم كذلك في زيادة دخلهم ودفع تطور السلاسل الصناعية المعنية في تلك المناطق. وخلال السنوات الماضية، وبفضل تطور صناعة تربية الألبكة، تمكنت قرية بينغ لي من إعادة بناء بنيتها التحتية ودفع عجلة تنمية السياحة والثقافة المحلية بها.
من ناحية أخرى، يرجع نجاح هذه القرية في التخلص من الفقر إلى موقعها الجغرافي وتضاريسها المتميزة. فتقع قرية بينغ لي في منطقة جبلية مرتفعة، حيث تعد المناطق الجبلية واحدة من أنسب المناطق لتربية الألبكة. كما تولت شركة تشي فنغ شان المحدودة التي تم تأسيسها في عام 2014 مشروعات تربية الألبكة في القرية. واليوم، تملك الشركة أكثر من ألفين رأس من حيوان الألبكة، كما بدأت في توسيع حجم أعمالها لتشمل أكثر من 20 مقاطعة ومدينة في البلاد. بعد أن تغلبت على الكثير من الصعوبات في بداية تأسيسها…
بسبب قلة الخبرة، لم تتمكن إدارة الشركة من تربية الألبكة في بداية الأمر، كما واجهت العديد من المشكلات التي لم يتعرض إليها القرويون من قبل، ما أدى إلى فقدان 50% من إجمالي الرؤوس التي بدأوا بتربيتها.
لكن إدارة الشركة قررت الاستمرار، ولجأت لتعديل وتحسين أعلاف الألبكة مع إتباع إرشادات وتعليمات الخبراء والأطباء البيطريين. ما أدى إلى تحسن الوضع بشكل كبير وجعل الألبكة القادمة من هضبة أمريكا الجنوبية تعتاد على العيش في بيئة هضبة اللوس الصينية…
يقول لي شيو لونغ، رئيس لجنة قرية بينغ لي، إن تربية الألبكة غيرت حياة القرويين. وساعدتهم في التخلص من الفقر. لأنها نشطت حركة السياحة التي بدورها خلقت أكثر من خمسين فرصة عمل للقرويين المحليين، كما جلبت ارتفاعا ملحوظا (نحو 3000 دولار أمريكي) لمتوسط الدخل السنوي للقرويين. وبحلول نهاية عام 2018، نجحت القرية بأكملها في تحقيق هدف التخلص من الفقر، وتجاوز متوسط الدخل بها الـ5000 يوان (نحو 700 دولار أمريكي).