“بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
السيدة نائبة رئيس الاتحاد الافريقي،
أصحاب المعالي الوزراء ورؤساء الوفود،
السيدات والسادة رواد الاعمال،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
أرحب بكم في الطبعة الرابعة للمؤتمر الافريقي للمؤسسات الناشئة، هذا الموعد القاري الذي تحتضن فيه الجزائر رواد الاعمال من مختلف انحاء القارة في أكبر فضاء يجمع الشباب المبتكر ويشكل فرصة متجددة لتبادل الخبرات والنهوض بقطاع
ريادة الاعمال في افريقيا الطموحة، افريقيا المستقبل.
لقد اخترتم لهذه الطبعة شعار “الاعتزاز برواد الاعمال في افريقيا”، وهو ليس مجرد عنوان، بل رسالة واضحة تعبر عن قدرات شبابنا الذي يحول التحديات الى فرص والافكار الى مشاريع والطموحات الى واقع اقتصادي قائم على المعرفة الابتكار.
ان هذا المؤتمر لرواد الاعمال والمؤسسات الناشئة يجسد روح افريقيا الطموحة ويهدف الى إلهام جيل جديد من المقاولين القادرين على المنافسة عالميا وتعزيز السيادة التكنولوجية والاقتصادية لقارتنا.
والجزائر وهي تحتضن هذا الحدث الذي يترجم التزامها بتعزيز التعاون القاري على أسس الاستدامة والفعالية، مقتنعة ان افريقيا تزخر بثروات بشرية قادرة على قيادة التحول الاقتصادي والتمكين للمبادرات الريادية.
السيدات والسادة،
إن المشاركة القياسية في هذه الطبعة تعكس أهمية مؤتمركم هذا على المستويين القاري والدولي، إذ يشهد توافد أكثر من 25 ألف مشارك وما يفوق 40 وفدا وزاريا، الى جانب 200 عارض و150 بين مستثمر وخبير دولي في الابتكار وريادة الاعمال، هذه الارقام ليست مجرد احصائيات، بل هي دليل على ان هذا الحدث اصبح حاضنة للمؤسسات الناشئة وان رؤيتنا لبناء افريقيا مبتكرة تلقى صدى واسعا لدى شركائنا في القارة وخارجها.
وفي هذه السنة، نرحب بجمهورية رواندا الشقيقة، ضيف الشرف، والتي اصبحت نموذجا قاريا في التحول الرقمي والابتكار بفضل رؤيتها الاستراتيجية وإرادتها السياسية.
كما ان انعقاد هذا المؤتمر بعد ثلاثة أشهر فقط من تنظيم الجزائر لمعرض التجارة البينية الافريقية (IATF 2025) يؤكد التزامنا العميق بخدمة افريقيا ويعكس إرادتنا في ان تكون الجزائر وجهة رائدة للابتكار وللتكامل الاقتصادي في قارتنا.
وفي هذا المنظور، عملت الجزائر خلال السنوات الاخيرة على بناء منظومة قانونية وتنظيمية متكاملة لدعم المؤسسات الناشئة، سمحت بتجاوز 13 ألف مؤسسة ناشئة مع نهاية السنة الحالية، وذلك من خلال:
– اطار قانوني مرن ورقمي،
– نظام ضريبي تحفيزي يخفف الاعباء ويعزز النمو،
– اطار مفتوح للابتكار يربط المؤسسات الناشئة بالجامعات ومراكز البحث والمؤسسات الاقتصادية،
– استثمارات كبيرة في البنى التحتية التكنولوجية والبحثية.
وأود ان أغتنم هذه السانحة للتذكير بالتزامي الشخصي للوصول الى 20 ألف مؤسسة ناشئة مع نهاية 2029، غير ان طموحنا يتجاوز حدودنا الوطنية، فقرار انشاء صندوق قاري لتمويل المؤسسات الناشئة الافريقية يمثل خطوة استراتيجية نحو التمكين لشباب افريقيا ودعوة صريحة لكل الدول الشقيقة لاعتماد أفضل السياسات التي تعزز الابتكار وتوفر بيئة تنظيمية منسجمة تدعم التنافسية.
كما أود ان أؤكد أمامكم أهمية تمكين مؤسساتنا الناشئة من التوسع القاري وبناء سوق افريقية موحدة للتكنولوجيا بما يتيح جذب استثمارات أكبر ويبرز روادا أفارقة قادرين على المنافسة اقليميا ودوليا.
السيدات والسادة،
لقد اثبتت الدورات السابقة أهمية هذا المؤتمر، سواء من خلال تبني الاتحاد الافريقي لمخرجات “إعلان الجزائر” أو من خلال البرامج المشتركة لدعم المواهب الريادية والحد من هجرة الكفاءات، وكانت الدورة الماضية محطة بارزة لاعتماد ورقة طريق لتنفيذ الاستراتيجية الافريقية للذكاء الاصطناعي التي أرست أسس التحول الرقمي وتطوير التكنولوجيات المتقدمة في القارة.
ويأتي مؤتمركم اليوم لتعزيز ما تحقق وتوسيع آفاق العمل المشترك، وإنني إذ أدعوكم في هذه المناسبة الى نقاش معمق حول أفضل الطرق لبناء منظومة قارية قادرة على دعم وتوسع ريادة الاعمال عبر القارة، أشكركم جميعا على شاركتكم،
مقدرا جهود كل من ساهم في تنظيم هذا الحدث القاري الهام، كما أشكر الدول الشقيقة والصديقة على حضورها ودعمها، وأنا على يقين بأن أعمال هذه الطبعة ستتوج بنتائج ملموسة تدعم شبابنا وتدفع بمسيرة التنمية في قارتنا الى آفاق
أرحب.
وأعلن رسميا افتتاح أعمال الطبعة الرابعة للمؤتمر الافريقي للمؤسسات الناشئة.
تحيا افريقيا موحدة، قوية، مبتكرة ومزدهرة بشبابها وكفاءاتها.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.