شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم: الدكتورة كريمة الحفناوي
قامت الثورة البوليفارية على قيم الحرية والمساواة والعدالة والسلام الدولى، وأصبح سيمون بوليفار رمزاً للوحدة الوطنية، والنضال المستمر، والتضحية بالنفس، من أجل الحرية والعدالة والأخلاق العامة ورفاهية الشعوب. ويعتبر سيمون بوليفار الأب الروحى والفاعل الأساسى فى التحرر الأمريكى ضد الإمبراطورية الأسبانية ل 6 دول فى أمريكا الجنوبية (بوليفيا، وكولومبيا، والإكوادور، وبنما، وبيرو، وفنزويلا) كما كان له الأثر الأكبر فى تحرر الأرجنتين وشيلى.
وعلى خطى المحرر سيمون بوليفار سار الرئيس هوجو شافيز، الذى عاش من أجل تحسين الأحوال المعيشية لشعبه، وإنصاف الفقراء، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وأسس نموذجاً للديمقراطية التشاركية، كما وقف ضد الإمبريالية الأمريكية وضد هيمنتها وسيطرتها على العالم، من أجل السيطرة على المناطق النفطية والثروات والأسواق، واستطاع مع عدد من حكومات أمريكا الجنوبية من برجواى ونيكارجوا وبوليفيا والبرازيل مواجهة الاحتكارات البترولية، مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تضغط على حكومات أمريكا اللاتينية، وتدعم المعارضة اليمينية لضمان مصالحها، وضمان استمرار نهب بلدان أمريكا اللاتينية باعتبارها الحديقة الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية.
كما تبنى الرئيس هوجو شافيزالقضايا العربية الهامة، ومنها دعم القضية الفلسطينية ضد الوحشية الصهيونية، وقطع علاقاته بالكيان الصهيونى.
واستكمل الرئيس نيكولاس مادورو مسيرة الوقوف ضد الإمبريالية العالمية، وقاد شعبه للنمو والتنمية، والازدهار، ووقف بجانب الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة، وفى نهاية العام الماضى أسس الحملة الدولية ضد الإمبريالية والفاشية الصهيونية.
ولقد اقترح الرئيس مادورو عقد قمة عالمية كبرى للسلام ومناهضة الحرب، بهدف التوصل إلى حل جماعى وحازم، يوقف المجزرة، ويجبر النظام الإسرائيلى على نزع سلاحه النووى، وإخضاعه لمنظومة القانون الدولى.
وبعد صعود اليسار للحكم فى عدد من بلدان أمريكا اللاتينية، ومناهضته للولايات المتحدة الأمريكية وسياسات رئيسها ترامب الاستعمارية، من أجل الاستيلاء على النفط والثروات التعدينية لتلك البلدان، بدأ ت أمريكا فى تدبير الانقلابات لإسقاط الرؤساء، ومنها محاولات إسقاط الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، لصموده أمام العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة على فنزويلا، وتكوينه الحملة الدولية لمناهضة الإمبريالية الأمريكية والفاشية الصهيونية.
كما قام الرئيس ترامب بمعاداة رئيس البرازيل اليسارى لولا دا سيلفا لموقفه المساند للشعب الفلسطينى، وقام بطرد الرئيس الكولومبى جوستافو بيترو من الولايات المتحدة الأمريكية، عقب دعوته لتكوين جيش لتحرير فلسطين،وتصريحاته المناهضة والرافضة لدعم ترامب للكيان الصهيونى، واعتباره شريكا فى الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى.
هذا بجانب تحريك السفن الأمريكية والجنود والمعدات العسكرية قبالة سواحل فنزويلا فى البحر الكاريبى، بزعم القضاء على عصابات تهريب المخدرات، ومحاربة غسيل الأموال الناتجة عن المخدرات، ولكن هذه التهديدات العسكرية هى فى حقيقتها لإزاحة الرئيس مادورو ليحل محله نظام عميل تابع للولايات المتحدة الأمريكية.
ولقد أصدرت وزارة السلطة الشعبية للعلاقات الخارجية بجمهورية فنزويلا البوليفارية، بيانا لتفنيد مزاعم الولايات المتحدة الأمريكية لشن حرب ضد فنزويلا، وأشار البيان إلى التقارير الصادرة من الأمم المتحدة التى تنفى هذه المزاعم.
وتشير التقارير الرسمية المتواصلة من مكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة (UNODC)، أنه تم اعتماد فنزويلا كإقليم خالٍ من الزراعات غير المشروعة، ولاتوجد كارتلات ولا معامل مخصصة لإنتاج المخدرات، وتؤكد التقارير المشار إليها أن اقتصاديات المخدرات، ترسخت لسنوات طويلة فى كولومبيا، تحت حماية حكومات متعاقبة يمينية متحالفة مع الولايات المتحدة الأمريكية، هذا بالإضافة لإنشاء 8 قواعدعسكرية أمريكية فى كولومبيا.
ووفقا لتقرير الأمم المتحدة 2025، فإن نسبة 87% من المخدرات يتم تهريبها عبر المحيط الهادى، و8% تخرج عبر كولومبيا، بينما الكمية التى تحاول الخروج عبر الأراضى الفنزويلية لا تزيد عن 5%، وبالنسبة لجريمة غسيل أموال المخدرات فإنه يتم فى الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة من 20 إلى 30%%.
إننا نضم ونرفع صوتنا مع الرئيس نيكولاس مادورو، ومع كل أحرار العالم، من أجل وقف الحرب العدوانية الصهيونية المتوحشة على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة والضفة الغربية، ووقف الإبادة الجماعية للنساء والأطفال والشيوخ فى قطاع غزة، وفك الحصار وادخال المساعدات الإنسانية فورا ووقف استخدام الكيان الصهيونى سلاح التجويع الذى يعتبر جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. إننا وكل الشعوب الحرة الأبية ، نقف مع دولة فنزويلا ضد الهيمنة والسيطرة والعقوبات الاقتصادية الأمريكية، ونطالب برفعها فوراً عن فنزويلا، وعن كل الدول التى تفرض عليها أمريكا عقوبات اقتصادية، من أجل سلام العالم وخير الإنسانية، ونطالب بحل الصراعات بين الدول بالمفاوضات السلمية حتى تتجنب البشرية الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن الحروب.
كما نرفض التهديدات الأمريكية العسكرية ضد دولة دولة فنزويلا بذريعة تهريب المخدرات، والتهديد بإسقاط الرئيس مادورو، ومحاولات إلقاء القبض عليه، وذلك برصد ملايين الدولارات للإبلاغ عن مكانه، وتحريك عملاء أمريكا فى الداخل اليمنيين من أجل نشر الفوضى وإسقاط الرئيس.
ونتضامن مع كل الشعوب والدول التى تقف مع الحقوق العادلة للشعب الفلسطينى ومنها نيكارجوا وكولومبيا والبرازيل وجنوب إفريقيا وكوبا والصين وإيران.