شبكة طريق الحرير الإخبارية/
ليالي شنغهاي!!
سلسلة من بلد العجائب ..
كتبت : ريام المرفدي
عضو في الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين اصدقاء وحلفاء الصين، فرع اليمن
كان الليل في شنغهاي يغلي بالحياة كما لو أن المدينة لا تعرف النوم والعجيب أنك تجدهم مستيقظون باكراً شعب النظام يجري بعروقهم ..
الناس هناك يعبرون الأرصفة بخفة وكأنهم جزء من إيقاع موسيقي لا ينقطع وجوههم مشرقة بضوء الشاشات والإعلانات، ابتساماتهم سريعة لكنها صادقة وكلاً منشغلاً بعالمة الخاص ..
في المقاهي المنتشرة على ضفاف النهر، تتعالى ضحكات الشباب وتختلط بروائح القهوة ..
كما شد انتباهي الورد والازهار منتشر على طول الطرقات وسائقي الدراجات يعبرون على طريق جانبي من عبور السيارات بلد نظيفة وشعب أنظف ..
مدينة حين تُغلق عينيك عنها، تبقى أضواؤها عالقة في الذاكرة شنغهاي وكل تفاصيلها في ذاكرتي خالدة ..
كذلك الموسيقى في شنغهاي في كل زاوية ومكان له طابع موسيقى خاص وجميل و متناغم ..
في تلك اللحظات لا تشعر بأنك غريب، فالموسيقى هناك تجمع الغرباء من جميع الجنسيات في انسجامٍ عجيب،
تخلق جسرًا من الإحساس بين كل اللغات، وتقول ما تعجز عنه الكلمات ..
فمثلاً على ضفاف النهر كانت هناك فرقة صغيرة تعزف ألحانًا بنكهة شرقية بينما تتوقف خطوات الناس للحظة كأن المدينة نفسها تنصت وكذا نحن التفينا للاستماع لتلك الموسيقى وأنسجمنا معها..
كنت أسرح مع نفسي على ضفاف النهر مستمعه للموسيقى وأشاهد والتقط الصور لذلك الجمال وأقول ماجمل هذه المدينة الساحرة .
وفي زاوية اخرى في شارعٍ فسيح لفتَ انتباهنا مجموعة من النساء الكبيرات في السن وجوههن تضيء بابتسامات هادئة كأنهن يحتفلن بالحياة على طريقتهن الخاصة كانو يرقصون بخطواتٍ متناسقة على إيقاع موسيقى تتحرك أذرعهن بانسجامٍ كأنها طقوسٌ يومية يمارسوها أو إرثٌ ثقافي بروحٍ من البهجة والانتماء ..
لم تكن رقصةً للمتعة فحسب، بل كانت أشبه برسالة:
أن العمر لا يُطفئ الرغبة في الفرح، وأن الجمال في شنغهاي لا يسكن في الأضواء فقط،
بل في تلك الأرواح التي ترقص للنهار حتى لو كان الليل قد طال توقّفنا عند هذا المشهد طويلًا، ودار بيني وبين زميلي الدكتور صالح المدحجي حديثٌ عنه،
قلنا إن في تلك الرقصة معنىً أعمق من مجرد ترفيهٍ مسائي إنها فلسفة حياة تُعلّمنا كيف نحافظ على إيقاعنا الخاص مهما تبدّلت المراحل وتغيّرت الأيام ومر العمر وأن العمر مجرد رقم بينما الفرح يبقى الروح شابة ..