شبكة طريق الحرير الإخبارية/

تعزيز التبادل الصيني-العربي لمواجهة التحديات الرئيسية بشأن تمكين المرأة على مستوى العالم

بكين 14 أكتوبر 2025 (شينخوا) يعمل المشاركون في اجتماع القادة العالميين بشأن المرأة الذي يعقد على مدار يومي 13 و 14 أكتوبر الجاري في العاصمة الصينية بكين، على تجميع الحكمة وتبادل الآراء لمواجهة التحديات الرئيسية بشأن تمكين المرأة، وحشد عزمهم الجماعي على تعزيز المساواة بين الجنسين، بينما أبدى ممثلون من الدول العربية اهتماما بدراسة الخبرات الناجحة للصين والاستفادة منها لتعزيز التنمية وحماية حقوق المرأة.

وقال معز دريد، المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء شينخوا، “إننا قد سمعنا أثناء الاجتماع التزاما ودعما واضحين لأعمال حقوق المرأة وتمكينها في جميع أنحاء العالم وأهمية تهيئة بيئة مواتية للنهوض بحقوق المرأة، الأمر الذي يعطينا الأمل ويوجهنا إلى بذل المزيد من الجهود من أجل تحقيق الأهداف الخمسة للتنمية المستدامة في إطار الأمم المتحدة، وهي ليست للنساء فقط، بل للبشرية أجمعها”.

وأعرب دريد عن حرصه على الاستفادة من خبرات الصين وتطبيقها في الدول العربية، مشيرا إلى أن النساء العربيات حققن تقدما كبيرا في قدراتهن من خلال التعليم، وعلى سبيل المثال، أصبحت هناك طالبات في الجامعات والمعاهد العربية أكثر من الطلاب الذكور.

وقال دريد إنه على الرغم من ذلك، لا تزال الدول العربية لديها أدنى مستويات مشاركة للمرأة في القوى العاملة، بينما نجحت الصين في زيادة مشاركة النساء في القوى العاملة بشكل ملحوظ، “ونحن حريصون على الاستفادة من تجارب الصين وخبراتها”.

وذكر دريد أنه على مدى العامين الماضيين، شهد العالم بشكل مؤلم كيف عانت النساء في قطاع غزة بسبب النزاعات هناك، موضحا أن نسبة المدنيين المتوفيين في غزة أعلى من النزاعات في أي منطقة أخرى في العالم، وأن نسبة النساء والفتيات اللواتي قتلن هناك مرتفعة للغاية، وأن الأمر يمثل تحديا واضحا للمجتمع الدولي.

وأثناء حضورها للاجتماع، أعربت أمل عمار، رئيسة المجلس القومي للمرأة في مصر، عن تقديرها لجهود الصين في تعزيز حماية حقوق المرأة وتمكينها، متمنية أن يضع هذا التجمع في بكين أجندة عالمية جديدة لتعزيز حقوق المرأة.

وأشارت عمار إلى التقدم المحرز في مختلف القطاعات بمصر في الأعوام الأخيرة، لا سيما في المشاركة السياسية، قائلة “لقد أحرزت مصر تقدما ملحوظا في التمكين السياسي للمرأة، وقد أقر البرلمان المصري الحالي العديد من القوانين لدعم حقوق المرأة، بما في ذلك إجراءات لمنع ختان الإناث ومكافحة التحرش وحماية حقوق الميراث”.

هذا ويتم عقد اجتماع القادة العالميين بشأن المرأة للاحتفال بالذكرى الـ30 للمؤتمر العالمي الـ4 للمرأة الذي عقد في العاصمة الصينية، حيث اعتمد ذلك المؤتمر في عام 1995 إعلان وخطط عمل بكين، واللذين مثلا حدثا تاريخيا لقضية المرأة العالمية وكانا بمثابة وثائق توجيهية لتنمية المرأة على الصعيد العالمي والمساواة بين الجنسين.

واسترشادا بروح المؤتمر، أصبحت المساواة بين الرجل والمرأة توافقا عالميا للمجتمع الدولي، وأدرجت في جدول أعمال الأمم المتحدة الإنمائي والأهداف الإنمائية ذات الأولوية. وقد قام ما مجموعه 189 دولة بالتصديق على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، بينما تم سن ما يقرب من 1600 قانون بشأن حقوق المرأة ومصالحها في أكثر من 190 دولة. ووضع عدد متزايد من الدول خطط عمل وطنية لتحسين رفاه المرأة.

ورأى دريد أن اجتماع القادة العالميين بشأن المرأة يقدم دفعة لمضاعفة الجهود والاستثمارات نحو تسريع خطط عمل بكين، معربا عن أمله في العودة إلى بكين في غضون خمس سنوات أو نحو ذلك، للاحتفال بتنفيذ خطط العمل وتحقيق الأهداف الخمسة للتنمية المستدامة.

هذا ومن المتوقع أن يحث الاجتماع، الذي يستمر يومين، جميع الأطراف على تسريع تنفيذ إعلان وخطة عمل بكين وضخ زخم جديد في تعزيز المساواة بين الجنسين على الصعيد العالمي والتنمية الشاملة للمرأة. وتم طرح أربعة اقتراحات يوم الاثنين الماضي لتسريع عملية التنمية الشاملة للمرأة سعيا لبناء توافق أوسع وفتح مسارات أرحب واتخاذ إجراءات عملية أكثر في هذا الشأن.

وأعلنت الصين أثناء الاجتماع عن تدابير جديدة لزيادة دعم القضية العالمية للمرأة، حيث في السنوات الخمس المقبلة، ستتبرع الصين بمبلغ آخر بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة وتخصص حصة قدرها 100 مليون دولار أمريكي في صندوق التنمية العالمية والتعاون بين بلدان الجنوب لتنفيذ مشاريع التعاون الإنمائي للنساء والفتيات بالتعاون مع المنظمات الدولية.

وإلى جانب ذلك، ستدعم الصين 1000 مشروع “صغير وجميل” لكسب الرزق يعتبر النساء والفتيات مستفيدات ذوات أولوية، كما ستدعو الصين 50 ألف امرأة إلى البلاد للمشاركة في برامج التبادل والتدريب، وستنشئ مركزا عالميا لبناء قدرات المرأة.