13 أكتوبر 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ كوسيلة نقل صديقة للبيئة ومريحة، وبعد سنوات من التطور، أصبح التنقل على الدراجات ذات العجلتين وهي بالأساس الدراجات الهوائية والدراجات الكهربائية، جزءًا مهمًا لا غنى عنه في نظام النقل الحضري الحديث في الصين.
تشير بيانات جمعية الدراجات الصينية إلى أنه في الوقت الحالي، تجاوزت ملكية الدراجات في المجتمع الصيني 200 مليون دراجة، بينما تبلغ ملكية الدراجات الكهربائية حوالي 380 مليون دراجة. ويقوم سكان المدن في الصين بحوالي 30 رحلة من كل 100 رحلة باستخدام الدراجة ذات العجلتين. لا تساعد وسائل النقل هذه في تقليل انبعاثات الكربون فحسب، بل تدفع أيضًا الصناعات ذات الصلة نحو التحديث الذكي وإعادة التدوير، مما يعزز التحول الأخضر لسلسلة الصناعة بأكملها.
لماذا أصبح التنقل على الدرجات ذات العجلتين يحظى بشعبية متزايدة؟
قال قوه ونيو، نائب رئيس وأمين عام جمعية الدراجات الصينية: “بفضل الخصائص المرنة والفعالة، أصبحت الدراجات الهوائية والدراجات الكهربائية وغيرها وسائل المواصلات الأخرى أكثر ملاءمة للتنقل القصير في المدن، ومع تزايد وعي الناس بأسلوب الحياة الصحي وحماية البيئة، يستمر انتشار هذا النوع من التنقل”.
أظهر “تقرير دراسة التنقل الأخضر بالدراجات ذات العجلتين لعام 2024” (المشار إليه فيما يلي باسم “التقرير”) أنه في الفترة من 2021 إلى 2023، ارتفع متوسط وقت ركوب الدراجات في اتجاه واحد للمقيمين في المدن الصينية من 12.6 دقيقة إلى 13.88 دقيقة. في أوقات الذروة في الصباح والمساء، يمكن لاختيار النقل على الدراجات توفير الوقت والحفاظ على البيئة.
في ظل تسارع وتيرة الحياة وانتشار السيارات بشكل متزايد في الوقت الحاضر، تظهر الدراجات الهوائية والدراجات الكهربائية مزايا واضحة من حيث الاقتصاد والوقت في التنقل اليومي والرحلات القصيرة والمتوسطة.
في السنوات الأخيرة، استمر التنقل بالدراجات ذات العجلتين في المساهمة في خفض استهلاك الطاقة وتحسين جودة الهواء. وأشار التقرير إلى أن خفض الانبعاثات الكربونية اليومية نتيجة التنقل بالدراجات على مستوى البلاد يبلغ حوالي 10 آلاف طن، وبحساب استهلاك الوقود بمقدار 8 لترات لكل 100 كيلومتر، يعادل ذلك توفير حوالي 6.6 مليون لتر من البنزين. في عام 2023، أدى التنقل بالدراجات إلى خفض إجمالي الانبعاثات الكربونية بمقدار 4.2925 مليون طن، ويترجم هذا الانخفاض إلى التكاليف البيئية التي تم توفيرها، والتي تصل إجمالاً إلى حوالي 2.6 مليار يوان.
جدير بالذكر أنه في السنوات الأخيرة، شهدت ثقافة ركوب الدراجات ازدهارًا كبيرا، وزادت الأنشطة المتعلقة بها بشكل كبير، وأصبح مفهوم “الجولات السياحية على الدرجات” يضخ طاقة جديدة في عملية النقل. وتشير البيانات إلى أن هناك حاليًا أكثر من 18 مليون شخص من محبي ركوب الدراجات على مستوى البلاد، وأكثر من 100 مليون شخص يركبون الدراجات بانتظام، وأصبح ركوب الدراجات تدريجيًا أحد أهم المواضيع الإجتماعية.
لقد أصبحت الدراجات التشاركية جزءًا مهمًا من نظام النقل العام الحضري. وحتى الآن، تم طرح أكثر من 12 مليون دراجة تشاركية في جميع أنحاء البلاد، ويختار حوالي 24 مليون شخص/مرة يوميا في المتوسط ركوب هذه الدراجات. كما أن تقنية بيدو في الوقت الحالي تتكامل بعمق مع الدراجات التشاركية، مما يعزز باستمرار سهولة العثور عليها واستبدالها وتحسين تجربة ركوبها بالنسبة للمستخدمين.
قال أحد المسؤولين عن خدمات الدراجات التشاركية في شركة ميتوان: “خلال العام الماضي، تجاوز إجمالي مسافة ركوب الدراجات التشاركية على موقع شركتنا مئة مليار كيلومتر، وتم تقليل انبعاثات الكربون بأكثر من 580 ألف طن”. كما أضاف قائلا بأن الدراسات أظهرت أنه حوالي 23 في المئة من هذه الرحلات استبدلت طُرق النقل الأخرى التي كان بالإمكان استعمال السيارات فيها.
مع استمرار أنظمة النقل الحضري في التحديث، أصبح دمج ركوب الدراجات مع محطات شبكة أنفاق المترو والقطارات أكثر انتشارًا في المدن الصينية. ولتسهيل هذا الاتصال متعدد الوسائط، تعمل الحكومات المحلية على تعزيز البنية التحتية من خلال إنشاء ممرات مغطاة، وتوسيع مرافق مواقف الدراجات، وتخصيص مناطق لوقوف الدراجات بالقرب من محطات النقل. وتهدف هذه الجهود إلى إحداث انتقال سلس بين التنقل بالدراجات ذات العجلتين ووسائل النقل العام، مما يعزز التحول نحو النقل الحضري الأكثر صداقة للبيئة.
يُظهر التقرير أنه في الفترة من 2021 إلى 2023، شهدت نسبة نشاط ركوب الدراجات حول محطات المترو في البلاد زيادة مطردة؛ وفي الوقت نفسه، ارتفعت نسبة خدمات ركوب الدراجات الكهربائية حول هذه المحطات في الصين بنسبة 13% في عام 2022، وزادت بنسبة 11.3% مرة أخرى في عام 2023، مما يعكس زخم هذا النمو السريع.
كما قال قوه ونيو بأنه وبالمقارنة مع الدراجات العادية، فإن استخدام الدراجات الكهربائية يتزايد بشكل أسرع، مما يشير إلى أن خصائصها تلبي بشكل أفضل احتياجات النقل القصير داخل المدن.
في شهر يونيو من هذا العام، وضمن عملية ابتكار حديثة، أطلق حي الساحل الغربي الجديد في مدينة تشينغداو 200 دراجة تشاركية تعمل بالهيدروجين. هذه الدراجات، التي يمكن فتحها عبر مسح الرمز ثلاثي الأبعاد الخاص بها عن طريق الهاتف المحمول، تقدم إعادة تزويد بالوقود أسرع ونطاقًا ممتدًا يصل إلى 100 كيلومتر، متفوقة على الدراجات الكهربائية التقليدية من حيث الراحة والكفاءة.
تمتلك الصين في الوقت الحالي عددًا كبيرًا من الدراجات ومستوى تحديث مرتفع، فكيف يتم التعامل مع الكم الهائل من الدراجات القديمة؟ إن التحول نحو دورة خضراء أصبح خيارًا للكثير من المناطق. في منطقة خليج قواندونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى، بلغت نسبة إعادة تدوير الدراجات حوالي 25٪، بينما حقق قطاع الدراجات التشاركية إعادة تدوير وإعادة استخدام شبه كاملة للوحدات المتقادمة.
وقال قوه ونيو: “لقد تطورت الدراجات ذات العجلتين من وسيلة نقل بسيطة إلى أسلوب حياة أكثر صحة وصداقة للبيئة ومنخفض الكربون، حيث اعتاد المزيد من الناس على ركوب الدراجات لاستكشاف مناظر المدينة، ورسم خطوط المسارات لتحديد معالمها”. وأضاف أنه مع استمرار تحسين البنية التحتية ذات الصلة وتعزيز وعي الناس بالبيئة، من المتوقع أن يستمر التنقل بالدراجات في الازدهار.
