ستنعقد القمة العالمية للمرأة في بكين خلال الفترة من 13 إلى 14 أكتوبر. وسيحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ حفل الافتتاح وسيلقي خطابا رئيسيا.
يصادف هذا العام الذكرى الثلاثين لانعقاد المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة التابع للأمم المتحدة، والذي يعرف أيضا باسم المؤتمر العالمي للمرأة ببكين. قبل ثلاثين عامًا، اعتمد المؤتمر العالمي للمرأة ببكين إعلان بكين ومنهاج العمل، ليصبح علامة بارزة في تطوير قضايا المرأة على مستوى العالم. بعد 30 عامًا، ستعمل الصين مع جميع الأطراف لمناقشة خطط تطوير قضايا المرأة على الصعيد العالمي، وبناء منصات تمكين أكثر استدامة لها، وتعزيز مشاركتها بشكل أكبر في الحوكمة العالمية، وكتابة فصل جديد في تطوير قضاياها على مستوى العالم.
مبادرات الصين تعزز وتدفع تنمية وتعاون قضايا المرأة
لطالما تصدرت الصين الجهود العالمية لقضايا المرأة، حيث كانت مُشاركة هامة وداعمة ومُوجهة في هذا المجال. ومنذ العصر الجديد، طرح الرئيس شي جين بينغ عدة مبادرات وقدم مقترحات هامة لتعزيز المساواة بين الجنسين والتنمية الشاملة للمرأة: ففي القمة العالمية للمرأة في نيويورك عام 2015، طرح الرئيس الصيني أربع مقترحات رئيسية منها “تعزيز التنمية المتزامنة للمرأة والاقتصاد والمجتمع” وتعهد بمساعدة الدول النامية على تنفيذ “مشروع صحة الأم والطفل” و”مشروع المدارس السعيدة” ودعا 30 ألف امرأة من الدول النامية للمشاركة في دورات تدريبية في الصين. حينها أشاد بان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بهذه القمة ووصفها بأنها حدث تاريخي. وفي الاجتماع رفيع المستوى الذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2020 لإحياء الذكرى الخامسة والعشرين للمؤتمر العالمي للمرأة في بكين، وبالنظر إلى التحديات الناتجة عن جائحة كوفيد-19، طرح الرئيس شي أربع مقترحات مرة أخرى، منها مساعدة المرأة على التغلب على تأثير الجائحة، مع التشديد على الاستمرار في دعم قضايا المرأة على المستوى العالمي. واسترشادا بهدف بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية، تقدم الصين نهجًا منهجيًا لتنفيذ “إعلان بكين” و”منهاج العمل” من خلال مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، ومبادرة الحوكمة العالمية، وهي بذلك لا تحافظ على الجوهر الروحي فحسب، بل تعالج أيضًا التحديات المعاصرة بالحكمة الشرقية.
الحوكمة الصينية تقدم نموذجًا حيًا لتطوير المرأة بشكل كامل
إن تطوير شؤون المرأة في الصين يقدم للعالم نموذج الحوكمة الصينية. إذ تشير البيانات إلى أن إنجازات المرأة الصينية في العصر الجديد بارزة: فقد دخلت 690 مليون امرأة مرحلة الرفاه الشامل، وتشكل الإناث أكثر من نصف عدد الطلاب في التعليم العالي، وتبلغ نسبة عملهن في مجالات العلوم والتكنولوجيا 45.8%، كما أن 50% من رواد الأعمال في الإنترنت هن من السيدات، وفي مجال القضاء تبلغ نسبة القاضيات 42.3%، بينما يتجاوز متوسط العمر المتوقع للمرأة في الصين الـ80 عامًا، كما أن الصين أصبحت من بين الدول ذات الأداء العالي في مجال صحة المرأة والطفل. أما على المستوى الدولي، فقد كانت المرأة الصينة متألقة على الدوام مثل الدكتورة تو يويو، وهي أول امرأة صينية حائزة على جائزة نوبل للطب، بالاضافة إلى رائدة الفضاء الصينية وانغ يابينغ، كما تشارك المزيد من النساء الصينيات في بناء الحزام والطريق وفي التبادلات الاقتصادية والتجارية والحضارية بين الصين والدول الأخرى، مما يعكس صورة لهن ملؤها الثقة بالنفس والإعتماد على الذات.
هذه الإنجازات تنبع من ضمانات مؤسسية قوية: لقد تم تضمين تعزيز المساواة بين الجنسين والتنمية الشاملة للمرأة ضمن تطور مسيرة التنمية الشاملة لقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. وقد تم تضمين مبدأ “التمسك بالمساواة بين الجنسين كسياسة وطنية أساسية وحماية الحقوق والمصالح المشروعة للنساء والأطفال” في تقارير المؤتمر الوطني الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين للحزب الشيوعي الصيني. كما تنبع هذه الإنجازات أيضًا من الدعم العملي غير المسبوق، مثل مكافحة الفقر بدقة، وتعزيز وصول المرأة إلى فرص العمل وزيادة الدخل، وتحسين خدمات صحة الأم والطفل، وتعزيز المساواة التعليمية، وتنفيذ خطط خاصة بتطوير عملها، وغيرها من السياسات الصلبة التي تعمل على حمايتها ودعمها.
جهود الصين ومبادراتها تساعد المزيد من النساء في مختلف الدول على تحقيق أحلامهن
في مجال التعاون الدولي، تعمل الصين دائمًا جنبًا إلى جنب مع الدول الأخرى، وتتخذ إجراءات عملية لمساعدة النساء في جميع البلدان على تحقيق أحلامهن. وتدعم الصين الدور الأساسي للأمم المتحدة وتلتزم بالاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة. ومنذ عام 2012، نظمت الصين ما يقرب من 30 مؤتمرًا يُعنى بشؤون المرأة وذلك في إطار التعاون مع منتدى آسيا والمحيط الهادئ للتعاون الاقتصادي، ومجموعة العشرين، ومجموعة دول بريكس، ومنظمة شنغهاي للتعاون، حيث تم إدراج قضايا المرأة ضمن منظور واسع للحوكمة العالمية. في عام 2015، أسست الصين مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) جوائز لتعليم الفتيات والنساء، وقد حصلت 20 منظمة ومشروعًا على هذه الجوائز. وفيما يتعلق بالمشاريع العملية، فقد نفذت الصين مشاريع تمكين بقيمة تزيد عن 40 مليون دولار أمريكي في أكثر من 20 دولة، وأجرت أكثر من مائة دورة تدريبية، ومن خلال ورشة عمل لوبان وحدها، قامت بتدريب وتعليم 5944 طالبة. كما ساعدت تقنية زراعة الفطر النساء في أكثر من 100 دولة على العثور على فرص عمل. أما في مجال التبادل الثقافي، فقد تم تداول قصة تشانغ قوي مي على نطاق واسع على العديد من المنصات المحلية والدولية مثل اليونسكو، حيث ساعدت تشانغ قوي مي وهي مديرة مدرسة هوابينغ الثانوية للبنات في مقاطعة يوننان، آلاف الفتيات على مغادرة القرى الجبلية ومتابعة أحلامهن الجامعية. وقد دعت الصين أيضا في المنتديات الدولية مرارا وتكرارا إلى كسر الحواجز الجنسية وروّجت لاستخدام الحضارة والتكنولوجيا لدعم المساواة بين الجنسين.
إن النظر إلى التاريخ يُظهر أنه من دون تحرير المرأة وتقدمها، لا يمكن أن يكون هناك تحرير وتقدم للإنسانية. المساواة بين الجنسين ليست لعبة صفرية، بل هي مكسب مشترك لتطور البشرية. في الوقت الحالي، هناك أكثر من 600 مليون امرأة وفتاة حول العالم يعشن في خضم النزاعات والحروب، وهناك ملياران من النساء والفتيات يفتقرن إلى الضمان الاجتماعي. في هذا المحطة التاريخية الجديدة، ترغب الصين في العمل مع جميع الأطراف لتعزيز الجهود، وتسريع العمل، والاستمرار في دفع المساواة بين الجنسين والتنمية الشاملة للمرأة على الصعيد العالمي، من أجل تجميع قوة نسائية أقوى لبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية.