Thursday 25th September 2025
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

كلمة السفير الصيني لدى الجزائر في حفل الاستقبال بمناسبة الذكرى ال76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية

منذ 4 ساعات في 25/سبتمبر/2025

شبكة طريق التحرير الصيني الإخبارية/

 

كلمة السفير الصيني لدى الجزائر في حفل الاستقبال بمناسبة الذكرى ال76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية

 

أقامت السفارة الصينية بالجزائر حفل استقبال بقصر الثقافة مفدي زكريا في العاصمة الجزائرية بمناسبة الذكرى الـ76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وحضر الفعالية وزير التعليم العالي والبحث العلمي الجزائري كمال بداري، ودبلوماسيون من أنحاء العالم وممثلون عن الشركات  الصينية  في الجزائر، بالإضافة إلى ممثلين عن الجالية الصينية.

خلال الحفل ألقى سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الجزائر السيد دونغ قوانغلي خطاباً جاء فيه:

 

معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد كمال بداري،

أيها السفراء،

أيها المواطنون،

أيها الضيوف،

السيدات والسادة، الأصدقاء الأعزاء،

 

مساء الخير! يسعدني أن أجتمع معكم للاحتفال معًا بالذكرى الـ76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. بداية، أتوجه بخالص الشكر إلى الشخصيات من مختلف الأوساط التي دائما تهتم وتدعم تطور العلاقات الصينية-الجزائرية، كما أتقدم بأطيب التمنيات بمناسبة العيد الوطني إلى جميع المواطنين الصينيين في الجزائر!

قبل فترة ليست بالبعيدة، احتفلنا بالذكرى ال80 لانتصار حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية. كانت حرب المقاومة ضد العدوان الياباني أول انتصار كامل للشعب الصيني في مقاومة الغزو الأجنبي في العصر الحديث، حيث لم تدافع عن السيادة الوطنية وسلامة الأراضي فحسب، بل أيقظت أيضًا روح الوحدة الوطنية والعزيمة للاعتماد على الذات، مما وضع أساسًا متينًا لولادة الصين الجديدة. قبل 76 عامًا، وتحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، استعادت الدولة القديمة ذات الحضارة التي تعود لخمسة آلاف عام حياتها، وأصبح الشعب الصيني سيدًا لبلده ومجتمعه ومصيره، ومن ثم انطلق الشعب الصيني في مسيرة تاريخية جديدة نحو النهضة العظيمة.

لقد كانت هذه السنوات الـ76 سنوات من الكفاح الجاد والعمل الجبار. في بداية تأسيس البلاد، كان الناتج المحلي الإجمالي للصين أقل من 5٪ من الناتج العالمي، حتى أن أعواد الثقاب والمسامير كانت تستورد، وموارد البشرية التكنولوجية كانت شحيحة للغاية. أما اليوم، فقد تحولت الصين من دولة زراعية فقيرة إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم، حيث يساهم سنويًا بأكثر من 30٪ في نمو الاقتصاد العالمي لسنوات عديدة؛ وأخرجت أكثر من 800 مليون شخص من براثن الفقر، مما خفض نسبة الفقر العالمية من 44٪ إلى 9٪؛ وبناء أكثر نظام صناعي اكتمالاً في العالم، حيث تبلغ القيمة المضافة للتصنيع ما يقرب من 30٪ من الإجمالي العالمي، وظل الحجم الإجمالي يحتل المرتبة الأولى عالميًا لمدة 15 عامًا على التوالي؛ وإنجازاتها في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية والاتصالات من الجيل الخامس (5G) تلفت أنظار العالم، ودخل الابتكار العلمي والتكنولوجي فترة نشطة من الظهور الكثيف للنتائج والتطور السريع للصناعات. لقد سلكت الصين بنجاح طريقًا قفز بها من اللحاق بالعصر إلى ريادته، ومن الاندماج في العالم إلى التأثير فيه، وكتبت معجزة عظيمة غير مسبوقة في تاريخ التنمية البشرية.

وراء المعجزة يكمن انتصار الطريق. اعتمادًا على ظروفها الوطنية، تمسكت الصين بحل المشاكل الصينية بأساليب صينية، وسلكت بنجاح طريق التحديث الصيني النمط. هذا الطريق حطم خرافة ”التحديث = التغريب”، وخلق شكلاً جديدًا للحضارة البشرية، ووفر مرجعًا للدول الأخرى لحل معضلات التنمية. وراء الطريق تكمن قوة النظرية والنظام، فقيادة الحزب الشيوعي الصيني تحدد الطبيعة الأساسية واتجاه التقدم والنتيجة النهائية للتحديث الصيني النمط، وضمان ميزة النظام الصيني في متابعة المخطط حتى اكتماله وتجميع القوى لإنجاز الأعمال الكبرى. من إصدار لوائح المركز الثمانية التي تحث على الاعتدال والاقتصاد وتقليل الاجتماعات والوثائق، إلى إطلاق أكثر من 300 إجراء للإصلاح الشامل والعميق، ظل الحزب الشيوعي الصيني دائمًا يظهر شجاعة مواجهة المشاكل وقوة إصلاح الذات، مما يعكس وعي ومسؤولية حزب كبير لدولة كبيرة، ويحقق الغاية الأصلية والرسالة لخدمة الشعب.

السيدات والسادة، الأصدقاء الأعزاء،

لقد شغلت منصب سفير الصين لدى الجزائر لأكثر من 9 أشهر. منذ تولي مهامي، قابلت على نطاق واسع شخصيات من مختلف الأوساط، وزرت أكثر من 10 ولايات للتعرف على عادات وتقاليد الشعب وثمار التعاون بين البلدين، واكتسبت فهما عميقا لحيوية نمو الجزائر والأساس المتين للصداقة بين البلدين. يسعدني أن أرى أنه وبجهود مشتركة من جميع الأطراف، حقق التعاون الصيني-الجزائري هذا العام العديد من النتائج الجديدة، وأصبحت دعامات العلاقات الثنائية أكثر متانة:

أصبح التنسيق الاستراتيجي أوثق. يلتزم الجانبان بالقيادة الاستراتيجية، ويعمقان تنفيذ نتائج لقاءات قادة البلدين ومؤتمرات منتدى التعاون الصيني-الأفريقي ومنتدى التعاون الصيني-العربي، ويواصلان توطيد وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة. التبادلات الثنائية تتوالى بدون انقطاع، حيث عقد وزيرا خارجية البلدين اجتماعًا على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة ال20، وزيارة مسؤولين رفيعي المستوى  للصين، منهم وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشىئة والمؤسسات المصغرة ووزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، وكاتبة دولة لدى وزير الشؤون الخارجية مكلّفة بالشؤون الإفريقية، والمدير العام للأمن الوطني، ورئيس اللجنة الخارجية للمجلس الشعبي الوطني؛ وزيارة المسؤولي الرفيع المستوى الصينيين للجزائر، منهم رئيس دائرة تطوير التجهيزات باللجنة العسكرية المركزية للصين، ورئيس لجنة القوميات والأديان الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، ورئيس دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ورئيس جمعية الصداقة للشعب الصيني مع الشعوب الأجنبية، ورئيس اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب الصيني ببلدية تشونغتشينغ. التعاون متعدد الأطراف وثيق جدًا، حيث يحافظ الجانبان على التواصل والتنسيق في القضايا الدولية والإقليمية مثل قضية فلسطين، ويدافعان بحزم عن المصالح المشتركة للدول النامية. تأسست مؤخرا المنظمة الدولية للوساطة التي بادرت إلى إنشائها الدول منها الصين والجزائر، مما يضيف أداة مهمة للدول لسد الثغرات في الحوكمة العالمية والدفاع عن العدالة الدولية.

يتسارع إطلاق إمكانات التعاون. تمعل الصين والجزائر على الاستفادة القصوى من المزايا التكميلية وإطلاق طاقات التعاون وتنمية محركات نمو جديدة، مما يساهم في ترقية التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي. بفضل الاهتمام الشخصي من الرئيس تبون ومشاركة الوزير الأول الحالي سيفي غريب، عُقد منتدى الأعمال الصيني-الجزائري حول الاستثمار بنجاح في أبريل من هذا العام، حيث شارك فيه أكثر من 170 شركة من الجانبين ونحو 600 ممثل من الحكومة والقطاع الاقتصادي، وتم التوصل إلى سلسلة من نتائج التعاون المهمة وخطابات النوايا. يدعم الجانب الصيني بقوة استضافة الجزائر الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، حيث عرضت 16 شركة صينية رائدة أكثر من 70 منتجا في معرض الجزائر. شجعت هذه الفعاليات الشركات الصينية على مواصلة زيادة استثماراتها وتعاونها في مجالات مثل السيارات والنفط والغاز والطاقة المتجددة في الجزائر، ويبلغ إجمالي الاستثمارات الصينية في الجزائر حاليا أكثر من 7 مليارات دولار. إن قاعدة التعاون في مشاريع كبرى قوية وراسخة، حيث تم الانتهاء من إنجاز أعمال القسم ذي الأولوية من مشروع السكك الحديدية العملاق الذي يهدف إلى ربط الجنوب الغربي للجزائر بشمالها وتنفذه شركة صينية، وهذا يمثل تقدما كبيرا في بناء أول سكة حديد ثقيلة في الصحراء بأفريقيا. التعاون في المجالات الجديدة في ازدهار، حيث سيتم قريبا الانتهاء من بناء مشروع المركز الوطني للخدمات الرقمية، ويتقدم التعاون في بناء القدرات وإدارة الذكاء الاصطناعي بشكل متزامن. تزداد قائمة التعاون العملي بين البلدين طولًا وتغطي مجالات أوسع، مما يضخ طاقة قوية في تطور العلاقات الثنائية.

يتعمق التبادل الثقافي والإنساني. تواصل الصداقة التقليدية الصينية-الجزائرية التطور، حيث قام المجاهدون الجزائريون الذين تدربوا في الصين بزيارة الصين مرة أخرى بعد أكثر من 60 عاما، مما أثار صدى عاطفي واسع بين شعبي البلدين، ويشجع الجيل الجديد على الحفاظ على هذه الصداقة التاريخية. لم تنخفض حرارة التبادلات الحزبية والمحلية، حيث سافر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني إلى الصين لحضور المؤتمر الوزاري للحوار العالمي بين الحضارات، وتوأمة رسميا بين بلدية تشونغتشينغ وولاية عنابة، وتبادل قوي بين مقاطعة خنان وولاية الجزائر. التبادلات الثقافية نشطة ومتنوعة، حيث تم الافتتاح الرسمي لأول معهد كونفوشيوس في الجزائر بجامعة الجزائر 2 اليوم صباحا، وسيتم قريبا افتتاح ثاني قسم اللغة الصينية بالجزائر في جامعة قسنطينة. تزور الوفود الصينية الجزائر للمشاركة في مختلف المهرجانات الفنية والمعارض السياحية، وأصبحت الجزائر تدريجيا وجهة جديدة للسياح الصينيين. التبادلات الإنسانية التي لا تحصى تنسج رابطة عاطفية يجعل شعب البلدين رغم البعد الجغرافي يفهمان ويستلهمان من بعضهما البعض، مما يمنح زخما داخليا قويا في تطور العلاقات الصينية-الجزائرية.

السيدات والسادة، الأصدقاء الأعزاء،

في الوقت الحالي ،إن الظلال عقلية الحرب الباردة والهيمنة وأحادية الجانب لا تزال تخيم على الأنحاء، وتزداد التهديدات والتحديات الجديدة، ودخل العالم فترة من معضلات الحوكمة المتشابكة وضعف القدرة على المواجهة. بمناسبة الذكرى ال80 لانتصار الحرب العالمية ضد الفاشية وتأسيس الأمم المتحدة، قدم الرئيس شي جين بينغ، بناءً على رؤية متعمقة لتطور العلاقات الدولية واستخلاص الدروس من التاريخ، مبادرة الحوكمة العالمية رسميا. ترتكز هذه المبادرة على مفاهيم أساسية هي الالتزام بالمساواة في السيادة وسيادة القانون الدولي، وممارسة تعددية الأطراف، والدعوة إلى وضع الشعب في المقام الأول، وتحقيق نتائج ملموسة، وهي تتردد مع مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمية ومبادرة الحضارة العالمية، ويزيد من الاستقرار واليقين لعالم مضطرب من أبعاد مختلفة، وتحدد اتجاه التعاون لحل عجز الحوكمة العالمية ومواجهة تحديات العصر.

إن كلا من الصين والجزائر حاملان اللواء ومدافعان عن روح مقاومة الاستعمار والهيمنة، ولديهما تقارب استراتيجي كبير وتوارد خواطر في قضايا الحوكمة العالمية والتعاون الدولي. ونحن نقف عند نقطة انطلاق العصر الجديد، يجب على الصين والجزائر مواصلة العمل بقلوب واحدة وتعاون مخلص، لجعل العلاقات الثنائية نموذجا للتعاون العملي، وقدوة للاستفادة المتبادلة بين الحضارات، ومعيارا للحوكمة العالمية، والمساهمة في تسريع بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية وخلق مستقبل أفضل .

أتمنى للصين والجزائر الازدهار والتقدم، وتدوم الصداقة الصينية-الجزائرية إلى الأبد!

شكرا لكم.

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *