شبكة طريق الحرير الإخبارية/

أوزبكستان ومنظمة شنغهاي للتعاون التزام بالحوار والتقدم الإقليمي

ستشارك أوزبكستان، بقيادة الرئيس شوكت ميرضيائيف، في قمة منظمة شنغهاي للتعاون المقرر عقدها في مدينة تيانجين الصينية يومي 31 أغسطس و1 سبتمبر 2025. تُعد منظمة شنغهاي للتعاون واحدة من أكبر الهياكل الدولية وأكثرها تأثيرًا، حيث تجمع أكثر من 40% من سكان العالم وتساهم بحوالي ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي. في هذا السياق، تبرز أوزبكستان كعضو مؤسس وفاعل رئيسي يسعى لتعزيز الحوار والتعاون الإقليمي. فيما يلي تحليل شامل لدور أوزبكستان في المنظمة، مع التركيز على التزامها بالحوار والتقدم الإقليمي.

منظمة شنغهاي للتعاون: إطار للتعاون الإقليمي

منذ تأسيسها في عام 2001، أثبتت منظمة شنغهاي للتعاون نفسها ككيان دولي قوي يضم 10 دول أعضاء، دولتين مراقبتين، و14 شريكًا للحوار، تغطي مناطق واسعة في آسيا وأوروبا وإفريقيا. توفر المنظمة فضاءً للتعاون في مجالات الأمن، الاقتصاد، النقل، الطاقة، والعلاقات الإنسانية. وسط الاضطرابات الجيوسياسية المتزايدة، تُعتبر المنظمة عامل استقرار مهم، تقدم نموذجًا فريدًا للتفاعل المتساوي واحترام مصالح جميع الأطراف.

في قمة أستانا، أكد الرئيس ميرضيائيف على قيمة “روح شنغهاي” التي تقوم على الثقة، المساواة، واحترام التنوع الثقافي. وأشار إلى أن قوة المنظمة تكمن في اتخاذ القرارات بالإجماع، عدم الانحياز، والانفتاح على العالم، مؤكدًا أهمية الحفاظ على وحدة “عائلة شنغهاي” للاستفادة من الفرص الجديدة وتحقيق التنمية المشتركة.

دور أوزبكستان في منظمة شنغهاي للتعاون

كعضو مؤسس، تتبنى أوزبكستان نهجًا نشطًا في المنظمة، مقدمة مبادرات تهدف إلى تعزيز الثقة المتبادلة والتعاون العملي. تشمل هذه المبادرات:

1– الأمن الإقليمي: تدعم طشقند التنسيق في مكافحة الإرهاب، التطرف، تهريب المخدرات، والجريمة عبر الوطنية. بمبادرة من أوزبكستان، تأسست الهيكلية الإقليمية لمكافحة الإرهاب في طشقند عام 2004، وأُدخل تنسيق اجتماعات أمناء المجالس الأمنية، وتم إطلاق آلية منح صفة المراقب.

2– التعاون الاقتصادي واللوجستي: تقدمت أوزبكستان بمبادرات لتطوير الربط اللوجستي في أوراسيا، الطاقة الخضراء، الرقمنة، والابتكار. في اجتماع مجلس رؤساء حكومات المنظمة في 16 أكتوبر 2024، اقترحت أوزبكستان وتم اعتماد مفهوم التعاون لتطوير حوار اقتصادي جديد، يهدف إلى تعميق العلاقات الاقتصادية المتبادلة.

3. العلاقات الإنسانية: تركز أوزبكستان على تقريب الشعوب من خلال تبادلات الشباب والتعليم ومشاريع مشتركة في العلوم، الثقافة، والسياحة. افتتاح مركز شنغهاي للدبلوماسية الشعبية في طشقند عام 2018 يُعد منصة رئيسية لتعزيز الحوار بين الثقافات، حيث يستضيف معارض ومهرجانات ومؤتمرات تعزز الثقة والتفاهم المتبادل.

مبادرات أوزبكستان وإنجازاتها

منذ عام 2017، قدم الرئيس ميرضيائيف 105 مبادرات تغطي مجالات السياسة، الاقتصاد، النقل، الابتكار، والتعاون الإنساني. تم تنفيذ 83 منها، و22 في طور التنفيذ، مما يعكس قبولًا واسعًا لأفكار أوزبكستان داخل المنظمة. هذه المبادرات ساهمت في تعزيز التعاون العملي وتحديث نهج المنظمة.

رئاسة أوزبكستان وقمة سمرقند

خلال رئاسة أوزبكستان للمنظمة في 2021-2022، استضافت سمرقند قمة تاريخية في 15-16 سبتمبر 2022، وهي واحدة من أكثر الاجتماعات تمثيلًا في تاريخ المنظمة. أكدت القمة الدور المتزايد للمنظمة عالميًا وأظهرت انفتاحها على التوسع. تم اعتماد 44 وثيقة تحدد الاتجاهات الاستراتيجية للمنظمة، مع التركيز على الأمن الغذائي والطاقة، التعاون التجاري والاقتصادي، وتعزيز الروابط الإنسانية.

في سمرقند، تم توقيع مذكرة التزام إيران للحصول على العضوية الكاملة، وإضفاء الطابع الرسمي على وضع مصر وقطر والسعودية كشركاء حوار، وبدء بيلاروسيا إجراءات الانضمام. كما تم دعم طلبات البحرين، المالديف، الإمارات، الكويت، وميانمار للحصول على وضع شريك حوار. وتم توقيع مذكرات تفاهم مع جامعة الدول العربية، اليونسكو، والإسكاب، مما يعزز العلاقات الدولية للمنظمة.

أهمية قمة تيانجين 2025

مشاركة الرئيس ميرضيائيف في قمة تيانجين تعكس التزام أوزبكستان بتعزيز الثقة المتبادلة وتوسيع التعاون الإقليمي. ستكون القمة فرصة لتعزيز المصالح الوطنية لأوزبكستان ضمن الحوار متعدد الأطراف، مع التركيز على الاستقرار الإقليمي والتعاون الاقتصادي. من المتوقع أن تستمر أوزبكستان في طرح مبادرات عملية تدعم أهداف التنمية المستدامة والأمن الإقليمي.

الخلاصة

تُعد أوزبكستان قوة فكرية رئيسية في منظمة شنغهاي للتعاون، حيث تساهم في تشكيل ديناميكياتها واتجاهاتها. من خلال مبادراتها المتعددة، رئاستها الناجحة، ودورها في تعزيز الحوار بين الثقافات، تؤكد أوزبكستان التزامها بتحويل المنظمة إلى منصة فعالة للحوار المتساوي والتعاون المشترك. قمة تيانجين ستكون خطوة أخرى نحو تعزيز الاستقرار الإقليمي والازدهار في المنطقة.