CGTN العربية/
عرف عن قرية شيتشا الواقعة في مدينة هايكو بمقاطعة هاينان جنوب الصين في الماضي أنها قرية لا تملك سوى “الحجارة”، أما اليوم، فهي تسعى إلى تطوير صناعات مميزة تعتمد على التضاريس الصخرية البركانية الفريدة ابتداء من ما بعد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، ما ساعد في انتشال تلك القرية من براثن الفقر.
تعد قرية شيتشا اليوم واحدة من القرى “الحديثة العصرية” التي تتمتع ببيئة جميلة، نظيفة ومرتبة ومرافق متكاملة، عندما تنظر إلى وضعها الحالي، من الصعب أن نتخيل حالها في الماضي. تقع قرية شيتشا بالقرب من فوهة أحد البراكين، حيث تغطي الصخور التي خلفتها البراكين أكثر من 90% من أرض القرية، ولا يوجد أراض مستوية إلا في الفجوات التي تقع بين تلك الصخور، فيصعب زراعة المحاصيل التقليدية على هذه الأراضي، حتى مياه الشرب هناك كانت تعتمد على الأمطار الباقية في جرعات القرويين، لم يكن هناك ما يربط بين القرية والأماكن المحيطة بها إلا طريق ترابي بعرض متر واحد، في ظل تلك الظروف القاسية، كان من الصعب على القرويين البقاء على قيد الحياة، ناهيك عن السعي لتحقيق رغد المعيشة.
قاد هونغ يي تشيان، أمين خلية الحزب في القرية، أكثر من 3000 قروي لزراعة الفطر والأدوية العشبية الصينية في الحقول الحجرية لتحدي تلك الصعوبات، لكنه فشل لمرات متتالية، وأخيرا، قرر قادة القرية الاستفادة من موقع قرية شيتشا في حديقة فوهة البركان لتطوير صناعة سياحية مميزة تعتمد على الظروف المحلية للقرية.
في عام 2015، قامت قرية شيتشا بجمع الأموال لمد أكثر من 30 كيلومترا من الطرق السياحية المتصلة بالمناطق المحيطة وحديقة فوهة البركان المجاورة بشكل مبدئي، ثم قاموا بتطوير البنية التحتية للقرية، حيث تم تركيب إضاءات في شوارع القرية، وتجديد الطرق، ما دفع القرويين إلى تطوير السياحة البيئية الريفية والإقامة المنزلية والمطاعم المميزة للسياح.
بعد بدأ تنفيذ تلك الفكرة، أصبحت تلك الأرض الحجرية أرضا يمكن الاستفادة منها، حيث أن أرضي قرية شيتشا ليست مناسبة لزراعة المحاصيل، ولكنها مناسبة لزراعة الـ”شيهو” وهو عشب طبي صيني، بعد توجيه الخبراء، فقاد أعضاء الحزب والكوادر عشرات القرويين لبناء قاعدة لزراعة الـ”شيهو” تمتد لأكثر من 14 هكتارا، ما جلب للقرويين مكاسب مالية كبيرة.
وسعت إدارة القرية لتوسيع مساحة زراعة الـ”شيهو” إلى أكثر من 66 هكتارا من أجل تطوير وتنمية اقتصاد قرية شيتشا، كما اجتذبت أكثر من 30 خريجا جامعيا إلى القرية لريادة الأعمال التجارية واستفادت من بعض السياسات الداعمة، مما أثرى سلسلة الصناعة لدى القرية، وطور المنتجات التي تنتجها مثل شاي “شيهو” والمشروبات ذات الصلة.
في الوقت الحاضر، وصل دخل الفرد السنوي في قرية شيتشا إلى أكثر من 20000 يوان بالاعتماد على تطوير تلك الصناعات، وأصبحت “القرية الحجرية” قرية ثرية.