Sunday 17th August 2025
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

إندونيسيا في عيد استقلالها.. دروس من التاريخ وتطلعات نحو المستقبل

منذ ساعتين في 17/أغسطس/2025

شبكة طريق الحرير الإخبارية/

إندونيسيا في عيد استقلالها.. دروس من التاريخ وتطلعات نحو المستقبل

عبد القادر خليل*

في السابع عشر من أغسطس كل عام، تحتفل إندونيسيا بعيد استقلالها، مستذكرةً إعلان الحرية عام 1945 بعد عقود طويلة من الاستعمار الهولندي. لم يكن هذا الحدث مجرد ولادة لدولة جديدة في جنوب شرق آسيا، بل كان إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من النضال ضد الاستعمار في العالم الثالث، وأحد المنعطفات الكبرى التي ألهمت شعوباً كثيرة في آسيا وإفريقيا للمضي قدماً نحو الحرية.

يُعدّ استقلال إندونيسيا حدثاً تاريخياً فريداً لأنه تحقق وسط ظروف عالمية بالغة التعقيد. فمع نهاية الحرب العالمية الثانية وانهيار القوى الاستعمارية التقليدية، وجدت الحركات الوطنية في جاوة وسومطرة وبقية الجزر فرصة سانحة لتوحيد صفوفها وإعلان الاستقلال بقيادة أحمد سوكارنو ومحمد حتا. ورغم محاولات الاستعمار الهولندي العودة إلى البلاد، فإن إرادة الشعب الإندونيسي وصموده قادا في النهاية إلى اعتراف العالم باستقلال الجمهورية.

 

اليوم، وبعد ما يقارب ثمانية عقود على ذلك الإعلان التاريخي، تقف إندونيسيا كواحدة من أكبر الديمقراطيات في العالم، حيث يتجاوز عدد سكانها 270 مليون نسمة، لتكون رابع أكبر دولة من حيث عدد السكان، وأكبر بلد إسلامي من حيث التعداد. وقد استطاعت البلاد أن تحافظ على وحدة أرخبيل يضم أكثر من 17 ألف جزيرة، بفضل ترسيخ مبدأ “الوحدة في التنوع” الذي أصبح شعاراً وطنياً جامعاً.

لقد شهدت السنوات الأخيرة تحت قيادة الرئيس السابق جوكو ويدودو (جوكوي) تحولات لافتة، إذ ركزت سياساته على تطوير البنية التحتية الضخمة من طرق وموانئ ومطارات، وتعزيز الاقتصاد الرقمي، وجعل إندونيسيا أكثر جاذبية للاستثمار. هذه الإنجازات عززت من مكانة البلاد في محيطها الآسيوي والدولي، ورسخت الثقة في قدرة الدولة على تحقيق التنمية المستدامة.

 

ومع انتخاب الرئيس الحالي، يواجه الإندونيسيون مرحلة جديدة تتطلب مواصلة البناء والعصرنة في ظل تحديات متعددة؛ منها ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية، معالجة الفوارق الاقتصادية بين الجزر، مكافحة الفساد، والحفاظ على الاستقرار في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية. كما أن طموح جاكرتا في أن تصبح قوة اقتصادية ضمن أكبر خمس دول في العالم خلال العقود القادمة يتطلب جهوداً مضاعفة في مجالات التعليم، التكنولوجيا والابتكار.

إن تجربة إندونيسيا تقدم للعالم درساً في أن التضحيات الكبيرة هي الطريق نحو الحرية، وأن الحفاظ على الوحدة الوطنية هو الشرط الأول لبناء دولة قوية. وبينما تنظر جاكرتا إلى المستقبل، فإنها تسعى لتعزيز مكانتها كقوة صاعدة في الاقتصاد والسياسة والثقافة، بما يعكس طموح شعبها وإرثه الحضاري العريق.

 

وفي هذه المناسبة الغالية، لا يسعني إلا أن أتوجه بأسمى آيات التهنئة إلى الشعب الإندونيسي الصديق، مع أطيب الأمنيات له بمزيد من التقدم والازدهار، ولإندونيسيا بمواصلة مسيرتها كجسر للتواصل بين الحضارات، ونموذج للتنمية والوحدة في التنوع. حقيقةً وبكل صدق إن الشعب الإندونيسي يستحق كل الخير،ولن أنسى حرارة الأستقبال وحُسن الضيافة التي حُضيت بها خلال زيارتي الأولى لجاكارتا سنة 2019، عيد سعيد وكل عام وإندونيسيا وشعبها بكل خير وسعادة.

 

* عبد القادر خليل – رئيس تحرير شبكة طريق الحرير الإخبارية في الجزائر،

  عضو الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين والجزائريين، عضو الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين أصدقاء وحُلَفاء الصين، عضو مجلس الإدارة في الرابطة العربية الصينية للحوار والتواصل.

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *