الدكتور محمد سعيد طوغلي
رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين اصدقاء وحلفاء الصين.
في زمن الأزمات، تتجلى معاني الأخوة والتضامن بين الشعوب، ويظهر ذلك جلياً في المواقف الإنسانية التي تعكس قوة العلاقات التاريخية بين الأردن وسوريا. فقد أثبت الأشقاء الأردنيون مرة أخرى وقوفهم إلى جانب إخوانهم السوريين، وذلك من خلال مساعدتهم في إخماد حرائق الساحل السوري التي اندلعت مؤخراً. وهذا ليس غريباً على النشامى اخوة الدم والتراب.
تاريخ العلاقات بين الأردن وسوريا يمتد لسنوات طويلة، حيث تجمعهما روابط ثقافية واجتماعية واقتصادية عميقة. فقد شهد البلدان العديد من الأحداث المشتركة التي عززت من أواصر الأخوة بين الشعبين. وفي وقت الأزمات، يتجلى هذا التاريخ في أبهى صوره، حيث تبرز القيم الإنسانية التي تجمع بين الشعبين.
عندما اندلعت حرائق الساحل، كانت هناك حاجة ماسة إلى الدعم والمساندة، ولم يتردد الأشقاء الأردنيون في تقديم يد العون. فقد أرسلوا فرق الدفاع المدني المدربة والمجهزة لمساعدة إخوانهم السوريين في السيطرة على النيران التي كانت تهدد الممتلكات والبيئة. هذه المبادرة ليست مجرد عمل إنساني، بل هي تعبير عن الروح الأخوية التي تميز العلاقات الأردنية السورية.
إن التعاون بين البلدين في مثل هذه الظروف الصعبة يعكس عمق الروابط التي تجمعهما، ويؤكد أن الأخوة ليست مجرد كلمات، بل هي أفعال تتجسد في المواقف الصعبة. فالأردن، الذي لطالما كان ملاذاً للأشقاء السوريين خلال الأوقات العصيبة، يظهر اليوم التزامه بمساعدة جيرانه في مواجهة الكوارث.
إن دعم الأشقاء الأردنيين لإخوانهم السوريين في إخماد حرائق الساحل هو مثال حي على قوة العلاقات بين البلدين، ويعكس روح التضامن العربي التي نحتاجها جميعاً. فالتاريخ المشترك والعلاقات القوية بين الشعبين تدفعهما للعمل معاً في مواجهة التحديات، مما يعزز من فرص التعاون في المستقبل.
إن ما قام به الأشقاء الأردنيون هو تجسيد حقيقي لقيم الأخوة والتضامن، وهو مثال يُحتذى به في كيفية التعامل مع الأزمات. إن هذه اللحظات الصعبة تذكرنا دائماً بأننا معاً نستطيع التغلب على أي تحدٍ، وأن التعاون هو السبيل لتحقيق الأمان والاستقرار للمنطقة بأسرها.