شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم- إيردوا إماموفا
باحثة في معهد الدراسات الاستراتيجيه والإقليمية في رئاسة جمهورية أوزبكستان
تمثل العلاقات الحديثة بين أوزبكستان وأذربيجان مثالاً للشراكة الإستراتيجية المتطورة ديناميكيًا والتي تستند إلى أساس تاريخي متين والقرب الروحي والإرادة السياسية المتبادلة لتعميق التعاون الشامل.
على مدى قرون، ارتبط الشعبان الأوزبكي والأذربيجاني ارتباطًا وثيقًا بروابط تاريخية وثقافية، وجذور تركية مشتركة، وتقاليد ولغة وعادات وقيم متشابهة، تُشكّل هذه العوامل أساسًا لحوار مستدام وتفاهم متبادل شامل بين البلدين، مما يُعزز مناخ الثقة وحسن الجوار.
يحتفل البلدان هذا العام بالذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، واليوم، تُجسّد العلاقات بين طشقند وباكو مثالاً واضحاً على التعاون بين البلدين الشقيقين، علاوة على ذلك، ومع توقيع معاهدة العلاقات الحليفة عام ٢٠٢٤، وصلت العلاقات بينهما بسرعة إلى أعلى مستوى من التعاون بين الدولتين.
كان هذا استمرارًا منطقيًا لمسار طويل الأمد، نجح خلاله البلدان في إرساء أسس متينة لشراكة طويلة الأمد ومفيدة للطرفين، وتوقيع أكثر من 200 اتفاقية بين الدولتين، وعلى مستوى الحكومات، وعلى مستوى الوزارات، ومن أبرزها معاهدة الصداقة والتعاون، وإعلان تعميق الشراكة الاستراتيجية وتعزيز التعاون الشامل، واتفاقية إنشاء المجلس الأعلى للتعاون بين الدولتين.
لا شك أن هذه الإنجازات تنبع من العزيمة والإرادة السياسية لقادتنا، الذين رفعوا مستوى التعاون الثنائي عامًا بعد عام، وقد أصبحت اتصالاتهما الرسمية المنتظمة وعلاقتهما الصادقة حافزًا قويًا للتطور الديناميكي والتدريجي للحوار على جميع المستويات، منذ عام ٢٠١٧، عقد زعيما البلدين ١٢ اجتماعًا، وتجاوز عدد الزيارات رفيعة المستوى ١٥٠ زيارة.
وقد أعطى هذا التواصل المكثف والمنسق زخما حقيقيا للعمل المشترك في مجموعة واسعة من المجالات وسمح بتحقيق نتائج متقدمة في جميع مجالات التعاون الأساسية.
تواصل أوزبكستان وأذربيجان اليوم تعزيز شراكتهما الاقتصادية التي تعكس ديناميكية نمو مستقرة ومستدامة، على مدار عقد من الزمان، تضاعف حجم التبادل التجاري ثمانية أضعاف، من 32 مليون دولار أمريكي إلى 253 مليون دولار أمريكي. وقد حُدد الهدف للوصول بهذا الرقم إلى مليار دولار أمريكي ، ولتحقيق هذا الهدف، تُبذل جهود حثيثة لتوسيع التجارة والاستثمارات المتبادلة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الصناعي.
*مصدر: صحيفة النهار