شبكة طريق الحرير الإخبارية/
*الاكاديمي مروان سوداح.
في الوقائع الراهنة التي نعيشها نحن البشر على هذه الكرة الأرضية الصغيرة، يَشعر مُعظمنا، وللاسف الشديد، أنه ليس من الضروري تصنيف “الدافع” على مقياس الصحيح والخطأ، بل على مقياس آخر تماماً، بغض النظر إن كان هذا الدافع يتمحور حول الذات أم حول الآخرين.
ذات يوم، صرَّح أحدهم: إن كل خطوة يخطوها البشر أو يفعلوها بلا استثناء هي خطوة بحث عن السعادة! إن هذا الأمر حقيقي وَواقعي ويومي، فالإنسان لا يمكن له أن يتجرأ على فِعل أي شيء برغبته واختياره الكامل إن لم يكن نتيجته سعادة محددة ومعينة وسوف تتحقق له انطلاقاً من جراء هذا الفِعل الذي هو بالذات الخير المُكتمل.. وبالتالي نتساءل: هل الخير الذي نعمل من أجله ونقدمه للآخرين مجاناً لكي نحصل على شيء مفيد لنا كالفرح، أو النشوة، أو المحبة، أو السكينة، والجَزَاَء الإلهي الحسن، هو خيرٌ فعلاٌ؟
لكن، ماذا حِيال الأشخاص أصحاب الأسماء الشهير على مِثال بيل غيتس الذي يتبرع بمليارات الدولارات سنوياً من خلال مؤسسته التي يديرها في ولاية سياتل الأمريكية على الرغم من أنه لا ديني؟! الجواب هنا بسيط للغاية: إن بيل غيتس يجد في مساعدة العَالَمْ وفقرائه والانسان المُعَذَّب حياتياً، فرحاً عارماً ومتواصلاً في ذاته، يمتد إلى التألق في مشاعره الإنسانية، ذلك أن بيل غيتس يجد في مساعدة البسطاء والفقراء والمُعَذَّبين في عالمنا الواسع هذا فرَحاً ونشوة وعَظَمةً لم تمنحه إياها الثروة المالية أبداً، ولا المكانة السياسية أو المهنية وغيرها، وهو مايؤكد لجميعنا أن النقود وجَمْعها وتكديسها ليست الأولوية والأهم في حياتنا اليومية ومستقبلنا، بل هنالك غيرها من الأسباب والمنطلقات التي تجعلنا يومياً فرحين وإنسانيين حقيقيين تحت قبة السماء الواسعة ونجومها الجميلة وَفي درب التبانة الأزلي.
*يتبع الجزء الثالث.
**ملاحظة المحرر: تعكس المقالة الرأي الشخصي للكاتب ولا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة طريق الحرير الإخبارية.