أرسل الرئيس شي جين بينغ رسالة تهنئة إلى الاجتماع الوزاري لمنسقي تنفيذ نتائج منتدى التعاون الصيني الأفريقي في 11 يونيو الجاري، معلناً عن تدابير مهمة للصين لمواصلة توسيع انفتاحها وتعاونها مع أفريقيا، وتقديم إرشادات مهمة للصين وأفريقيا للعمل معًا لتعزيز التحديث، وتشجيع الجانبين على مواصلة المساهمة في تعزيز الوحدة والاعتماد على الذات في الجنوب العالمي وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.

وفي ظلّ وضع دوليّ حافل بالتغيّرات والاضطرابات، يتّسم التعاون الصيني الأفريقي برؤية واضحة ويقين راسخ. وخلال قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي المنعقدة في سبتمبر الماضي، اتفق الرئيس شي جين بينغ والقادة الأفارقة على العمل معًا لتعزيز “التحديثات الستة” والتنفيذ المشترك لـ”إجراءات الشراكة العشرة”، مما يدفع العلاقات الصينية ـ الأفريقية إلى مرحلة جديدة من بناء مجتمع شامل ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد. ومنذ القمة، كثّفت الصين وأفريقيا التنسيق والتشاور لتحويل التوافق الاستراتيجي للقادة إلى إجراءات ملموسة لتعزيز التعاون عالي الجودة. وتجاوزت الاستثمارات الصينية الجديدة في أفريقيا 13.3 مليار يوان صيني، وتجاوز إجمالي الدعم المالي لأفريقيا 150 مليار يوان صيني. وقد بلغت واردات وصادرات الصين إلى أفريقيا في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، 963 مليار يوان صيني، بزيادة سنوية قدرها 12.4%، وهو رقم قياسيّ في نفس الفترة.

الصين وأفريقيا رفيقتا درب التحديث. وإن قرار الصين الراسخ هو تمكين تنمية أفريقيا من خلال التعاون ذي المنفعة المتبادلة. وقد أعلنت الصين أنها ستواصل توسيع انفتاحها على أفريقيا، وتطبيق إجراءات الإعفاء التام من الرسوم الجمركية على 53 دولة أفريقية تربطها علاقات دبلوماسية مع الصين، وتوفير المزيد من التسهيلات لأقل الدول نموًا في أفريقيا للتصدير إلى الصين، وهي على استعداد للعمل مع أفريقيا لتنفيذ “إجراءات الشراكة العشرة”. كما ستتيح هذه الإجراءات فرصًا مهمة للتحول الاقتصادي والتنمية في أفريقيا. “نثمّن عالياً سياسة الإعفاء التام من الرسوم الجمركية التي تنتهجها الصين تجاه الدول الأفريقية التي تربطها بها علاقات دبلوماسية، ونتطلع إلى تعزيز التعاون العملي مع الصين في مختلف المجالات”. “أعلن الرئيس شي جين بينغ أن الصين ستطبق سياسة الإعفاء التام من الرسوم الجمركية على جميع السلع الأفريقية، مما سيوفر فرصاً هائلة لأفريقيا.” ….. أعربت الدول الأفريقية عن تقديرها الكبير للسوق الصينية والفرص المتاحة فيها. وعلقت صحيفة “ذا نيشن” الكينية قائلةً: “تُقدم الصين منافع عامة عالمية، وتلعب دور الدولة الكبرى المسؤولة، وتحظى بدعم أفريقيا بأكملها”.

التعاون المفتوح هو الطريق الصحيح للبشرية، والمنفعة المتبادلة والربح المتبادل هما ما يصبو إليه الجميع. في الوقت الحاضر، تتفشى الأحادية والحمائية والتنمر الاقتصادي، مما يُسبب صعوبات جسيمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين معيشة الشعوب في الدول النامية مثل أفريقيا. وفي مواجهة هذه الصعوبات والتحديات، لطالما كانت الصين شريكًا يُعتمد عليه من جميع الأطراف، وهي تُصرّ على استخدام سوقها الكبيرة لتوفير زخم جديد لأفريقيا وشركائها الجنوبيين العالميين، وتدعم تنمية أفريقيا ونهضتها من خلال التحديث على الطريقة الصينية. صلصة الفلفل الحار الناميبية، وأناناس الخبز الحلو من بنين، والياقوت التنزاني، وبطانية الصوف من ليسوتو… افتُتح المعرض الاقتصادي والتجاري الصيني الأفريقي الرابع في الثاني عشر من الشهر الجاري، بمشاركة أكثر من 800 منتج أفريقي، ونحو 4700 شركة صينية وأفريقية من 53 دولة أفريقية. ومنذ قمة بكين، سُمح لـ 22 منتجًا زراعيًا من الدول الأفريقية، بما في ذلك فول الصويا الزامبي والفول السوداني النيجيري، بالوصول إلى السوق الصينية. ولا يقتصر توسيع نطاق الواردات من الدول الأفريقية على تلبية الطلب الاستهلاكي المتنوع وعالي الجودة في السوق الصينية فحسب، بل يُسهم أيضًا بشكل فعال في تنمية اقتصادات الدول الأفريقية وتحسين معيشة شعوبها.

إن التعاون بين الصين وأفريقيا لتعزيز التحديث سيعزز التضامن والتعاون في الجنوب العالمي بفعالية، ويفتح آفاقًا أكثر إشراقًا للسلام والتنمية العالميين. وقد أصدر الاجتماع الوزاري لمنسقي تنفيذ نتائج منتدى التعاون الصيني الأفريقي إعلان تشانغشا حول الحفاظ على التضامن والتعاون بين الصين وأفريقيا في الجنوب العالمي، داعيًا المجتمع الدولي إلى التمسك بمبادئ التشاور المكثف والبناء المشترك والتشارك، والالتزام بالتعددية الحقيقية، ومعارضة جميع أشكال الأحادية والحمائية. وأكدت الصين وأفريقيا في الإعلان: “نعارض بشدة أي طرف يتوصل إلى اتفاق تسوية على حساب مصالح الدول الأخرى”. وفي مواجهة تغيرات كبيرة لم نشهدها منذ قرن، تقف الصين وأفريقيا جنبًا إلى جنب، وستكون تنمية ونهضة الجنوب العالمي أكثر واعدة، وستزداد العدالة والإنصاف الدوليان ضمانًا.

مهما تغيرت الأوضاع الدولية، فإن الهدف الأساسي للتعاون الصيني الأفريقي القائم على المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة لن يتغير. والصين مستعدة للعمل مع أفريقيا للدفع بقوة نحو تنفيذ نتائج قمة بكين، واستخدام “المفتاح الذهبي” للتضامن والتعاون الصيني الأفريقي لفتح “باب المستقبل” للتنمية المشتركة، والسعي معًا لتحقيق حلم التحديث الجميل، وكتابة فصل جديد في مسيرة بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية.