شبكة طريق الحرير الإخبارية/

المشاورات الاقتصادية الصينية الأمريكية تدفع تنفيذ تفاهمات الرئيسين

بقلم: باي يوي إعلامي صيني

استضافت مدينة لندن الاجتماع الأول لآلية المشاورات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة على مدى يومين.، ما يدل على رغبة الجانبين في إيجاد سُبل فعّالة لتجاوز العقبات في العلاقات الثنائية من خلال الحوار المتواصل والمشاورات المعمّقة. الصين والولايات المتحدة اتفقتا من حيث المبدأ على إطار عمل لتنفيذ التفاهمات التي تم التوصل اليها بين رئيسي البلدين خلال محادثاتهما الهاتفية في 5 يونيو وفي محادثات جنيف وتتطلع الأوساط المختلفة في كلا البلدين والمجتمع الدولي إلى أن يعمل الجانبان على تنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال الاتصال الهاتفي بين رئيسي البلدين، بما يسهم في تعزيز اليقين والاستقرار لتنمية البلدين وانتعاش الاقتصاد العالمي.

تعزيز الحوار والتشاور يتطلب نظرة عقلانية وموضوعية للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة. وشهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة تطوراً على مدى عقود، وأصبح يتّسم بالتكامل في المزايا والمنفعة المتبادلة والربح المشترك. إن التطور الصحي للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين لا يعود بالنفع فقط على شعبيهما، بل يساهم أيضاً مساهمة كبيرة في نمو الاقتصاد العالمي.

ومن خلال تحليل البيانات بشكل موضوعي، يتضح أن التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة تحقق منافع متوازنة إلى حد كبير. فعلى الرغم من وجود عجز في تجارة السلع لدى الجانب الأمريكي مع الصين، فإن ذلك يُعد نتيجة حتمية للهيكل الاقتصادي الأمريكي، كما يعكس الفروقات في المزايا النسبية وهيكلية تقسيم العمل الدولية بين البلدين.

وفي مجالي تجارة الخدمات والاستثمار العابر للحدود، يتمتع الجانب الأمريكي بأفضلية واضحة. ففي عام 2024، بلغ الفائض التجاري في الخدمات لصالح الولايات المتحدة مع الصين 27.3 مليار دولار أمريكي. وفي عام 2022، بلغت مبيعات الشركات الأمريكية في الصين 490.5 مليار دولار أمريكي، أي أكثر بكثير من مبيعات الشركات الصينية في الولايات المتحدة التي لم تتجاوز 78.6 مليار دولار، بفارق يتجاوز 400 مليار دولار. وبأخذ تجارة السلع وتجارة الخدمات ومبيعات فروع الشركات المحلية في كل من البلدين بعين الاعتبار، يتضح أنه لا يوجد ما يُسمى بـ”الخاسر” أو “الرابح” في التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة.

عبّرت الصين بوضوح عن شواغلها ومطالبها، وأعربت عن استعدادها لإجراء مشاورات مع الجانب الأمريكي لحل الخلافات، لكنها ترفض تمامًا ممارسة الضغوط القصوى أو الابتزاز أثناء التفاوض، كما لن تضحّي بمواقفها المبدئية من أجل التوصل إلى ما يُسمى بالاتفاق.

وما هو مطلوب بشكل عاجل من الجانب الأمريكي في الوقت الراهن، هو إظهار حسن النية، وترجمة التفاهمات التي تم التوصل إليها في محادثات جنيف إلى إجراءات ملموسة، وإلغاء جميع الممارسات والسياسات التمييزية والسلبية ضد الصين. وعلى المدى المتوسط والطويل، ينبغي على الصين والولايات المتحدة العمل معاً لإيجاد حلول للمشكلات الهيكلية في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، من أجل تعزيز استقرار العلاقات الصينية الأمريكية.

تواصل الصين التقدم بثبات في تعزيز الانفتاح على مستوى عالٍ، وتعمل بنشاط على توسيع الواردات، مما يوفر فرصاً أكبر لدول العالم كافة، بما في ذلك الولايات المتحدة. ومن خلال تفعيل دور منصات المعارض الكبرى مثل معرض الصين الدولي للاستيراد، ومعرض كانتون، ومعرض الصين الدولي لتجارة الخدمات، ومعرض المنتجات الاستهلاكية، إلى جانب دفع إنشاء مناطق تجريبية وطنية مبتكرة لتعزيز تجارة الاستيراد، وتحسين مستوى تيسير الواردات بشكل مستمر، تعمل الصين على استكشاف إمكانات الاستيراد وتحويل سوقها الضخم إلى سوق مشتركة للعالم بأسره، مما يضخ زخماً جديداً في نمو الاقتصاد العالمي.

نأمل أن تتمكن الصين والولايات المتحدة، من خلال التشاور على أساس المساواة والتعاون العملي، من إيجاد حلول تحقق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك. كما نأمل أن يبذل الجانبان جهوداً مشتركة لتهيئة بيئة مواتية لأنشطة الأعمال والتجارة الطبيعية بين شركات البلدين، بحيث تعود نتائج التعاون بالنفع على شعبي البلدين بشكل أفضل، وتسهم إسهاماً أكبر في تعافي الاقتصاد العالمي ونموه.