شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم الإعلامية الصينية فيحاء وانغ شين
يغمر المحيط أكثر من 70% من سطح الكوكب، وهو مصدر حياتنا، إذ يمد البشرية بما يسد حاجتها ويعين على بقائها، شأنه شأن جميع الكائنات الحية على وجه الأرض.
ورغم ما يزخر به من فوائد جمة، فإن المحيط اليوم في أمسّ الحاجة إلى العون. فمع استنفاد 90% من مخزونات الأسماك الكبيرة، ودمار 50% من الشعب المرجانية، بتنا نأخذ من المحيط أكثر مما نعيد إليه، ونستنزف خيره دون أن نتيح له فرصة الاسترداد والتجدد. لذا نحن بحاجة إلى إقامة توازن جديد معه، توازن لا يُفضي إلى نضوب عطائه، بل يُجدد نبضه، ويعيد إليه ألقه، ويهب له حياة متجددة.
وفي هذا الصدد، أصدر مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني في العام الماضي كتابا أبيض بعنوان “حماية البيئة الإيكولوجية البحرية في الصين”، أشار إلى أن الصين أعطت الأولوية على مر السنين للحفاظ على البيئة الإيكولوجية، وسعت إلى الحوكمة المنهجية، كما نسّقت جهود التنمية والحماية، ودعمت التنمية عالية الجودة مع توفير حماية عالية المستوى، فيما تواصل سعيها لبناء بيئة إيكولوجية بحرية من التعايش المتناغم بين البشر والمحيطات.
تبلغ مساحة البحر في الصين حوالي 3 ملايين كيلومتر مربع مع خط ساحلي يزيد عن 18000 كيلومتر، وهناك أكثر من 6500 جزيرة بمساحة تزيد عن 500 متر مربع. وتعد الصين واحدة من أغنى البلدان في العالم من حيث التنوع البيولوجي البحري. وقد سجلت أكثر من 28 ألف نوع من الكائنات البحرية، وهو ما يمثل حوالي 11% من العدد العالمي.
وقد كثفت الصين جهودها لحماية التنوع البيولوجي البحري من خلال التحكم الصارم في ممارسات استصلاح الأراضي وتعزيز الاستعادة البيئية للمناطق البحرية والجزر والسواحل والأراضي الرطبة الساحلية. وتم إنشاء نظام لحماية التنوع البيولوجي البحري يعتمد بشكل أساسي على المحميات الطبيعية والمتنزهات المحيطية في البلاد.
تعد الشعاب المرجانية من النظم البيئية البحرية الأكثر ثراء في التنوع البيولوجي، حيث توفر مأوى للرخويات والقشريات والطحالب والأسماك. وقد قام معهد سانيا لبحوث البيئة المرجانية بالتعاون مع الشركات ذات الصلة بوضع ما يقرب من 80 من الشعاب البيئية الاصطناعية في قاع المياه لخليج يالونغ، بمدينة سانيا، في مقاطعة هاينان، لتسريع الاستعادة البيئية.
وقال رئيس المعهد، الدكتور وو تشوان ليانغ إن هذه المجموعة من الشعاب المرجانية نوعًا جديدًا من المواد الصديقة للبيئة، والتي تساعد على ارتباط ونمو يرقات المرجان والكائنات البحرية الصغيرة الأخرى. ومستقبلاً، سيقوم المعهد بزرع شتلات مرجانية مناسبة للنمو في هذه المنطقة البحرية، وتحقيق هدف استعادة النظام البيئي للشعاب المرجانية في منطقة البحر تدريجيًا.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن أشجار المانغروف هي مجتمعات غابات فريدة تنمو في المناطق الساحلية الاستوائية وشبه الاستوائية، وتلعب دورا كبيرا في مقاومة الرياح والأمواج وحماية الساحل وتخفيف التلوث وتعديل المناخ وتوفير الغذاء والحفاظ على التنوع البيولوجي. وفي جنوب الصين مثلما في الشرق الأوسط، تنتشر غابات المانغروف على امتداد السواحل مثل البحرين وعُمان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. ويهدد ارتفاع منسوب مياه البحر، والأعاصير المتكررة، وتغير تدفقات المياه العذبة هذه النظم الإيكولوجية.
وكانت جزيرة هاينان في الصين تتميز بغابات المانغروف الواسعة والملحوظة، حيث تعتبر مركزًا للأنشطة المتعلقة بالمانغروف في البلاد، وقد بذلت جهودا بالغة لاستعادة غابات المانغروف مثل زراعة أشجار المانغروف الاصطناعية وتفعيل التعاون وتعزيز التبادلات مع دول العالم الأخرى.
خلال السنوات الأخيرة، حققت الصين نتائج ملحوظة في حماية التنوع البيولوجي البحري، مع استعادة الموائل ومجموعات الحياة البحرية النادرة بشكل ملحوظ. ونتطلع إلى مزيد من التطور السريع في الاستكشافات العلمية والتقنيات الحديثة لحماية البيئة البحرية.