بعد أن أصدرت الصين بيانات اقتصادية رئيسية لشهر ابريل مؤخرا، أصبح “تجاوز التوقعات” هو رد الفعل الأول للعديد من المطلعين على الصناعة، وعلقت بعض وسائل الإعلام الأجنبية بأن “الصين نجحت في تجنب التباطؤ الاقتصادي وسط النزاعات التجارية”.
إن اي شكل من أشكال الاحتواء أو القمع لم ولن يتمكن من تعطيل الابتكار والتنمية والنمو المستقل في الصين. وأن هذه الثقة بالنفس والاستقلالية هي التي مكنت الاقتصاد الصيني من تحقيق أداء “يتجاوز التوقعات” في شهر أبريل.
أعلنت شركة هواوي خلال المؤتمر الصحفي المنعقد يوم 19 مايو الجاري، عن إطلاق جهاز كمبيوتر جديد مزود بنظام التشغيل هونغمينغ رسمياً. وبعد يوم واحد، أعلنت مجموعة شياومي عن أن شريحة معالج الهاتف المحمول شوانجي 01 التي طورتها وصممتها بشكل مستقل بتقنية 3 نانومتر، دخلت مرحلة الإنتاج الضخم.
وفي مدينة ييوو في مقاطعة تشجيانغ، “عاصمة السلع الصغيرة في العالم” ينشغل التجار في أوائل أبريل، بإنشاء العلامات التجارية وتحسين الجودة. كما اتخذت العديد من مؤسسات التجارة الخارجية في ييوو زمام المبادرة للابتكار وتوسيع السلسلة الصناعية وتعزيز قدرتها التنافسية. وتمثل أحد كلمات تجار ييوو واقع الحال: “ما دامت المنتجات جيدة والمبيعات واسعة، فإننا لا نخشى التغيير.” إنها القوة الدافعة الداخلية لكل كيان تجاري والتي تراكمت لدعم التحسين المستدام للاقتصاد الكلي.
في شهر ابريل، ارتفع إجمالي واردات وصادرات الصين من السلع، بنسبة 5.6% على أساس سنوي، من بينها زيادة الصادرات بنسبة 9.3% على أساس سنوي. وبناءً على منتجات التصدير، فإن القدرة التنافسية في السوق للمنتجات الكهروميكانيكية ذات المحتوى التكنولوجي العالي تستمر في الارتفاع. وخلال الأشهر الأربعة الأولى، ارتفعت صادرات الصين من المنتجات الميكانيكية والكهربائية بنسبة 9.5% على أساس سنوي.
من وجهة نظر الكيانات التجارية، استجابت مؤسسات التجارة الخارجية الخاصة بفعالية للصدمات الخارجية من خلال استراتيجيات تنويع السوق. وفي الأشهر الأربعة الأولى، ارتفعت واردات وصادرات المؤسسات الخاصة بنسبة 6.8% على أساس سنوي.
بطبيعة الحال، لا توجد واردات وصادرات أي بلد تعيش فترة العزلة، وإن النمو السريع في الصادرات في ابريل، جاء نتيجة القفزة في القوة الإجمالية الناجمة عن التنمية عالية الجودة للاقتصاد الصيني. والصين ذات اقتصاد كبير جدًا، وتحتل صناعتها التحويلية المرتبة الأولى في العالم لمدة 15 عامًا متتالية، ويعد سوق المستهلكين فيها من بين الأسواق الرائدة في العالم ويتمتع بإمكانات نمو كبيرة، وتؤكد هذه العوامل أن الصين تتمتع بقدرة قوية على مواجهة مختلف المخاطر والتحديات. علاوة على ذلك، عملت الصين بثبات على تعزيز التكيف الهيكلي الاقتصادي وتحويل محركات النمو الجديدة والقديمة، وتطوير قوى إنتاجية نوعية جديدة وفقا للظروف المحلية، والتزمت بقوة بمبادرة التنمية، وقدمت ضمانات مهمة للتعامل مع التغيرات الجذرية في البيئة الخارجية.
كما عززت الصين جهودها في مجال الرقابة الكلية. واتخذ مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي الذي عقد في نهاية العام الماضي، والمؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني هذا العام، واجتماع المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الذي عقد في 25 أبريل من هذا العام، ترتيبات متتالية للقيام بعمل جيد في العمل الاقتصادي، والحفاظ على استمرارية السياسات، والتركيز على استقرار التوظيف، واستقرار المؤسسات، واستقرار السوق، واستقرار التوقعات، ولعب دورا هاما في تعزيز الانتعاش المستدام للاقتصاد.
ومن المتوقع أنه مع تطبيق السياسات الجديدة، فإن الاقتصاد الصيني سوف يمتلك الظروف والقدرات والثقة اللازمة للتعامل مع مختلف المخاطر والتحديات. وإن الأداء المتميز للاقتصاد في أوقات الشدة يمكن أن يعكس بشكل أفضل قوته الحقيقية ويعزز ثقته وتصميمه على تحقيق أهداف النمو المتوقعة.
رفعت المنظمات الدولية توقعاتها بشأن الاقتصاد الصيني في الآونة الأخيرة. ويعتقد العديد من المديرين التنفيذيين للشركات المتعددة الجنسيات أن الصين أصبحت مرادفة لـ “اليقين”.
لقد نما الاقتصاد الصيني دائماً في العواصف، وأصبحت أقوى في الصعوبات. وفي المستقبل، ستظل البيئة الدولية غير مستقرة وغير مؤكدة ومليئة بالعوامل غير المتوقعة، لكن الممارسة أثبتت وستظل تثبت أن التعافي الاقتصادي في الصين له أساس متين، والسياسات مضمونة، والاستهلاك لديه إمكانات، والابتكار لديه زخم. “آفاق التنمية في الصين واعدة، ولدينا الثقة والشجاعة لتحقيق ذلك.”