شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

توافقات مهمة في المحادثات الاقتصادية والتجارية رفيعة المستوى بين الصين والولايات المتحدة تعزز الاستقرار والثقة في الاقتصاد العالمي

بقلم تشيان شي- إعلامية صينية

عُقدت المحادثات الاقتصادية والتجارية رفيعة المستوى بين الصين والولايات المتحدة بنجاح في جنيف بسويسرا خلال الفترة من 10 إلى 11 مايو 2025، وأعقبها صدور بيان مشترك في الثاني عشر من الشهر نفسه. وتركزت هذه المحادثات البارزة على تنفيذ التوافقات المهمة التي تم التوصل إليها خلال الاتصال بين رئيسي البلدين. وأجرى الجانبان حوارا صريحا ومعمقا وبناء، والذي لم يحقق نتائج إيجابية في عدد من القضايا الرئيسية فحسب، بل أرسى أيضا أساسا متينا لاستقرار وتنمية العلاقات الصينية الأمريكية.

يُجسّد إصدار البيان المشترك الرغبة الصادقة لدى كل من الصين والولايات المتحدة في تسوية الخلافات الاقتصادية والتجارية عبر الحوار والتشاور، ويبعث برسالة واضحة تؤكد التزام الجانبين بدفع العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية نحو مسار تنمية صحية ومستقرة. وفيما يتعلق بالتعريفات الجمركية تحديدًا، تعهّدت الولايات المتحدة بإلغاء أو تعديل بعض الرسوم الإضافية المفروضة على السلع الصينية، في حين أجرت الصين تعديلات مقابلة على تدابيرها المضادة. وقد ساهمت هذه الخطوات الجوهرية في خفض ملحوظ لتكاليف التجارة الثنائية، مما عاد بفوائد ملموسة على الشركات والمستهلكين في كلا البلدين، وأضفى زخمًا جديدًا على حركة التبادل التجاري بينهما.

والأهم من ذلك أن الجانبين اتفقا على إنشاء آلية تشاور منتظمة، بهدف توفير إطار مؤسسي مستقر للتعاون الاقتصادي والتجاري في المستقبل، وضمان التواصل الفعّال والاستجابة السريعة للخلافات عند ظهورها. ولن تسهم هذه الآلية في الحد من احتمالات تصاعد التوترات فحسب، بل ستُعزز أيضًا من وضوح السياسات وتوقّعاتها، مما يضفي عنصر الاستقرار طويل الأمد على العلاقات الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة.

في السنوات الأخيرة، وبفعل عوامل مثل الحواجز الجمركية، تعرضت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة لضغوط متزايدة، وشهدت بيئة التجارة الثنائية توترًا ملحوظًا في بعض المراحل. غير أن النتائج الإيجابية التي أسفرت عنها هذه المحادثات، خاصة فيما يتعلق بخفض الرسوم الجمركية وتوضيح الإطار السياسي، لم تُسهم فقط في خلق بيئة تشغيلية أكثر وضوحًا واستقرارًا أمام الشركات، بل عززت أيضًا ثقة الفاعلين الاقتصاديين في كلا البلدين، ومهّدت الطريق لانتعاش اقتصادي ونمو متبادل أكثر استدامة.

باعتبارهما أكبر اقتصادين في العالم، شكّل التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة دائمًا ركيزة الاستقرار ومحرك الدفع الرئيسي للعلاقات الثنائية. وإن النتائج الإيجابية التي تمخض عنها هذه المحادثات لا تُمهد فقط لعودة العلاقات الثنائية إلى مسارها الصحي والمتوازن، بل تُسهم أيضًا في تعزيز الثقة وضخ الزخم في الاقتصاد العالمي. وقد أثبت الجانبان، من خلال حل الخلافات عبر التشاور على أساس المساواة، تحلّيهما بروح المسؤولية كقوتين عالميتين، كما وجّها رسالة قوية تدعم التعددية الاقتصادية وتُعزز مسار العولمة.

وبطبيعة الحال، لا تزال هناك تحديات عديدة تعترض سبيل تحقيق التطبيع الكامل والاستقرار طويل الأمد في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة. وفي المرحلة المقبلة، ينبغي على الجانبين مواصلة تعميق المشاورات على أساس تنفيذ التوافقات التي تم التوصل إليها، والعمل معًا لدفع التعاون العملي إلى آفاق أوسع. ومن المهم أن يتخلى الطرفان عن النزعة الأحادية وسياسات الحماية، وأن يعتمدا موقفًا أكثر انفتاحًا وشمولية، بما يعزز الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية إلى مستوى جديد وأكثر استدامة.

ونأمل أن يُقدّر الجانبان نتائج هذا الاجتماع، ويواصلا العمل المشترك لدفع العلاقات الصينية الأمريكية نحو مسار أكثر صحة واستقرارًا واستدامة، بما يسهم في ضخ زخم مستمر في مسيرة الازدهار الاقتصادي العالمي.