شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

مقاطعة هاينان مثال نموذجي للتحديث الصيني النمط

بقلم: ليو تشاو  صحفية صينية مختصة بمجال الاقتصاد

إن أصحاب الرؤية المشتركة يتعارفون ويتقاربون ويشتركون في مستقبل مشترك، والعلاقات الصينية العربية نموذج حي لهذا القول. ومع تعزيز أواصر الصداقة وتعميق التبادلات التجارية والاقتصادية بين الصين والدول العربية، نشهد انعقاد عديد من الفعليات الكبرى بدعم من كلا الجانبين الصيني العربي. والدورة الـ11 لاجتماع رجال الأعمال في إطار منتدى التعاون الصيني-العربي، المنعقدة في الفترة ما بين يومي 27 و30 أبريل في مدينة هايكو فعلية مهمة لتعزيز التعاون بين الصين والدول العربية. وباعتبارها منصة مهمة للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي، يجمع الاجتماع أكثر من 1000 ممثل من المسؤولين الحكوميين وقادة الأعمال والخبراء والباحثين من كلا الجانبين لرسم مخطط جديد للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي.

ويركز هذا الاجتماع، باعتباره أيضا الدورة التاسعة للندوة الاستثمارية في إطار المنتدى، على بناء ميناء التجارة الحرة في هاينان والتنمية المتناسقة مع جامعة الدول العربية، وعرض نقاط بارزة في التعاون الثنائي في مجالي تجارة السلع والخدمات وغيرهما، ما يضخ قوة دافعة قوية للتعاون في المستقبل. كما يرتب الاجتماع سلسلة من حلقات المنتديات، بما فيها المنتدى الفرعي حول التركيز على التحول في مجال الطاقة وبناء مستقبل بيئي معا والمنتدى الفرعي عن تعميق الابتكار العلمي والتكنولوجي ودفع الارتقاء الصناعي، والمنتدى الفرعي حول تعزيز تكامل الثقافة والسياحة وتحفيز حيوية الاستهلاك، وأيضا هناك المنتدى الفرعي المتعلق بتعزيز التعاون المالي لتحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين الصيني العربي.

والجدير بالذكر أن مقاطعة هاينان أي مكان انعقاد الاجتماع قد شهدت توسعا متواصلا في حجم تجارتها مع أعضاء جامعة الدول العربية في السنوات الأخيرة. إذ بلغت قيمة التجارة الثنائية قرابة 24 مليار يوان (حوالي 3.29 مليار دولار أمريكي) في عام 2024، بزيادة أكثر من 30 في المائة على أساس سنوي. وتضم سلع التجارة منتجات الطاقة والكيماويات العضوية الأساسية والإلكترونيات والمنتجات الزراعية الاستوائية، ما يشكل نمطا تجاريا تكامليا. وفي الوقت نفسه، قدم ميناء التجارة الحرة في هاينان دعما قويا للتعاون التجاري الثنائي بواسطة سياساته التفضيلية، فيما ساعدت سياسات الإعفاء من التعريفات الجمركية ومعدلات الضرائب المنخفضة وإجراءات التخليص الجمركي السهلة في جذب عدد كبير من الشركات العربية لاتخاذ هاينان كنافذة للدخول إلى سوق الصين الضخمة والواعدة.

وفي مجال تجارة الخدمات، جذبت مقاطعة هاينان تدفقات من السياح العرب وقامت بفعاليات ترويجية متنوعة، ومن المتوقع أن يشهد التعاون السياحي الصيني العربي تعمقا متواصلا مع إجراء المزيد من الفعاليات الترويجية وتكثيف الخطوط الجوية. ومع النتائج المثمرة المحققة من جانب مقاطعة هاينان تعتبر المقاطعة مثالا نموذجيا للتحديث الصيني النمط.