شبكة طريق الحرير الإخبارية/
باكو، 21 أبريل، أذرتاج
أدلى رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف بحديث صحفي لوكالة شينخوا الصينية.
تقدم وكالة أذرتاج نص الحديث الصحفي:
س: السيد الرئيس المحترم نتذكر أنه في قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي انعقدت في يوليو من العام الماضي في أستانا وقعتم أنتم ورئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ البيان المشترك حول بناء الشراكة الاستراتيجية وفي هذا الوثيقة أعلنتما عن بناء الشراكة الاستراتيجية القائمة على مبادئ الاحترام المتبادل والثقة على أساس متساوٍ والدعم المتبادل والتعاون وهذا يعد مرحلة هامة في تاريخ العلاقات بين البلدين. ما هي النتائج المهمة التي تم تحقيقها في تطوير العلاقات بين الصين وأذربيجان من وجهة نظركم وكيف تقيمون ذلك؟
ج: الرئيس إلهام علييف: أنتم على حق وفي الثالث من يوليو من العام الماضي، تم اعتماد “البيان المشترك حول بناء الشراكة الاستراتيجية بين جمهورية أذربيجان وجمهورية الصين الشعبية” في إطار قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي عُقدت في أستانا. وذُكر في البيان بشكل خاص أنه منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية في الثاني من أبريل 1992، حققت التعاون الثنائي العديد من النتائج المثمرة. وعلاوة على ذلك اتفقنا على توسيع التعاون في المستقبل وتعزيز التعاون في القضايا الدولية والدفاع المشترك عن مصالح البلدين وكذلك تعزيز جهودنا المشتركة من أجل السلام والاستقرار والتنمية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وأعلنّا معًا أن شراكتنا الاستراتيجية ستُبنى على المبادئ الأساسية للعلاقات الثنائية مثل الاحترام المتبادل والمساواة والثقة والدعم المتبادل والمنفعة المتبادلة والتعاون. كما أكّدنا في البيان المشترك أننا شركاء مهمين وموثوقين في تنفيذ سياسة خارجية مستقلة تقوم على احترام سيادة كل طرف وسلامة أراضيه وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ومبادئ العيش المشترك بسلام.
وأعتقد أن لقائنا في أستانا والبيان المشترك الذي تم اعتماده في ختامه يُعدّ حدثًا تاريخيًا ويفتح صفحة جديدة في العلاقات بين أذربيجان والصين. وأثناء اللقاء الثنائي مع رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ ذكرت في كلمتي أن البيان المشترك الذي تم اعتماده يحول الصين وأذربيجان إلى شريكين استراتيجيين رسميين وهذا إنجاز كبير ومسؤولية عظيمة وخلال لقائنا في أستانا دعيت للقيام بزيارة رسمية الصين وقد قبلت هذه الدعوة بكل سرور. كما دعوت رئيس جمهورية الصين الشعبية لزيارة بلادنا في الوقت الذي يناسبه. وأعتقد أن مثل هذه الزيارات على المستوى الرفيع ستُعطي دفعة إضافية لعملية تعميق علاقاتنا الثنائية.
ونولي أهمية خاصة لتطوير التعاون في جميع المجالات التي تهم بلدينا ونعتبر تعميق العلاقات الثنائية أحد الاتجاهات الهامة في سياسة أذربيجان الخارجية. واليوم يمكننا القول بثقة أن علاقاتنا تتمتع بديناميكية إيجابية للغاية. وفي عام 2024، زار الصين كبار المسؤولين في الحكومة والبرلمان وقادة الوزارات والإدارات ورؤساء النيابة العامة إضافة إلى ممثلي الإدارة الرئاسية والأمانة العامة لحزب أذربيجان الجديد.
وفي العام الماضي زار نائب رئيس اللجنة الدائمة لمجلس الشعب الوطني لجمهورية الصين الشعبية ورئيس جمعية الصداقة مع البلدان الأجنبية في الصين أذربيجان. وكان من الأحداث البارزة مشاركة نائب رئيس مجلس وزراء جمهورية الصين الشعبية في الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الكوب29 وقد حضر تلك الفعاليات ممثلون من 196 دولة و150 منظمة دولية وهياكل الأمم المتحدة إضافة إلى نحو 2000 ممثل من المنظمات غير الحكومية ومن القرارات المهمة التي تم اتخاذها في الكوب29 تخصيص التمويل المناخي للدول النامية وبدء عمل صندوق الخسائر والأضرار وكذلك التنفيذ الكامل للمادة السادسة من اتفاقية باريس.
وقدمت أذربيجان في إطار رئاستها لمؤتمر الأطراف الكوب29 14 مبادرة عالمية تتعلق بالعلاقة بين الأنشطة المناخية والتنمية المستدامة والتي لاقت دعمًا دوليًا واسعًا. وإن الاتفاقات التي تم التوصل إليها والمبادرات المدعومة والقرارات التي تم اعتمادها تحمل أهمية استثنائية لمستقبل الإنسانية والأجندة المناخية العالمية.
وعلى الرغم من الضغوط الواسعة والمُلفقة وحملات المقاطعة التي تعرضت لها أذربيجان من بعض الدوائر الغربية في مثل تلك الفعاليات الهامة بالنسبة للمجتمع الدولي أظهرنا مرة أخرى إرادة سياسية قوية واحترافية عالية، مما مكننا من تنظيم المؤتمر بشكل مميز وتحقيق نتائج تاريخية وإتاحة فرصة لتحقيق قفزة حقيقية في المحادثات متعددة الأطراف وأود أن أغتنم هذه الفرصة للتعبير عن امتناني لوفد الصين لمشاركته الفعالة وإسهامه القيّم في الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
س: تدل بيانات هيئة الإحصاء الحكومية الأذربيجانية على أن حجم التجارة الخارجية الأذربيجانية مع الصين يشكل 7.9 في المائة من إجمالي التجارة عام 2024 والصين هي الشريك التجاري الرابع لأذربيجان وأصبحت لأول مرة المصدر الرئيسي للواردات. في 24 نوفمبر تم إرسال أول قطار شحن يحمل صادرات أذربيجانية من باكو إلى الصين. يتم إنشاء دور تجارية أذربيجانية في مدن الصين ويدخل سجاد أذربيجاني وعصائر الرمان ومنتجات عالية الجودة أخرى إلى منازل الآلاف من الأسر الصينية فما هو رأيكم في دور مبادرة “الحزام والطريق ” في تطوير التعاون العملي بين البلدين؟
ج: الرئيس إلهام علييف: أود أن أوجه انتباهكم إلى اتفاق آخر تم التوصل إليه خلال لقائي مع رئيس جمهورية الصين الشعبية في أستانا ويتعلق الأمر بتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلدينا في المستقبل وكيفية إثرائها بمحتوى جديد نوعي.
وازداد حجم التبادل السلعي بين أذربيجان والصين عام 2024 بنسبة 20.7 في المائة مقارنة بالسنوات السابقة، ليصل إلى 3.744 مليار دولار. نعم، في الواقع، أصبحت الصين الشريك التجاري الرابع لأذربيجان، حيث بلغت حصتها في التبادل التجاري الخارجي 7.9 في المائة كما أنها أصبحت في المرتبة الأولى في الواردات، وبلغت هذه النسبة 17.69 في المائة.
وعلى الرغم من التعاون الاقتصادي والتجاري المتزايد بين البلدين، لا يزال هناك إمكانيات كبيرة غير مستغلة. أعتقد أن اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين هي آلية هامة لتوسيع العلاقات الاقتصادية الثنائية واكتشاف الاتجاهات المستقبلية للتعاون وتعزيزها على المستوى القانوني في المستقبل. إن تنفيذ قرارات اللجنة في الوقت المناسب سيكون عاملًا رئيسيًا في نجاح جهودنا. وفي إطار زيارتي جمهورية الصين الشعبية من المقرر عقد الاجتماع العاشر للجنة في باكو.
ودور التجارة والسوق التي ذكرتموها تعمل بالفعل في مدن مثل بكين وشنغهاي وأورومتشي وتشينغدو ونانجينغ وتشينغتسيو وشيان الصينية وإنها تساهم بشكل كبير في تطوير علاقاتنا التجارية الثنائية. وعلاوة على ذلك تم إنشاء دور التجارة الأذربيجانية على منصة التجارة الإلكترونية الدولية الشهيرة “جي دي” في الصين مما يعزز التبادل التجاري بين البلدين.
والى اليوم، تم تسجيل 375 شركة برأس مال صيني في أذربيجان ومنها 298 شركة تعمل بالقعل في بلدنا. وفي الوقت الحالي تجري محادثات حول آفاق التعاون المشترك في جذب الاستثمارات المباشرة في القطاعات غير النفطية بين أذربيجان والصين وخاصة في مجالات التكنولوجيا العالية والابتكار والطاقة البديلة والمتجددة.
وكما هو معروف تعد أذربيجان من أوائل الدول التي دعمت مبادرة “الحزام والطريق” التي اقترحها رئيس جمهورية الصين الشعبية. ننفذ مشاريع عملية جادة في هذا الاتجاه. ويمكن القول بثقة أن أذربيجان هي ثاني دولة بعد الصين التي استثمرت أكبر قدر من الاستثمارات في تنفيذ هذه المبادرة، سواء على أراضيها أو خارج حدودها. في أبريل 2019، خلال منتدى “الحزام والطريق” الثاني الذي عُقد في الصين ذكرت أن هذه المبادرة لا توفر فقط الروابط النقلية بل تعزز أيضًا العلاقات بين الدول المختلفة وتساهم في تعزيز الحوار والتعاون وتفتح آفاقًا جديدة للتجارة الدولية.
ونوسع التعاون مع الصين في إطار مبادرة “الحزام والطريق”. وفي هذا الاتجاه تم تحقيق نجاحات كبيرة بالفعل. وباستخدام موقعها الجغرافي المتميز وبالنظر إلى الزيادة الكبيرة في تدفق البضائع عبر أراضي أذربيجان تواصل البلد تطوير ممرات النقل الدولية بنشاط وإنشاء بنية تحتية حديثة وزيادة القدرة الاستيعابية لهذه الممرات من خلال المزيد من الاستثمارات.
وفي السنوات العشرين الماضية تم بناء وصيانة 21 ألف كيلومتر من الطرق السريعة في بلدنا وتم بناء 335 جسرًا ومفترق طرق و45 نفقًا و163 معبرًا سطحيًا وتحت الأرض. كما تم القيام بأعمال كبيرة لتحسين بنية السكك الحديدية حيث تم بناء أكثر من 1500 كيلومتر من السكك الحديدية وتم إصلاح حوالي 1800 كيلومتر من المسارات.
ويفتح خط السكك الحديدية باكو – تفليس – قارص وممر النقل الدولي الشمال الجنوب والمسار الدولي للنقل عبر بحر الخزر الممر الأوسط إضافة إلى ميناء باكو الدولي للتجارة البحرية الذي يُعتبر من أكبر الموانئ في بحر الخزر آفاقًا جديدة لتحقيق الفرص الاقتصادية والنقل في إطار مبادرة “الحزام والطريق”.
وأود أن ألفت انتباهكم أيضًا إلى أن الممر الأوسط يشكل حاليًا مسارًا موثوقًا وآمنًا يربط أوروبا وآسيا الوسطى بالصين عبر بحر الخزر كما يُعد الطريق الأمثل لنقل البضائع من الصين إلى أوروبا وبالعكس وتزداد أهميته بوتيرة متسارعة.
وبلغ حجم النقل العابر بين أذربيجان والصين في عام 2024 ما مجموعه 378 ألف طن مما يشكل زيادة بنسبة 86 في المائة مقارنة بعام 2023. وخلال عام 2024 تم تسيير 287 قطار شحن عبر الممر الأوسط من الصين إلى أذربيجان في إطار نظام التصدير والترانزيت.
س: تُعد الصين وأذربيجان من المراكز التاريخية لحضارة طريق الحرير القديم وقد شهدت العلاقات الإنسانية بين البلدين في السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا لا سيما في مجالات تعليم اللغات والسياحة. وينفذ معهد بكين للغات الأجنبية برنامجًا لتعليم اللغة الأذربيجانية كما يزداد اهتمام الطلبة الأذربيجانيين بتعلم اللغة الصينية. وتدل المصادر الأذربيجانية على تضاعف عدد السيّاح الصينيين الذين زاروا أذربيجان خلال العام الماضي مقارنةً بالعام الذي سبقه. كيف تقيمون أنتم هذا التوجه؟
ج: الرئيس إلهام علييف: وقد أشرتم إلى مجالات مهمة من التعاون توليها الدولتان أهمية خاصة. فقد تم التأكيد في “البيان المشترك بشأن إقامة شراكة استراتيجية” على أهمية تطوير التعاون المستقر في مجال التعليم وذلك ضمن الإطار القانوني والتعاقدي القائم بين البلدين وإلى جانب ذلك، أولينا اهتمامًا خاصًا بالتعاون في مجال تعلم اللغات وتدريسها.
ويزداد عامًا بعد عام عدد مواطني بلدينا الذين يحصلون على فرصة الدراسة في مؤسسات التعليم العالي في أذربيجان والصين في مختلف التخصصات وعلى مستويات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. وتُدرَّس اللغة الصينية في عدد من مؤسسات التعليم العالي الأذربيجانية الشريكة لمعاهد كونفوشيوس. ومن المفرح أيضًا أن مراكز لتعليم اللغة والثقافة الأذربيجانية بدأت مؤخرًا نشاطها في الصين وتم إنشاء قسم أكاديمي متخصص بهذا المجال.
وتُنفَّذ شراكة مثمرة بين جامعات البلدين ويتم إنشاء قاعدة تعاقدية وقانونية ضرورية لدعم هذا التعاون.
وإنني على يقين من أن دعم تدريس اللغتين الصينية والأذربيجانية في المؤسسات التعليمية وتبادل المعلمين وإعداد الكوادر المتخصصة من قبل الدولة سيسهم في رفع فعالية التعاون المتبادل بين الدولتين في مختلف المجالات وسيخدم تقارب الشعبين وتعزيز التبادل الثقافي بينهما.
وفي العام الماضي طبقت أذربيجان من جانب واحد نظام الإعفاء من التأشيرة لمواطني الصين بهدف تطوير السياحة وزيادة الأنشطة التجارية. إن تسهيل التنقل بدون تأشيرة بين مواطني بلدينا سيسهم في زيادة تدفق السياح وبالتالي سيؤدي إلى توسيع العلاقات الاقتصادية والإنسانية والثقافية.
س: وفي عام 2016 أصبحت أذربيجان شريكًا في الحوار لدى منظمة شنغهاي للتعاون وهي الآن عضو مهم في أسرة المنظمة. ومن اللافت أن الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا أُقيمت خلال قمة المنظمة في أستانا. وتتولى الصين رئاسة منظمة شنغهاي للتعاون للفترة 2024-2025 وستستضيف هذا العام الاجتماع الخامس والعشرين لمجلس رؤساء دول المنظمة. ونأمل أن تسهم هذه القمة في تعميق التعاون بين الدول الأعضاء وتعزيز دور منظمة شنغهاي كمنصة فعالة للتنسيق الإقليمي كما نترقب دفع التعاون الاقتصادي والتجاري وتطوير مشاريع البنية التحتية العابرة للحدود إضافة إلى توسيع التبادلات الإنسانية والثقافية بين الشعوب.
ج: الرئيس إلهام علييف: أرى أن رئاسة الصين لمنظمة شنغهاي للتعاون تحت شعار “تعزيز روح شنغهاي: المنظمة في حركة” ستُسهم في تعزيز الطابع المؤسسي للمنظمة وترسيخ دورها على الساحة الدولية في المستقبل. وتُعدّ جمهورية الصين الشعبية من الدول المؤسسة للمنظمة ولا تزال إحدى القوى المحركة الرئيسية في مسيرة تطورها. وإنني على يقين بأن الجهود التي ستُبذل في إطار البرنامج الواسع لرئاسة الصين ستعطي دفعة إضافية لتعزيز التعاون متعدد الأطراف على أساس مبادئ منظمة شنغهاي كما ستُسهم في تنفيذ مهامها بشكل فعال.
وفي العام الماضي تلقيت دعوة من رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكايف للمشاركة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون. وفي الوقت الراهن، تتمتع أذربيجان بصفة شريك حوار في المنظمة. يشمل تعاون أذربيجان مع منظمة شنغهاي للتعاون مجالات مختلفة مثل مكافحة الإرهاب والتطرف والانفصال وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي. كما تحظى قضايا الحوار بين الحضارات والتعددية الثقافية ودعم التسامح بأولوية في هذا التعاون. ومن المعروف أن بلدنا يلعب دورًا نشطًا في هذه المجالات على الساحة الدولية.
ونولي أهمية كبيرة لأنشطة منظمة شنغهاي للتعاون ونتشارك المبادئ التي تقوم عليها هذه المنظمة. وباعتبارها شريكًا موثوقًا ودولة رئيسية في المنطقة تواصل أذربيجان تقديم مساهماتها في تعزيز السلام والأمن الدولي والإقليمي. كما تقوم بتنفيذ مشاريع واسعة النطاق في مجالات الاقتصاد والتجارة والنقل والبنية التحتية والطاقة مما يسهم في توسيع العلاقات التجارية والتجارية والاستثمارية وبالتالي يدعم النمو الاقتصادي العالمي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأنا واثق أيضًا أن التعاون الثنائي الوثيق بين بلدينا سيساهم بشكل فعال في تعميق تعاون أذربيجان في إطار منظمة شنغهاي للتعاون وزيادة مكانة هذه المنظمة.
س: الصين وأذربيجان كأعضاء مهمين في الجنوب العالمي يدعمان التعاون الوثيق في المنصات متعددة الأطراف ويدافعان بشكل فعال عن العدالة الدولية. كيف تقيمون تأثير صعود الجنوب العالمي على إدارة الشؤون العالمية ومفهوم “القدر المشترك للبشرية” الذي طرحته الصين؟
ج: الرئيس إلهام علييف: وفي العام الماضي في أستانا أعلنا عن جهودنا للمساعدة في إنشاء مجتمع مصير مشترك للبشرية مع رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ. ووقفنا من أجل السلام والتنمية والمساواة والعدالة والديمقراطية والحرية إضافة إلى تعزيز القيم المشتركة للبشرية ضد الهيمنة وسياسة القوة. ومن جانبنا تم التعبير عن عزمنا على دعم النظام الدولي تحت رعاية الأمم المتحدة من خلال التأكيد على دورها في الشؤون الدولية وموقفها الحقيقي من التعددية وكذلك دعم النظام العالمي المبني على ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والأهداف والمبادئ.
كما قلت سابقًا كجزء من الجنوب العالمي دافعنا دائمًا عن مصالحه. وقد ترأست أذربيجان حركة عدم الانحياز وهي ثاني منظمة دولية بعد الأمم المتحدة من 2019 إلى 2023. تمثل هذه الحركة 80 في المائة من سكان الكوكب وحوالي 50 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ونصف حجم التجارة الدولية الإجمالي. إن مشاركة الجنوب العالمي في بناء نظام عالمي أكثر استدامة وعدلاً وأمانًا هي عملية طبيعية.
س: وفي أبريل 2019 مضت ست سنوات منذ زيارتكم إلى الصين. هل يمكنكم مشاركة انطباعاتكم عن زياراتكم السابقة إلى الصين؟ وما هي توقعاتكم من زيارتكم القادمة إلى الصين؟
ج: الرئيس إلهام علييف: تعتبر الصين واحدة من أكثر البلدان نمواً ديناميكية في العالم. وحققت الصين بقيادة الرئيس شي جين بينغ الحازمة والحكيمة نجاحات وإنجازات كبيرة في جميع المجالات مما جعلها من بين أقوى وأبرز الدول في العالم وأدى ذلك إلى تعزيز مكانتها الدولية. وبقيادة شي جين بينغ حققت الصين نجاحات عظيمة. وإن تطور الصين لا يقتصر على مصالح الشعب الصيني فقط بل يخدم أيضًا مصالح العالم بأسره.
وبدعوة من الرئيس شي جين بينغ قمت بزيارة عمل الصينَ عام 2014 ومن ثم قمت بزيارة رسمية جمهورية الصين الشعبية عام 2015. وفي عام 2019 شاركت في منتدى التعاون الدولي الثاني “الحزام والطريق” الذي عُقد في بكين بدعوة من الرئيس شي جين بينغ.
وأتذكر بامتنان لقاءاتنا مع الرئيس شي جين بينغ ومناقشاتنا المثمرة. وأنا سعيد بأن العلاقات بين أذربيجان والصين التي تستند إلى تاريخ طويل وتقاليد حميدة تتطور بشكل متصاعد وأن شراكتنا الاستراتيجية تتعزز بمحتوى إيجابي جديد. إن حوارنا النشط واللقاءات الشخصية والمكالمات الهاتفية وتبادل الرسائل تلعب دوراً لا مثيل له في تعميق العلاقات الثنائية من خلال الاحترام المتبادل والثقة.
ويسعني القول بثقة إن جميع الزيارات السابقة جمهوريةَ الصين الشعبية كانت تتمتع ببرامج غنية وكانت مصحوبة بتوقيع عدد من الوثائق الثنائية الهامة التي تهدف إلى توسيع التعاون المتعدد الأطراف بين أذربيجان والصين على أساس المصالح المشتركة. وأعتقد أن الزيارة القادمة ستخدم تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين جمهورية أذربيجان وجمهورية الصين الشعبية.