شبكة طريق الحرير الإخبارية/

تعد شيامن واحدة من أقدم المناطق الاقتصادية الخاصة الأربع التي أُنشأت في الصين، لذا فإن التنمية المفتوحة تلعب دورا مهما للغاية في هذه المدينة. على مر السنين، أصرت شيامن على تعزيز التنمية عالية الجودة من خلال “الضوء الأخضر” الواضح لمفاهيم التنمية المفتوحة. لقد أصبحت شيامن اليوم مركزا مهما لانفتاح الصين على العالم الخارجي والنقل الدولي، فضلا عن كونها مكانا مهما لتجمع رأس المال الدولي ونافذة مهمة للتبادلات والتفاعلات الدولية. اغتنمت شيامن “فرصة البريكس” التي أتاحتها فرصة استضافة اجتماع قادة البريكس في عام2017، وبنت سلسلة من المنصات المهمة للتعاون في إطار البريكس. في نهاية عام 2021، تم إنشاء قاعدة ابتكار شراكة الثورة الصناعية الجديدة لمجموعة البريكس في شيامن. في العام الأول من بناء قاعدة الابتكار هذه، تم إصدار قائمة تضم 60 مهمة رئيسية على دفعتين، وتم إطلاق الدفعة الأولى من 39 مشروعا معياريا تجريبيا في مجال الثورة الصناعية الجديدة، وتم توقيع 33 مشروعا للتعاون في إطار مجموعة البريكس.

وقد اجتمعت استراتيجيات وطنية متعددة، بما في ذلك استراتيجية الانفتاح، مما أدى إلى خلق مزايا في مناطق متداخلة متعددة. وقد ساهم ذلك في تعزيز اندماج شيامن بشكل عميق في النظام الاقتصادي العالمي، وكانت دائما في طليعة بناء نظام اقتصادي مفتوح جديد.

إن ممارسة شيامن للانفتاح على العالم الخارجي تظهر بوضوح الدور التوجيهي المهم الذي يلعبه مفهوم التنمية الجديد باعتباره عصا إرشاد وإشارة مرور، وخاصة “الضوء الأخضر.” وبطبيعة الحال، كانت فاعلية “الضوء الأحمر” في إشارات المرور واضحة أيضا في شيامن. بعد سبعينيات القرن العشرين، أدى استصلاح الأراضي إلى تحويل بحيرة يون دانغ إلى بحيرة داخلية مغلقة بشكل أساسي، مما أدى إلى انخفاض كبير في تبادل جودة المياه بينها وبين البحر المفتوح.

وبالإضافة إلى ذلك، ونتيجة لكمية كبيرة من مياه الصرف الصحي الحضرية التي تم تصريفها في البحيرة، تحولت مياه البحيرة إلى اللون الأسود برائحة كريهة، واختفت الأسماك والروبيان والبلشون الأبيض. في مارس 1988، ترأس شي جين بينغ اجتماعا في شيامن بشأن تعزيز الإدارة الشاملة لبحيرة يون دانغ، وأطلق معركة صعبة للسيطرة على التلوث البيئي في شيامن. وقد اقترح هذا المؤتمر بشكل إبداعي “سياسة العشرين رمزا صينيا” التي تتضمن وتحمل المعنى “إدارة البحيرة وفقا للقانون، واعتراض التلوث ومعالجته، وتجريف المياه وبناء البنوك، وزيادة المسطحات المائية، وتجميل البيئة”. يجب أن يقال إن هذا الدليل يرسم خطا أحمر لحماية البيئة والتنمية الموجهة نحو الدلالات في شيامن. إذا ذهبت إلى شيامن اليوم، ستجد أن البحيرة ذات الرائحة الكريهة تحولت إلى “رئة خضراء” للمدينة بمياهها الصافية المتدفقة. يُطلقون عليه اسم “غرفة المعيشة في المدينة”.

تحولت “أضواء صيد الأسماك” التي اختفت خلال تغييرات المدينة إلى مشهد شيامن الجديد الأكثر إبهارًا في ليالي شيامن اليوم. كما تم تصنيف مشروع التجديد الشامل لبحيرة يون دانغ من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي باعتباره “مشروعا نموذجيا للوقاية من التلوث وإدارة السيطرة عليه في مياه شرق آسيا”.

إن مفهوم التنمية الجديد يمثل عصا للإرشاد. وهو دليل علمي لقيادة التغييرات العميقة في التنمية الشاملة للصين ويلعب دورا هاما في إنفاذ القوانين والأنظمة إضافة إلى أنه يشبه مصباح إشارة المرور: تتحرك عندما يخضرّ وتتوقف عندما يحمرّ.