شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم: نجيب الكمالي
مدير دائرة العلاقات العامة في الاتحاد الدولي للإعلاميين والصحفيين والكتاب العرب – أصدقاء وحلفاء الصين، فرع اليمن
في ظل التوترات التجارية بعد القرارات الأمريكية الخاصة بالتعريفات الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فرض رسوم على السلع الصينية، تتحرك الصين بخطى مدروسة لحماية مصالحها الاستراتيجية، وتأمين مكانتها كقوة اقتصادية عالمية فاعلة.
هذا الحراك الصيني لا ينطلق فقط من دوافع اقتصادية بحتة، بل يحمل في تفاصيله أبعاداً إنسانية عميقة، بالنظر إلى التأثير المباشر لتلك الحرب التجارية على معيشة المواطن الصيني، وانعكاساتها السلبية على الأسواق العالمية والمستهلكين في مختلف دول العالم.
في المقابل، تواصل الولايات المتحدة الأمريكية فرض هيمنتها التقليدية، ساعية لتأمين مصالحها من خلال الضغط على الدول الأقل قدرة عسكريًا واقتصاديا، دون مراعاة لمصالح الشعوب الضعيفة التي تدفع ثمن هذه السياسات. ويرى العديد من المحللين السياسيين أن هذه السياسات الأمريكية العدوانية تتجه نحو التراجع مع تآكل النفوذ الاقتصادي الأمريكي وتراجع موقعه في النظام العالمي المتحوّل.
تشير تحليلات سياسية عديدة إلى أن العالم بات أقرب من أي وقت مضى إلى مرحلة نظام عالمي متعدد الأقطاب، حيث يتراجع التفرد الأمريكي لصالح قوى صاعدة مثل الصين وروسيا والهند، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة لدول الشرق الأوسط لإعادة رسم علاقتها مع هذه القوى، وبخاصة الصين، في إطار شراكة استراتيجية توازن مصالحها وتحسّن واقع شعوبها،
من خلال مجالات التعاون المحتملة
1. التعاون الاقتصادي:
تشكل التجارة والاستثمار حجر الأساس في هذا التعاون، حيث يمكن أن تسهم الصين في دفع عجلة الاقتصاد في العديد من دول الشرق الأوسط، من خلال مشاريع تنموية واستثمارات استراتيجية تُسهم في خلق فرص عمل وتحسين مستويات المعيشة.
2. قطاع الطاقة:
بفضل الموارد الغنية في المنطقة، يمكن أن تصبح دول الشرق الأوسط شريكا استراتيجيا للصين في مجال الطاقة، بما يعزز أمن الطاقة العالمي، ويفتح المجال لتعاون مستدام في مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة.
3.*البنية التحتية*: يمكن للصين أن تساهم في تطوير البنية التحتية في دول الشرق الأوسط، مما يمكن أن يعزز التجارة والاستثمار في المنطقة يمكن أن يؤدي التعاون بين الصين ودول الشرق الأوسط إلى تعزيز النمو الاقتصادي في المنطقة يمكن أن يؤدي التعاون إلى تحسين مستوى المعيشة للشعوب في دول الشرق الأوسط من خلال تعزيز التجارة والاستثمار.
4. تعزيز الاستقرار الإقليمي:
التعاون الصيني-العربي يمكن أن يلعب دوراً داعما في استقرار المنطقة من خلال الشراكات الاقتصادية والسياسية التي تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
تحديات ينبغي التعامل معها
1. التنافس مع الولايات المتحدة:
ستظل الولايات المتحدة حاضرة بقوة في معادلة النفوذ في الشرق الأوسط، وهو ما يتطلب من الصين ودول المنطقة إدارة علاقاتهما بحكمة واتزان لتفادي الصدامات.
2. الفجوات الثقافية:
رغم تقارب المصالح، تبقى الفروقات الحضارية والثقافية تحديا حقيقيا أمام تحقيق شراكة كاملة، ما يستدعي جهودا حقيقية لبناء جسور التفاهم والتقارب.
3. الوضع الاقتصادي الداخلي:
تعاني بعض دول الشرق الأوسط من أزمات اقتصادية مزمنة، قد تعيق استيعاب المشاريع الصينية أو التفاعل معها بالشكل الأمثل.
وهنا، يبرز دور الاتحاد…
ورغم كل هذه التحديات، يبرز الدور المحوري لـالاتحاد الدولي للإعلاميين والصحفيين والكتاب العرب – أصدقاء وحلفاء الصين، الذي يمثّل جسرًا فعّالًا للتواصل والتقارب، وقوة ناعمة قادرة على تعزيز هذا التعاون وتسهيل مساراته.
يقوم الاتحاد بدور مهم في الترويج للثقافة الصينية داخل المجتمعات العربية، بما يساعد على تقليص الفجوة الثقافية وتعزيز الفهم المتبادل. كما يعمل على تنظيم الفعاليات واللقاءات الإعلامية والثقافية التي تجمع بين الطرفين، لتقوية أواصر التعاون وفتح مساحات جديدة للحوار والتفاهم.
وفي الجانب الإعلامي، يسعى الاتحاد إلى تبادل الخبرات والمحتوى الإعلامي بين المؤسسات الصينية والعربية، بما يُسهم في تطوير الخطاب الإعلامي المشترك، وبناء وعي شعبي يدعم هذا التعاون على المستوى القاعدي.
كما يساهم الاتحاد في دعم المشاريع الاستثمارية الصينية عبر الترويج لها إعلاميًا، وتوضيح منافعها للشعوب والحكومات على حد سواء، إلى جانب مواجهة الحملات الإعلامية المغرضة التي تسعى لتشويه صورة التعاون الصيني-العربي، وذلك من خلال تقديم خطاب موضوعي ومتوازن يُبرز الإيجابيات ويفند الادعاءات.
ختاماً
إن التعاون بين الصين والشرق الأوسط ليس مجرد خيار مؤقت تفرضه الظروف السياسية والاقتصادية الراهنة، بل هو توجه استراتيجي نحو بناء شراكة متكاملة متعددة الأبعاد. وبينما تظل التحديات قائمة، فإن الدور الفاعل للاتحاد الدولي للإعلاميين والصحفيين والكتاب العرب – أصدقاء وحلفاء الصين، يشكل ركيزة مهمة لتجاوز تلك التحديات وتحقيق التفاهم والتقارب الحقيقي بين الحضارتين الصينية والعربية، من أجل مستقبل أكثر توازناً وعدالة وتنمية.