شي يحث على بذل جهود مشتركة لبناء مجتمع مصير مشترك إستراتيجي رفيع المستوى بين الصين وماليزيا
أدلى شي بهذه التصريحات خلال لقائه بملك ماليزيا، السلطان إبراهيم بن السلطان إسكندر، خلال زيارة الدولة التي يقوم بها شي إلى ماليزيا. وقبل اللقاء، أقام السلطان إبراهيم مراسم استقبال كبيرة للرئيس شي.
وخلال الاجتماع، أشار شي إلى أن الصين وماليزيا جارتان جيدتان وصديقتان جيدتان وشريكتان جيدتان، وتتبادلان الزيارات كثيراً كما يفعل أفراد العائلة الواحدة، وقال إن العلاقات الثنائية شهدت نصف قرن رائعاً وتحتضن الآن مستقبلاً أكثر إشراقاً.
وأعرب عن استعداده للعمل مع الزعيم الأعلى الماليزي، السلطان إبراهيم، لقيادة مسار التنمية طويلة الأمد والمستقرة للعلاقات بين الصين وماليزيا، وكتابة فصل جديد في حسن الجوار والصداقة والتضامن والتعاون بين الدولتين.
وقال شي إنه يتعين على الصين وماليزيا مواصلة تعميق الثقة السياسية المتبادلة ودعم بعضهما البعض في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية والشواغل الرئيسية لكل منهما.
وأضاف أنه يتعين على الجانبين تعميق التآزر بين إستراتيجيات التنمية والاستفادة من مكامن القوة لدى كل منهما لتحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين، والسعي معا إلى التحديث.
ودعا شي الجانبين إلى ضمان التنفيذ الجيد للمشاريع الكبرى مثل برنامج “دولتان، منطقتان صناعيتان توأمتان” وخط سكة حديد الساحل الشرقي، وتعزيز التعاون بفعالية في الصناعات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والاقتصاد الأخضر.
وقال الرئيس إن الصين ترحب بدخول المزيد من المنتجات الزراعية الماليزية عالية الجودة إلى السوق الصينية، وتشجع الشركات الصينية على الاستثمار في ماليزيا.
وأضاف أن الصين مستعدة لتعزيز “الحوار الحضاري الكونفوشيوسي ــ الإسلامي” مع ماليزيا، ومواصلة التعاون مع ماليزيا في مجالات الثقافة والسياحة والتعليم، لتعزيز التبادلات الشعبية بين البلدين.
وقال شي إن الصين تدعم ماليزيا في دورها كرئيسة لرابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، ومستعدة للعمل مع ماليزيا لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية.
ودعا شي إلى بذل الجهود لتعزيز سعي الجنوب العالمي لتحقيق النهوض الجماعي والتنمية المشتركة القائمين على التضامن، بهدف تقديم المزيد من اليقين والطاقة الإيجابية للمنطقة والعالم.
ومن جانبه، قال السلطان إبراهيم إن زيارة الدولة التي يجريها الرئيس شي إلى ماليزيا تعد حدثاً كبيراً في العلاقات الثنائية، يُظهر بشكل كامل المستوى العالي للعلاقات بين ماليزيا والصين، مضيفاً أن زيارته الناجحة التي قام بها إلى الصين في سبتمبر الماضي لا تزال حاضرة في ذاكرته.
وأعرب السلطان إبراهيم عن ثقته بأن زيارة شي سترتقي بالعلاقات الثنائية بشكل شامل، وستدفع تنمية التعاون في مختلف المجالات بقوة، مشيرا إلى أن الإنجازات التنموية الرائعة التي حققتها الصين تعود إلى بُعد نظر الرئيس شي وعمل الشعب الصيني الجاد.
وقال السلطان إبراهيم إن ماليزيا تولي اهتماما كبيرا لعلاقاتها مع الصين، وستتكاتف معها للمضي قدما في تعاون مربح للجانبين، وتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك استراتيجي رفيع المستوى بين الصين وماليزيا، مهما كانت التحولات التي يشهدها المشهد الدولي.
وأضاف أن ماليزيا تولي اهتماماً للتكامل الاقتصادي الإقليمي، وتدعم بقوة مبادرة الحزام والطريق، ومستعدة لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري مع الصين، والعمل معا على استقرار سلاسل الصناعة وسلاسل الإمداد، وتعزيز الارتباطية، وتوسيع التبادلات الشعبية والتبادلات في مجال التعليم.
وأشاد الجانب الماليزي بالمؤتمر المركزي بشأن العمل المتعلق بالدول المجاورة الذي عقدته الصين حديثاً، وأكد تقديره للدور المهم الذي تضطلع به الصين في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وقال السلطان إبراهيم إن ماليزيا، بصفتها الرئيسة الدورية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) ومنسقة علاقات الحوار بين الآسيان والصين، تلتزم بتعزيز تنمية العلاقات بين الآسيان والصين، وبناء مستقبل سلمي ومزدهر بشكل مشترك.
وعقب الاجتماع، حضر الرئيس شي مأدبة الترحيب التي أقامها السلطان إبراهيم.