شبكة طريق الحرير الإخبارية/
عبد القادر خليل- مدير تحرير شبكة طريق الحرير الإخبارية
تحل علينا ذكرى مجزرة خوجالي في 26 فبراير 1992، تلك الجريمة المروعة التي ارتكبتها القوات الأرمينية بحق المدنيين الأذربيجانيين في إقليم قره باغ، حيث راح ضحيتها 613 شخصًا قُتلوا، بينهم أطفال (63) ونساء (106) وشيوخ (70)، وبالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى (487) والأسرى (1275)، وسط صمت دولي مريب. لقد مثلت خوجالي واحدة من أبشع جرائم الحرب في القرن العشرين، لكنها لم تكسر إرادة الشعب الأذربيجاني، بل زادت من عزيمته لاستعادة أراضيه المغتصبة.
حرب الـ44 يومًا.. انتصار الحق واستعادة الأرض
بعد عقود من الاحتلال الأرميني لإقليم قره باغ والأراضي الأذربيجانية المحيطة به، جاء اليوم الحاسم في 27 سبتمبر 2020، عندما أطلقت أذربيجان حرب التحرير الوطنية التي استمرت 44 يومًا وانتهت بنصر ساحق. تمكنت القوات الأذربيجانية، بقيادة القائد الأعلى إلهام علييف، من تحرير مدينة شوشا الاستراتيجية ومعظم الأراضي المحتلة، مما أجبر أرمينيا على توقيع اتفاق 9 نوفمبر 2020، الذي أنهى الاحتلال المستمر منذ قرابة ثلاثة عقود.
هذا الانتصار لم يكن عسكريًا فحسب، بل كان انتصارًا للإرادة السياسية والدبلوماسية الأذربيجانية، حيث استطاعت باكو استعادة حقها المشروع بدعم القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة التي طالما تجاهلها العالم.
إلهام علييف.. القائد المظفر وحامل راية النهضة
يعتبر الرئيس إلهام علييف مهندس هذا النصر التاريخي، بفضل قيادته الحكيمة ورؤيته الاستراتيجية. فمنذ تسلمه الحكم في عام 2003، سار على نهج الزعيم القومي حيدر علييف، الذي وضع أسس الدولة الأذربيجانية الحديثة. واصل الرئيس علييف تعزيز قدرات الجيش الأذربيجاني، واستثمر في التكنولوجيا الدفاعية الحديثة، وأقام شراكات استراتيجية مع الدول الكبرى، مما عزز مكانة أذربيجان إقليميًا ودوليًا.
بعد الحرب، لم يقتصر دوره على تحرير الأرض، بل أطلق مشاريع إعادة الإعمار والتنمية في قره باغ، حيث يجري بناء مدن حديثة وفق أحدث المعايير، مع التركيز على البنية التحتية، التعليم، والصحة، لضمان عودة النازحين الأذربيجانيين إلى أراضيهم الأصلية بكرامة وأمان.
أذربيجان.. مسيرة التقدم والازدهار
تحت قيادة الرئيس إلهام علييف، أصبحت أذربيجان نموذجًا في التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي. فقد تحولت إلى مركز للطاقة والنقل والتجارة في منطقة القوقاز، بفضل مشاريع كبرى مثل ممر الغاز الجنوبي، وشبكة الطرق والسكك الحديدية التي تربط أوروبا بآسيا.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، تواصل باكو توطيد علاقاتها مع الدول الصديقة، وتعزيز دورها في المنظمات الدولية، مما يرسخ مكانتها كدولة ذات سيادة قوية تدافع عن حقوقها، وتحافظ على استقلال قرارها السياسي.
ختامًا.. خوجالي لن تُنسى، والانتصارات مستمرة
إن مجزرة خوجالي ستبقى جرحًا غائرًا في تاريخ أذربيجان، لكنها أيضًا هي رمز للصمود والنضال من أجل الحرية. وكما انتصرت أذربيجان في حرب الـ44 يومًا، فإنها اليوم تواصل تحت القيادة للرئيس والقائد المظفر إلهام علييف مسيرة النهضة والتقدم وفي جميع المجالات، مقتدية بحكمة الزعيم القومي حيدر علييف، لتصبح دولة قوية، مستقلة، مزدهرة، ولها مكانتها العالية على الساحة الدولية.