شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم: باي يوي إعلامي صيني
من المتوقع أن تتجاوز إيرادات شباك التذاكر للأفلام المعروضة خلال موسم عيد الربيع الصيني لعام 2025 حاجز 10 مليار يوان، محققة رقمًا قياسيًا جديدًا في التاريخ، مما يمثل انطلاقة قوية لصناعة السينما الصينية في هذا العام.
يعد موسم أفلام عيد الربيع لهذا العام تجسيدًا لمبدأ الابتكار الجريء في حقوق الملكية الفكرية للأفلام الصينية، والتطور في عمليات الإنتاج الصناعي، والتقدم في تقنيات المؤثرات البصرية. فقد جسدت العديد من الأفلام المعروضة على الشاشات الضخمة القصص الصينية بحبكة غنية، وأبرزت الفلسفة الشرقية والروح الصينية، مما منح الجماهير ليس فقط متعة بصرية رائعة، بل أيضًا إلهامًا فكريًا وتفاعلا عاطفيًا.
ووفقًا لتقرير “بيانات تأثير صناعة السينما الصينية”، استحوذ إجمالي إيرادات شباك التذاكر في الصين على 23% من حصة السوق العالمية في عام 2023، مما جعلها تحتل المرتبة الثانية عالميًا، مع معدل نمو يفوق بكثير أسواق السينما الأخرى.
وبناءً على الحجم الكبير لسوق صناعة السينما الصينية، أعلنت هيئة الأفلام السعودية في عام 2024 عن إطلاق فعالية “ليالي الفيلم السعودي” في الصين، حيث شهدت دور السينما في بكين وشانغهاي لأول مرة عرض أفلام سعودية. وتم عرض الفيلم القصير “سليق” والفيلم الروائي “من هو بول؟”، اللذين قدما للجمهور تجربة ثقافية سعودية مختلفة، واستعرضا مساعي السينما السعودية في استكشاف وتجاوز حدود السرد السينمائي التقليدي، مما أسهم في تعزيز وتوسيع آفاق التبادل السينمائي والفني بين الصين والسعودية.
لقد أدى النجاح الذي حققته “ليالي الفيلم السعودي” في الصين إلى تعريف المزيد من الجماهير الصينية بسحر السينما السعودية وعمقها الثقافي. ومع استمرار الفعاليات، تفتح السينما السعودية، برؤاها الفريدة وقصصها المتميزة، نافذة جديدة أمام الجمهور الصيني لفهم الثقافة السعودية وتقديرها.
هذا العام هو “عام الثقافة الصينية-السعودية 2025″، حيث قام وزير الثقافة السعودي ووزير السياحة ووزير الإعلام بزيارة الصين، حيث أجريا تبادلات عميقة مع الجهات المعنية الصينية، وتم توقيع عدة اتفاقيات تعاون في مجالات الثقافة، والآثار، والمقتنيات، والسينما، والإعلام، مما يضيف زخماً جديداً للتبادل الثقافي بين الصين والسعودية.
في العام الماضي، كانت التبادلات بين البلدين مكثفة، وحققت نتائج مثمرة. في الصين، حيث تم تنظيم سلسلة من الفعاليات الناجحة مثل معرض صحراء العلا، مهرجان السياحة السعودي، والتي عرضت للشعب الصيني التاريخ الغني والثقافة التقليدية لشبه الجزيرة العربية. كما شاركت السعودية كدولة ضيف شرف في الدورة الثالثة لمعرض بكين الدولي للكتاب، حيث قدمت تجربة ثقافية مميزة للجمهور الصيني، شملت الأزياء التقليدية، والقهوة العربية و التمر، والآلات الموسيقية مثل آلة العود.
وفي السعودية، شارك العديد من الرياضيين الصينيين البارزين مثل ما لونغ (تنس الطاولة)، تشين ون (التنس)، ودينغ جونهووي (السنوكر) في مسابقات هناك، كما فاز الفريق الصيني بثلاثة ألقاب في أول بطولة لكأس العالم للألعاب الإلكترونية. كما شاركت العديد من دور النشر الصينية بأكثر من 1000 كتاب ومنتج ثقافي موجه نحو الثقافة الصينية في معرض الرياض الدولي للكتاب. كما كانت الصين أول دولة تشارك في المعرض الدولي للحرف اليدوية في السعودية، حيث قدمت عرضًا ثقافيًا مميزًا.
ومن المفرح أن نرى المزيد من الأصدقاء السعوديين يزورون الصين للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، وتجربة الثقافة التقليدية، وتذوق الطعام الصيني، والشعور بسحر الأرض الصينية وتنوعها الثقافي. ومع تحول السعودية إلى وجهة رئيسية للسياحة للمواطنين الصينيين، يتم تدشين رحلات جوية مباشرة بين البلدين، ويستمر الطلب على السياحة إلى السعودية من قبل المواطنين الصينيين في الارتفاع.
يحتفل هذا العام بمرور 35 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والسعودية، وستُقام العديد من الفعاليات المميزة طوال العام ضمن إطار “عام الثقافة الصينية-السعودية”. في المستقبل، سيواصل الشعبان تعميق التبادلات في مجالات السينما والكتب والتبادل الثقافي، مما يساهم في تعزيز التفاعل بين الفنون والثقافات المختلفة.