شبكة طريق الحرير الإخبارية/
*إعداد: الأكاديمية يلينا نيدوغينا: كاتبة وإعلامية روسية وأُردنية الجنسية.
لفتت انتباهي مُؤخراً تصريحات كان أطلقها في وقت سابق فخامة الرئيس فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين رئيس الفدرالية الروسية، بأن جزيرة تايوان هي جزءٌ لا يتجزأ من جمهورية الصين الشعبية.
وكان بوتين قد تحدث علانية ومباشرةً أكثر من مرة، عن أن تايوان إنَّمَا تُعتَبر جزءاً لا يتجزأ من الصين الأُم، مُضِيَفاً، أن زيارات المسؤولين الأمريكيين للجزيرة “استفزاز” ضد بكين.
وسبق لبوتين أن قال خلال واحدة من دورات مُنتدى “فالداي” الدولي الشهير للنقاش، إن: “تايوان دون أي شك جزءٌ لا يتجزأ من جمهورية الصين الشعبية.. وكُلنَّا نتمسك بهذا الموقف دائماً، وَهو لَم يتغير لدينا. وأضاف: أن “كل التحركات” المرتبطة بزيارات المسؤولين الأمريكيين الكِبار لتايوان، “تعتبرها روسيا استفزازاً”.
ُيذكر، ونقلاً عن وكالة أنباء “نوفوستي”، أن بكين تنتقد ازدواجية معايير واشنطن وتؤكد أن مسألة تايوان شأن صيني داخلي محض، وبأن الأوضاع حول تايوان تتوتر ما بين حين وآخر، كذلك توترت على خلفية زيارة سابقة نفَّذَتها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي وأعضاء في الكونغرس لهذه الجزيرة الصغيرة، ما حدا ببكين إلى إدانة هذه الزيارة، ومقابلها أجرت الصين مناورات عسكرية واسعة النطاق في المنطقة رداً عليها، يُراد منها التأكيد على موقف الصين الثابت بأن الأراضي التي يَشغَلَهَا الشعب الصيني الواحد هي صينية مَحض من شرقها إلى غربها.
وفي تصريحات أخرى، طالعنا تأكيدات رئيس جمهورية الصين الشعبية الرفيق شي جين بينغ، خلال لقاء له مع رئيس تايوان السابق ما ينغ جيو: أن “التدخلات الخارجية” لن تستطيع مَنع إعَادة توحيد الجزيرة مع بَرِالصين الرئيسي. إلى ذلك تابعنا في وقت سابق عملانيات تلطيف الأجواء بين فرموزة وبكين حين شرع الرئيس التايواني السابق المُؤيد للتهدئة مع بكين وتولى السلطة لولايتين من 2008 إلى 2016، زيارته إلى الصين ووصفها بأنها “رحلة سلام” لخفض التوترات مع بكين. وفي هذا الصدد، ذكرت وسائل إعلام صينية وتايوانية أن الرئيس الحَكِيِم “شي جينبينغ” استقبل الوفد الذي يرأسه “ما ينغ جيو”، وكان هذا اللقاء بين الجانبين الأول منذ قمتهما التاريخية عام 2015 في سنغافورة، عندما كان الرئيس التايواني السابق لا يزال في السلطة.
بينما صَرَّحَ الرفيق الرئيس “شي” متوجها إلى “ما” بالقول إن “الاختلافات في الأنظمة لا يمكن أن تغير الحقيقة الموضوعية المتمثلة في أننا ننتمي إلى أمة واحدة وشعب واحد”، ورأى أن “التدخل الخارجي لا يمكن أن يوقف القضية التاريخية المتعلقة بإعادة توحيدنا”، وفقاً لمقطع فيديو للاجتماع نشرته قناة تايوانية.
وقبل مغادرته الصين حيث زار مع وفد مؤلف من نحو عشرين طالباً تايوانيا شركات تكنولوجيا وجامعات وأماكن تاريخية، أكد أن رحلته تهدف إلى “تخفيف حدة العداء”، وضرورة توفير مناخ يُمَهِّد لـ”حسن نية” مع بكين، ورأى ما ينغ جيو أن تايوان والصين “تطورتا حسب نظامين مختلفين”، لكن سكانهما “ينتمون إلى أمة صينية واحدة”، كما ورد في تقرير صدر عن مكتب الرئيس التايواني السابق. وأضاف، أنه “إذا اندلعت حرب بين ضفتي مضيق تايوان، فإنها ستشكل عبئاً لا يحتمل على الأمة الصينية”، داعياً لـ”التصدي” لتوجهات الاستقلال التايوانية.
أما نحن في روسيا وفي دول العَالم العَربي فإننا نأمل ونتطلع إلى أن تنتهي مشكلة توحيد جزئي الصين في دولة واحدة، ليعود شعب الصين موحداً، ومتآخياً، ومُتعاوناً في وِحدةٍ واحدةٍ، لمزيدٍ من التألق في مختلف المجالات، ما سيضفي مزيداً من السلام والوئام في مختلف المناطق الاسيوية، ويمنح قوة متجددة لتعزيز السلام القاري والعالمي للبشرية، من أجل عالمٍ موحدٍ ومتآخٍ يتبادل المنافع والفوائد لصالح الشعوب والأمم وأطفال الغد الذين يولدون ليجدوا كما نأمل صين موحَّدة، وعالم أرضي مُوَحَّد ومتأخٍ، كذلك، يجمع القوميات واللغات جميعها في إطار السلام والوئام والمحبة العميقة بين البشر جميعاً لبناء عالم سلام مُستقر وراسخ ودائم وحقيقي.