شبكة طريق الحرير الإخبارية/

الرئيسان بوتين وشي إذ يُعمِقان تحالفهما الأنموذج الذي يُحْتَذى للعَالم أجمع

*إعداد: الكاتبة الروسية يلينا نيدوغينا*.

في العلاقات الصينية – الروسية ملاحظ أنها كانت صلدة عبر نقلات التاريخ، وها نحن نشهد أنها بقيت وستبقى كذلك دوماً إذ غدت عِنواناً كبيراً نَاطقاً بضرورة ولزوم أن تكون القارة الآسيوية برمتها هادئة ومتضامنة ومتصادقةً دولها وشعوبها الكثيرة، لتغدو مِثالاً يُحتذى للأُمم الأُخرى في الكرة الأرضية، ابتداءً من البحر الشرقي (المحيط الهادئ) وإلى حدود روسيا الغربية في القارة الأوروبية.

المِثَال التحالفي الصيني – الروسي الذي يُحتذى إنَّمَا يُؤشر بشكل واضح وجَلِي على ضرورة السير بخطىً سريعة صوب إنجاز عَمَلانيَّة تآخي الدول والشعوب بعمق، وأهمية الابتعاد عن السلبيات السياسية بمختلف ألوانها، وصولاً إلى التضامن الإنساني الكامل والشامل الذي يَضمن حقوق الجميع على الكرة الأرضية، بعيداً عن الحروب والويلات والمآسي التي تولدها عواصم معروفة للجميع هَمَّهَا هو السيطرة على البشر والحجر وثروات الغير.

في مجال التحالفات ذات القسمات الإنسانية ضمن منهج السياسة الواقعية، نقرأ ماأُعلن عنه شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، حيث أكد التالي: “نحن مُستمرون في حوارنا النشط مع روسيا بهدف تحقيق الاستقرار”، مُشيراً إلى أن “اللقاء سيؤدي إلى تعميق الشراكة الاستراتيجية بين الصين وروسيا وكذلك على الصعيد الدولي”.

كما وأكد شي للرئيس الروسي بوتين أن “الصين تسعى للعمل مع روسيا على اعتبار أن البلدين من القوى العُظمى”، لافتاً إلى أن بلاده تسعى لـ”بَث الاستقرار والطاقة الإيجابية في عالم تسوده الفوضى”. واستطرد الرئيس شي يقوله: “بدأنا في الفترة الأخيرة تجاوز تداعيات وباء كورونا، تحدثنا مرّات عديدة عبر الهاتف، وواصلنا الاتصالات الاستراتيجية الفَعَّال”، وتابع.. “لدينا رغبة شديدة في استخدام منظمة شنغهاي للتعاون لتبادل وجهات النظر مع الرئيس الروسي بوتين بشأن قضايا دولية وإقليمية ذات اهتمام مشترك”.

وفي فضاء موازٍ، نقرأ أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد في تصريحات له عن أن تحالف روسيا مع الصين “إنما هو “نموذج لكيفية بناء العلاقات بين الدول”. جاء ذلك بعد لقائه بنظيره الصيني، الرئيس شي جين بينغ في قمة البريكس في مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان الروسية، حيث تَمَخَّضَ عن ذلك تأكيد جاء فيه أنه و “على مدى السنوات الـ75 الماضية، وصلت العلاقات الروسية – الصينية إلى مستوى الشراكة الشاملة والتواصل الاستراتيجي”.

وأضاف فلاديمير بوتين: “يمكننا أن نقول بثقة تامة إنها أصبحت نموذجاً يُحتذى لكيفية بناء العلاقات بين الدول في العصر الحديث”. وفي هذا المنحى، نلحظ أن روسيا والصين ترتبطان بشراكَة عميقة ووثيقة، عَمَّقَتهَا العلاقات الحميمة والتفاهم الثنائي القائم بين القائدين شي وبوتين، وهو لعمري بمثابة إشارة واضحة منهما للغرب، أن أكبر وأهم دولتين تتحالفان وتنسقان في كل شيء حفاظاً على هِبَة الحياة المقدسة للبشرية جمعاء، ولأجل التفاهم الأعمق والصداقة الثابتة بين الشعوب والأمم، وهو ما يَحتَاجَه بشدة عالم اليوم.

من جانبه كذلك، يُشدد بوتين على الدوام، ضرورة تأكيد الصداقة والتعاون والتنسيق في كل الحقول بين روسيا والصين، لاسيما بتأكيد كمال وعميق مشاعر وعملانيات الصداقة والتفاهم والتحالف بين الدولتين، كما وأكد الرئيس شي أكثر من مرة على إن العلاقات الروسية – الصينية صَمَدت أمام اختبارات غير مسبوقة على مدى السنوات الطويلة الماضية، لكن التقلبات في العَالم لا يمكن أن تهزها.. إذ إن علاقات بكين وموسكو تُعتبر واقعياً بمثابة تذكير بعمق القوة والنفوذ الكبير للصين وروسيا في قارة آسيا والعَالم أجمَع.

*مُلاحظة: الكاتبة حائزة على جوائز من عدة دول صديقة.