شبكة طريق الحرير الإخبارية/

في مثل هذا اليوم قبل 25 عامًا، عادت ماكاو إلى حضن الوطن الأم بعد تقلبات عديدة مرت بها. ومنذ ذلك الحين، دخلت ماكاو حقبة جديدة في التاريخ، إيذانًا بفترة من أسرع تنمية وأعلى جودتها ويتمتع فيها السكان بأقوى شعور بالمكاسب والسعادة في التاريخ، وتسير قدما على طريق التنمية والرخاء المشترك مع البر الرئيسي للوطن الأم.

وفي السنوات الـ 25 التي تلت عودتها إلى الوطن الأم، حققت ممارسة سياسة “دولة واحدة ونظامان” بخصائص ماكاو نجاحًا معترفًا به عالميًا، وأظهرت حيوية كبيرة وسحرًا فريدًا. كما تم ترسيخ النظام الدستوري للمنطقة الإدارية الخاصة الذي أنشأه الدستور والقانون الأساسي لماكاو، وحققت ماكاو تقدما شاملا في مختلف المهام، وتزايد نفوذها الدولي بشكل ملحوظ. وخاصة في السنوات الخمس الماضية، حيث وحدت حكومة المنطقة الإدارية الخاصة جميع قطاعات المجتمع والمقيمين للعمل معًا لدفع مشاريع ماكاو المختلفة إلى مستوى جديد. وفي عام 2023، وصل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي إلى 80.5%. وفي عام 2024، شكلت ميزانية التعليم والصحة والضمان الاجتماعي والإسكان والخدمات الاجتماعية والمجتمعية 44.8% من إجمالي نفقات الميزانية. وتم وضع أول خطة تنمية شاملة ومنهجية ومتنوعة في التاريخ، وزادت تدريجيا نسبة الصناعات الرئيسية ذات التنوع الاقتصادي المعتدل في الاقتصاد العام. كما حقق بناء منطقة التعاون العميق بين قوانغدونغ وماكاو في هنغتشين نتائج جديدة. وأصبحت القيمة الأساسية للوطنية وحب ماكاو تحظى بشعبية متزايدة. واليوم، أصبحت ماكاو “زهرة لوتس العصر” أكثر بهجة.

أشار الرئيس شي جين بينغ إلى أن الإنجازات اللافتة في مجال التنمية خلال السنوات الخمس الماضية استفادت من التنفيذ الشامل والدقيق لسياسة “دولة واحدة ونظامان”، والدعم القوي من الحكومة المركزية والبر الرئيسي الصيني، والمشاركة النشطة من المجتمع الدولي، ونتاج العمل الجاد والجهود الشاملة من جانب الأهالي من كافة القطاعات في منطقة ماكاو الإدارية الخاصة تحت قيادة حكومة المنطقة. وقد أثبتت الممارسة بشكل كامل أن مبدأ “دولة واحدة ونظامان” هو نظام جيد يتوافق مع المصالح الأساسية للبلاد والأمة وماكاو. وطالما نؤمن بشدة ونمارس مبدأ “دولة واحدة ونظامان”، فإن حيوية وتفوق مبدأ “دولة واحدة ونظامان” سوف تظهر بشكل كامل. وفي مواجهة المستقبل، ستواصل الحكومة المركزية التنفيذ الشامل والدقيق والثابت لسياسات “دولة واحدة ونظامان”، و”مواطنو ماكاو يحكمون ماكاو”، ودرجة عالية من الحكم الذاتي لضمان عدم تغيرها أو تشويهها.

إن الهدف الأساسي لمبدأ “دولة واحدة ونظامان” هو حماية السيادة الوطنية والأمن والمصالح التنموية، والحفاظ على الرخاء والاستقرار على المدى الطويل في هونغ كونغ وماكاو. وعلى مدى السنوات الـ 25 الماضية، استمرت حكومة منطقة ماكاو الإدارية الخاصة وشعبها من جميع مناحي الحياة في دمج مبدأ “دولة واحدة ونظامان” مع واقع ماكاو، ولديهم الشجاعة في الاستكشاف والابتكار، والاستمرار في خلق أوضاع جديدة في ممارسة مبدأ “دولة واحدة ونظامان” بخصائص ماكاو. ومن تنفيذ المادة 23 من قانون ماكاو الأساسي، وصياغة وتنفيذ “قانون الحفاظ على الأمن الوطني”، إلى التعديل المنهجي لـ”قانون الحفاظ على الأمن الوطني” وتحسين النظام القانوني وآلية التنفيذ لحماية الأمن القومي. ومن التنفيذ الكامل لمبدأ “موطنيو ماكاو يحكمون ماكاو” خلال انتخابات الرئيس التنفيذي وانتخابات المجلس التشريعي، إلى التعزيز القوي لتعليم حب الوطن وحب ماكاو، لمواصلة نقل تقاليد حب الوطن وماكاو. وكلما كان مبدأ “دولة واحدة” أقوى، كلما أصبحت مزايا “النظامين” أكثر وضوحا. ومن خلال التمسك بأساس “دولة واحدة” والاستفادة الجيدة من فوائد “النظامين” فقط، يمكن خلق مساحة تنمية غير محدودة لهونغ كونغ وماكاو.

وعلى مدى السنوات الـ 25 الماضية، اعتبرت البلاد ماكاو الجوهرة في كفها، وكانت دائما أقوى دعم لماكاو للحفاظ على الرخاء والاستقرار، وقدمت دائما أعظم الفرص لتنمية ماكاو. وقد اتخذت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني ترتيبات منهجية لمواصلة تعميق الإصلاحات بشكل شامل وتعزيز التحديث الصيني النمط، مؤكدة على الحاجة إلى إفساح المجال كاملا لمزايا نظام “دولة واحدة ونظامان” وتحسين الآلية التي تمكن هونغ كونغ وماكاو من لعب دورهما بشكل أفضل في انفتاح البلاد على العالم الخارجي. وهذا يشير إلى الاتجاه ويوفر فرصا تاريخية جديدة لماكاو للاندماج في التحديث الصيني النمط وتحقيق تنمية أفضل. وبالمواءمة بنشاط مع الاستراتيجيات الوطنية، واغتنام فرص البناء المشترك لـ “الحزام والطريق”، وبناء منطقة خليج قوانغدونغ – هونغ كونغ – ماكاو الكبرى، والعمل جيديا في بناء منطقة التعاون العميق بين قوانغدونغ وماكاو في هنغتشين، والاستفادة من نقاط قوتها الخاصة بشكل أفضل، وتعزيز المزايا التنافسية، والاستجابة بنشاط للمشاكل الموجودة في الهيكل الاقتصادي والجوانب الأخرى، وتحقيق تنمية أفضل مع الاندماج في التنمية الوطنية، ومن ثم يمكن مواصلة كتابة فصل مجيد تزدهر وتتقدم فيه ماكاو والبر الرئيسي بشكل مشترك بالتأكيد.

وفي عملية الإصلاح والانفتاح الوطني في العصر الجديد، لا تزال ماكاو تتمتع بوضع خاص ومزايا فريدة، ولا يزال بإمكانها لعب دور لا يمكن الاستغناء عنه. وفي ظل القيادة القوية للحكومة المركزية والدعم القوي من البر الرئيسي، توحد حكومة منطقة ماكاو الإدارية الخاصة جميع قطاعات المجتمع لدعم النزاهة والابتكار والمضي قدما، ومن المؤكد أن ممارسة “دولة واحدة ونظامان” ذات خصائص ماكاو ستتحقق نجاحا أكبر، وستكون مكاو قادرة على المساهمة في تحقيق الحلم الصيني المتمثل في إحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية.

*مصدر: صحيفة الشعب اليومية أونلاين.