Tuesday 17th December 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

وحدة السماء والإنسان

منذ دقيقتين في 17/ديسمبر/2024

شبكة طريق الحرير الإخبارية/

 

وحدة السماء والإنسان

 

مفهوم “وحدة السماء والإنسان” قيمة روحية مشتركة يسعى إليها الصينيون على مر العصور، مستمر عبر جميع مراحل التطور التاريخي للصين، ويحتل مكانة مهمة في الثقافة الصينية التقليدية الممتازة. في الوقت نفسه، هذا المفهوم هو أيضا حكمة صينية تساهم بها الحضارة الصينية للبشرية جمعاء. ذكر الرئيس الصيني شي جين بينغ غير مرة مفهوم “وحدة السماء والإنسان” في العديد من المناسبات المهمة داخل البلاد وخارجها، على سبيل المثال، في الرابع من مايو عام 2014، عندما قام الرئيس شي جين بينغ بجولة تفقدية في جامعة بكين، قال في ندوة للمعلمين والطلاب: “اليوم، عندما ندعو ونطور مفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية، يجب أن نستمد العناصر الأساسية الغنية من الثقافة الصينية التقليدية الممتازة، وإلا فلن تكون لها حيوية وتأثير.” وذكر الرئيس شي العديد من الأفكار والمفاهيم الجوهرية في الثقافة الصينية التقليدية الممتازة، بما في ذلك “وحدة السماء والإنسان”.

أول من صاغ هذا المفهوم هو العالم الكونفوشي لأسرة سونغ الشمالية (960-1127) تشانغ تساي، في كتاب ((تشنغمنغ)). النص الأصلي هو: “يسعى علماء الكونفوشية إلى الإخلاص من خلال الفهم، ويسعون إلى الفهم من خلال الإخلاص، وبالتالي يحققون وحدة السماء والإنسان.” العلاقة بين “السماء والإنسان” قضية مهمة في الفلسفة الصينية التقليدية. “السماء” تشير إلى الطبيعة وانتظام عمل الطبيعة، إلخ. أما “الإنسان” فيقصد به الشخص الطبيعي والمجتمع البشري والمعايير الأخلاقية والروح الذاتية، إلخ. يشير مفهوم “وحدة السماء والإنسان” إلى الانسجام والوحدة بين الإنسان والسماء والأرض والطبيعة. ويؤكد أن الإنسان يجب أن يعود إلى الطبيعة ويتوافق مع قوانين الكون من أجل تحقيق حالة من الانسجام والتنمية الشاملة.

يمكن إرجاع مفهوم “وحدة السماء والإنسان” إلى أساطير العصور القديمة، ومنها أسطورة “بان قو” يفصل الأرض عن السماء. تذهب الأسطورة إلى أن الدنيا كانت في حالة من الفوضى الأزلية ومظلمة من الداخل وتشبه بيضة كبيرة وولد فيها “بان قو” الذي فصل السماء عن الأرض ووقف بينهما رافعا السماء برأسه وواضعا الأرض تحت قدميه. كان طول “بان قو” يزداد يوما بعد يوم واستمر الحال على هذا النحو ثمانية عشر ألف سنة، حتى باتت المسافة بين الأرض والسماء شاسعة، وأصبح “بان قو” ماردا عملاقا. بعد موت “بان قو” تحولت عيناه إلى الشمس والقمر وصارت أطرافه الجبال، أما دمه فأصبح البحار والأنهار والبحيرات، وتحولت أوتاره وشرايينه إلى الطرق، أما لحمه فأصبح الحقول وصار شعر رأسه النجوم وصار جلده وشعر جسمه زهورا وعشبا وشجرا وتحول عظمه إلى معادن وأحجار، أما نفَسُه فتحول إلى ريح وسحب متقلبة، وصارت عروقه مطرا وندى يرويان المخلوقات. يمكن القول إن “بان قو” استخدم جسده لاستحضار العالم كله.

إن “بان قو”، بصفته الخالق، تجسد أفعاله ووجوده وحدة السماء والإنسان، وقد خلق العالم بجسده، فنشأت علاقة سحرية وعميقة بين الإنسان والطبيعة.

بالإضافة إلى ذلك، ثمة أساطير أخرى مثل الإلهة “نيوي وا” تخلق البشر، تتضمن أيضا مفهوم “وحدة السماء والإنسان”. تقول هذه الأسطورة إن “نيوي وا” خلقت البشر من التربة الصفراء، وفي رواية أخرى من الطين، مما جعلهم جزءا من الطبيعة. تجسد جميع هذه الأساطير احترام الطبيعة والرغبة في العيش في وئام معها.

على الرغم من أن كونفوشيوس، المفكر العظيم في الصين القديمة ومؤسس الكونفوشية، لم يستخدم بشكل مباشر مصطلح “وحدة السماء والإنسان” لشرح أفكاره، فإن العديد من تعاليمه وقصصه تحتوي على مفهوم التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة والكون، والذي يتماشى م%

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات