شبكة طريق الحرير الإخبارية

احياء ذكرى مؤسس دولة اذربيجان المستقلة الزعيم القومي حيدر علييف

بقلم سعادة السيد / تورال رضاييف
سفير جمهورية اذربيجان لدى الجزائر

12 ديسمبر هو يوم إحياء ذكرى حيدر علييف، الزعيم الوطني للشعب الأذربيجاني، مؤسس دولة أذربيجان المستقلة، وهو سياسي ورجل دولة بارز.
حيدر علييف شخصية قوية نجح في إخراج شعبه من التجارب التاريخية والسياسية المعقدة في ذلك الوقت وجلبه إلى الاستقلال من خلال النضال المستمر. لقد دخل شعب أذربيجان القرن الجديد والألفية الجديدة على وجه التحديد في ضوء ذكاء حيدر علييف. إن أذربيجان الحديثة، التي تتقدم بثقة على طريق التقدم المستمر، هي احتفال بحياة حيدر علييف.

في الفترة الأولى من قيادته لأذربيجان، حقق حيدر علييف قفزة كبيرة في تطوير المجالات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتقنية والثقافية في بلدنا في وقت قصير للغاية، وذلك بفضل مهاراته الإدارية غير العادية وإرادته الفولاذية وروحه العالية و الوطنية بقراراته الحكيمة والهادفة.
إن هذه السنوات التي تغير فيها مسار تاريخنا وانسجام حياتنا بشكل جذري، وبدأت مشاعر الحرية والاستقلال تسود في فكرنا الوطني، هي ألمع الصفحات في تاريخ تأسيس أذربيجان. إن الخطوات الحاسمة التي اتخذها القائد العظيم لاستعادة الذاكرة التاريخية من خلال توجيه الطاقة الإبداعية للشعب نحو هدف واحد خدمت إحياء الروح الوطنية في ذلك الوقت، ووفرت الوعي الذاتي والعودة إلى الجذور، وأصبحت حجر الأساس و الطريق إلى بناء الدولة المستقلة.

إن موهبة حيدر علييف التي لا تنضب في إدارة الدولة، والذي يتمتع بإرادة سياسية عظيمة وقناعة لا تتزعزع، تجلت ببراعة مرة أخرى خلال السنوات التي عمل فيها كواحد من قادة الاتحاد السوفييتي ونفذ مشاريع واسعة النطاق.
لقد عزز حيدر علييف دائما مصالح شعبه الأصلي، الذي أحبه بكل كيانه، واستخدم كل الفرص المتاحة له لتطوير بلدنا.
وواجهت أذربيجان، التي استعادت استقلالها الحكومي في التسعينيات من القرن الماضي بحكم الزمن، خطر المحو من الخريطة السياسية للعالم وفقدان دولتها بسبب عدوان أرمينيا والضغوط الخارجية والصراعات الداخلية. لقد أعطى حيدر علييف، الذي عاد إلى السلطة في وقت عصيب حيث كان مصيرنا يتقرر، صوتاً للمطالب الملحة للشعب وعاد إلى السلطة وحدد طريق التنمية المستدامة للدولة التي تحميها من الهجمات.

إن سنوات قيادة حيدر علييف لبلادنا هي المرحلة المصيرية التي استفاد فيها شعبنا من فرصة تاريخية نادرة وجعل استقلاله أبديا ولا رجعة فيه على حساب معاناة كبيرة.
كل مراحل حياة حيدر علييف الغنية ونشاطه الاستثنائي كملت بعضها البعض وأصبحت تجسيدا حيا للارتباط الوثيق بشعبه والولاء لأيديولوجية الدولة الوطنية. نجح حيدر علييف، الذي يتمتع بمعرفة واسعة وتفكير عميق، في حل القضايا التي كانت الأكثر خطورة بالنسبة للشعب الأذربيجاني، ليس فقط خلال فترة الاستقلال، ولكن في جميع الفترات، بقراراته المدروسة والشجاعة.

وفي استراتيجية التنمية الوطنية، التي وضعها القائد العظيم، حدد المهام المقبلة بشكل صحيح ونفذها بمهارة في المجالات العامة والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها. ونتيجة للتنفيذ الناجح لاستراتيجية حيدر علييف الوطنية للنفط، أصبحت أمتنا المالك الكامل لمواردها الطبيعية، وفي وقت قصير تم الحصول على الموارد التي توفر زخما قويا لتنمية بلدنا.

إن اعتماد أول دستور لجمهورية أذربيجان وتنفيذ الإصلاحات الجذرية التي تغطي جميع المجالات وبناء الدولة الديمقراطية والقانونية وإنشاء جيش نظامي هي الخدمات المتميزة التي قدمها حيدر علييف لشعب أذربيجان.

تشكيل أيديولوجية الأذربيجانية التي توحد شعبنا حول عمل واحد، وحماية اللغة الأم من قبل الدولة، وإنشاء تقليد الاحتفال المنتظم بالأحداث الهامة في تاريخنا الاجتماعي والسياسي والعلمي والثقافي، أذربيجان كانت الأرض القديمة ذات التراث الروحي والثقافي الذي يعود تاريخه إلى قرون مضت ومكان التسامح الواقع عند ملتقى الحضارات التي اكتسبت شهرة واسعة جزءًا لا يتجزأ من برنامج البناء الممتاز لحيدر علييف.

من خلال وقوفه إلى جانب السياسيين الأكثر نفوذا في عصره، لعب حيدر علييف دورا استثنائيا في تعزيز الصورة الحديثة لأذربيجان، والقيم الغنية لشعبنا، والحصول على مكانة جيدة في نظام العلاقات الدولية لبلدنا.

كان حل النزاع الأرمني الأذربيجاني السابق على أساس قواعد ومبادئ القانون الدولي هو المهمة الرئيسية التي حددها القائد العظيم، وتم حشد جميع موارد بلدنا وإمكانات شعبنا لاستعادة العدالة التاريخية. لقد أثبتت دولة أذربيجان القوية، وهي تحفة القائد العظيم، أنها قادرة على حماية سيادتها واستقلالها من خلال تحقيق النصر المجيد في الحرب الوطنية التي استمرت 44 يوما. لقد نجح فخامة رئيس جمهورية اذربيجان السيد / إلهام علييف، التابع اللائق للقائد العظيم ، في مواصلة سياسته وحقق أحلامه.

شدد فخامة رئيس جمهورية اذربيجان السيد الهام علييف في جميع لقاءاته على أن نزاع قاراباغ قد تم حله بالفعل وأن أذربيجان ضمنت سيادتها ووحدة أراضيها. كما لفت الانتباه إلى الطبيعة الثنائية لعملية التطبيع بين أرمينيا و أذربيجان. وتطرق فخامة رئيس الدولة خلال اللقاءات إلى المشاكل الناجمة عن تغيير المناخ و احداث عالمية اخرى التي تستضيفها اذربيجان هو اشارة الى ان سمعة بلدنا في العالم زادت الى حد كبير .لم تعد أذربيجان دولة تعمل على المستوى المحلي، بل أصبحت دولة تعمل على تعزيز الشراكة النشطة في مناطق مختلفة من العالم، ويتم الاعتراف بها كشريك موثوق به، وتساهم في حل المشاكل العالمية.

خلال رئاسة أذربيجان الناجحة لحركة عدم الانحياز، جمعت بلادنا مناطق مختلفة من العالم. أقامت أذربيجان علاقات واسعة مع جنوب القوقاز، وبحر قزوين، والبحر الأسود، والعالم التركي، وآسيا الوسطى، والشرق الأوسط، ومنطقة ما بعد الاتحاد السوفيتي، وأوروبا، والولايات المتحدة. بعد حل النزاع الأرمني الأذربيجاني، يتزايد عدد الدول الراغبة في التعاون مع أذربيجان.

حيدر علييف، الذي ترك بصمة لا تمحى في سجلات دولتنا، كان فخورًا بكونه أذربيجانيًا طوال حياته، وهو مصدر فخر وطني واعتزاز، ويُعترف به كرمز لأذربيجان في جميع أنحاء العالم.

إن شعبنا يعتز دائمًا ويتذكر ذكراه العزيزة بامتنان، ويحتفل بيوم عودته إلى السلطة باعتباره العيد الوطني لجمهورية أذربيجان – يوم التحرير الوطني.

إن تراث القائد العظيم لأذربيجان المستقلة للأجيال الحالية و المستقبلية وتراثه الغني والمتنوع هو الثروة الوطنية لشعبنا. إن الحفاظ على هذا التراث المقدس واجب مشرف على كل أذربيجاني.