Thursday 9th January 2025
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الصداقة الحقيقية يمكنها التغلب على أي عقبات مهما طال الزمن أو تباعدت المسافات

منذ شهر واحد في 05/ديسمبر/2024

شبكة طريق الحرير الإخبارية/

 

**ترجمة من الروسية إلى العربية/

 

الصداقة الحقيقية يمكنها التغلب على أي عقبات مهما طال الزمن أو تباعدت المسافات

قصة لقاء صديقين بعد فراق لثلاثة عقود نسجت خيوطها بينهما من الجزائر وقيرغيزستان وأذربيجان

 

بقلم الطبيب الدكتور: أحمد بيراموف

 

تقاطعت دروبنا في قلب قيرغيزستان، حيث التقيت به، بين الجبال الشامخة والمراعي التي لا نهاية لها، صديقي الطيب المخلص خليل عبد القادر. مر الزمن، وللأسف تباعدت مساراتنا. عدت إلى أذربيجان وذهب هو إلى الجزائر. لكن الوقت الذي قضيناه معًا أصبح مرحلة مهمة بالنسبة لنا وشكل صداقة قوية رغم بعد المسافة واختلاف المدن، ستبقى هذه الذكريات خالدة معي لبقية حياتي.

العلاقة بين الناس لا تخضع للوقت والمسافة. لا يهم كم من الوقت يمر، ما يهم هو اللحظة التي تتواصل فيها القلوب مرة أخرى. والآن، بعد سنوات، جاء إليَ في أذربيجان، فرحت بهذا الخبر! لقد كانت عيداً حقيقياً.

لقد التقيتُ بصديق في مساحات قيرغيزستان الشاسعة الخلابة جاء للدراسة من الجزائر. لم تتقاطع دروبنا طويلاً، لكن القدر جمعنا مُجدداً في مدينة باكو.

باكو ليست مجرد مدينة، بل هي عمل فني حي، بمزيجها الفريد من الثقافة الشرقية والحداثة الأوروبية، بلونها وتاريخها، فأصبحت المكان المثالي لاجتماعنا الذي طال انتظاره. باكو، ربطت الماضي بالحاضر.

   

في هذه اللحظة السحرية، شعرت كيف أصبحت باكو جزءًا من تاريخنا. المدينة المليئة بالتناقضات تعكس أيضًا تجاربنا الداخلية. كان كل شارع وكل زاوية يحتوي على همسات الأساطير القديمة وحداثة الطموحات الحديثة.

عندما وصل صديقي خليل عبد القادر إلى باكو، التقيت به بمشاعر كبيرة وأذرع مفتوحة. شعرت على الفور وكأن الزمن قد عاد إلى الوراء. وكان اللقاء مليئا بالمشاعر. ملأت الابتسامات والضحك الهواء وأدركت مدى تقديري لهذه الصداقة. في اللحظة التي التقت فيها أعيننا، امتلأ قلبي بالبهجة والدفء – وكأن السنوات الماضية قد تبددت في الهواء، ولم يتبق منها سوى ذكريات مشرقة عن الوقت الذي أمضيناه معًا. كل لحظة من لقائنا كانت ثمينة، وتذوقنا الحديث كالحلويات الشرقية، مستمتعين بكل ظلال الصداقة التي تلهم الروح.

تشابك الحنين والسعادة في الحديث، كلحن قديم جعلنا نبتسم من جديد. باكو بشوارعها الخلابة ورياحها العذبة أضاءت حديثنا وأضفت عليها سحرا خاصا. أشعر بسعادة غامرة لرؤية صديق قديم مرة أخرى، والآن، في هذه المدينة، لدينا الفرصة لخلق ذكريات جديدة، لا تقل قيمة عن الذكريات القديمة.

ذكرني الوقت الذي أمضيناه في باكو بمدى سهولة أن تكون سعيدًا بأشياء بسيطة – المشي على طول الجسر وتناول الوجبات الخفيفة في المقاهي المريحة والتحدث عن الحياة. ضحكنا أنا وخليل على أحداث قديمة عِشناها معاً، وتشاركنا الأحلام حول المستقبل، كما لو كنا مراهقين مرة أخرى، نكتشف العالم.

كانت المدينة تنبض بالحياة مع كل خطوة نخطها، وشعرنا بإيقاعها النشط الذي يدفعنا نحو مغامرات جديدة. لقد شهدت باكو بأضوائها الساطعة ومناخها الدافئ بلقاءنا. كانت كل لحظة مليئة بالدفء والتفاهم المتبادل، وأدركت مدى أهمية الصداقة، بغض النظر عن المسافات وحواجز الزمن.

كانت هذه لحظات من السعادة الحقيقية، عندما تتلاشى المخاوف إلى الوراء، ولا تبقى سوى فرحة اللحظة الحالية. كل نفس تغمرنا بالطاقة والحيوية، مما يسمح لنا بنسيان صخب الحياة اليومية. لقد كنت فخورًا لأنني تمكنت من إظهار وطني الجميل لصديقي خليل، ومشاركة القصص بسخاء حول الثقافة والفن والموسيقى والمطبخ في أذربيجان.

   

لقد انغمسنا وانسجمنا مع أنفسنا واستمتعنا بكل جزء من التنوع الثقافي. و التقطنا الكثير من صور محاولين تسجيل كل التفاصيل. وقد انبهر بجمال مدينة باكو، وخاصة المدينة القديمة والمباني الحديثة المهيبة. ضحكنا كثيرًا عندما ناقشنا كيف تغيرت حياتنا خلال هذه العقود الثلاثة.

مشينا في شوارع باكو مستمتعين بهندستها المعمارية الرائعة والمأكولات اللذيذة. لقد أظهرت له معالمنا الثقافية، وأصبح كل ركن من أركان المدينة جزءًا من تاريخنا المشترك. مناقشة الأحلام والخطط للمستقبل، تمامًا مثل الأيام الخوالي. مرت الساعات دون أن يلاحظها أحد. مازحنا وضحكنا ووجدنا أنه حتى شوارع باكو أخذت حياة جديدة في ضوء صداقتنا.

أحسست أن الماضي والحاضر يتشابكان في لحظة واحدة، فيملآن الفراغ الذي تركته السنين في تواصلنا. ساد حولنا جو رائع من التفاهم المتبادل. على الرغم من سنوات الانفصال الطويلة، فقد شعرنا أن صداقتنا لم تختف في أي مكان. وبقيت أرواحنا متصلة، كان لدينا اتصال مذهل.

بالاستمتاع بكل لحظة وكأن الزمن قد تباطأ، بقي دائما أثر مشرق للصداقة في قلوبنا. ظلت ذكريات تلك الأوقات الماضية حيةً، كما لو أنها حدثت مؤخراً. لم يكن هذا اليوم مجرد لقاء، بل أصبح رمزا لكيفية تغلب الصداقة الحقيقية على جميع العقبات.

   

أنا سعيد لأن علاقتنا ظلت دون تغيير- صداقتنا التي ظلت قوية رغم المسافات والسنوات.  إنني أقدر صداقتنا من كل قلبي وأكن له عميق الاحترام والتقدير.

كان الوقت الذي أمضيناه معًا علامة فارقة مهمة بالنسبة لنا بإقامة صداقة قوية. لقد كان ذلك بمثابة استمرار للصداقة التي بدأت منذ سنوات عديدة في قيرغيزستان، ورغم بعد المسافة والزمن، لم يختفي التفاهم والقرب بيننا.

كانت كل لحظة مليئة بالدفء والتفاهم المتبادل، وأدركت مدى أهمية الصداقة، بغض النظر عن المسافات وحواجز الزمن. تحدث عن مشاريعه وشاركته خططي. لقد اندهشت من مدى سهولة التواصل بيننا، على الرغم من كل التغييرات التي حدثت في حياتنا. الصداقة، مثل المشروب الجيد، اكتسبت ظلالًا جديدة على مر السنين.

أدركت أنه على الرغم من طول المسافات ومرور السنوات، فإن الصداقة الحقيقية يمكنها التغلب على أي عقبات. لقد جعلني هذا اللقاء أفهم أن الصداقة تدوم عبر الزمن والمسافة، وأن كل لحظة نقضيها معًا تصبح لا تقدر بثمن. وأنا واثق من أن صداقتنا سوف تصمد أمام أي تحدي. وحتى لو لم يعقد اللقاء مرة أخرى قريبا، فإنني أشعر أنه لن يكون أقل أهمية من هذا اللقاء.

هناك ثقة بداخلي بأن هذا الارتباط سوف يصبح أقوى، وإن شاء الله سيكون لدينا لقاءات جديدة وذكريات جديدة سنخلقها معًا.

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *