تبرز مقاطعة سيتشوان ومدينة تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين كمنطقتين حيويتين للانفتاح والتنمية عالية الجودة مع تعميق الإصلاح الشامل.
شبكة طريق الحرير الإخبارية/
المناطق الصينية تتبنى نموذج التنمية المنسقة عالية الجودة مع تعميق الإصلاح *
تبرز مقاطعة سيتشوان ومدينة تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين كمنطقتين حيويتين للانفتاح والتنمية عالية الجودة مع تعميق الإصلاح الشامل.
اتخذت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني ترتيبات منهجية لتحسين تنفيذ إستراتيجية التنمية الإقليمية المنسقة واقترحت دفع بناء الدائرة الاقتصادية بين مدينتي تشونغتشينغ وتشنغدو بطريقة عميقة وعملية.
ومن بين النتائج المثمرة لبناء الدائرة الاقتصادية، تعد منطقة قاوتشو الجديدة الواقعة عند تقاطع سيتشوان وتشونغتشينغ، أول منطقة جديدة عبر المقاطعات للصين. وتوفر قاعة الخدمات الحكومية للمنطقة الجديدة التي يتم تشغيلها بشكل مشترك من قبل سيتشوان وتشونغتشينغ، منصة شاملة لأكثر من 100 خدمة، مما يوفر راحة كبيرة لشركات المنطقة وسكانها.
وفي الوقت الحاضر، تضاعف عدد الشركات المستقرة في المنطقة الجديدة مقارنة بما كانت عليه عندما تم إنشاؤها في عام 2020، مع تشكيل تجمع صناعة معدات السيارات، مما يدل على فوائد المنطقة الاقتصادية.
وشددت القيادة الصينية على أن بناء الدائرة الاقتصادية بين مدينتي تشنغدو وتشونغتشينغ يمثل قرارا إستراتيجيا رئيسيا اتخذته الصين، ويجب على المنطقتين العمل معا بشكل وثيق لتحسين قدراتهما التنموية بشكل مستمر. وسارعت المنطقتان إلى تجميع القوى العلمية الإستراتيجية وتوحيد الأسس الصناعية في مختلف القطاعات.
وتتقاسم المنطقتان حاليا أكثر من 13 ألفا من الأجهزة والمعدات واسعة النطاق، وخططتا لبناء 11 بنية تحتية علمية وطنية كبرى، ونفذتا 219 مشروعا بحثيا علميا أصليا ومبتكرا، ووقعتا عقودا علمية بقيمة تزيد على 280 مليار يوان (38.9 مليار دولار أمريكي).
وفي النصف الأول للعام الجاري، نفذت سيتشوان وتشونغتشينغ 300 مشروع بناء مشترك واسع النطاق، باستثمارات تجاوزت 240 مليار يوان (33.3 مليار دولار أمريكي).
وتعمل المنطقتان على تسريع بناء نظام صناعي حديث، من خلال البناء المشترك لقاعدة تصنيع متقدمة وطنية مهمة وأربعة تجمعات صناعية تبلغ قيمتها تريليون يوان (139 مليار دولار أمريكي) لكل منها في صناعات السيارات والمعلومات الإلكترونية وتصنيع المعدات والسلع الاستهلاكية المتخصصة.
ومنذ بداية العام الجاري، استمرت صناعة السيارات للمنطقتين في التوسع وأصبحت الآن ثالث أكبر تجمع لصناعة السيارات للبلاد، مع 45 شركة لتصنيع المركبات الكاملة وأكثر من 1600 مورد داعم. وشكل حجم إنتاج السيارات للمنطقتين معا 11% من الإجمالي الوطني، مع دعم المنطقة بشكل مستقل لأكثر من 80% منه لقطع غيار السيارات.
وقال وانغ تشانغ في، رئيس قسم صناعة السيارات بمكتب الاقتصاد وتكنولوجيا المعلومات لمدينة ميانيانغ بمقاطعة سيتشوان “استجبنا للترتيبات الإستراتيجية لبناء الدائرة الاقتصادية بين مدينتي تشنغدو وتشونغتشينغ، واغتنمنا الفرص الجديدة للتنمية المنسقة لصناعة السيارات للمنطقتين، واستفدنا بشكل كامل من المزايا الفريدة التي تتمتع بها مدينة ميانيانغ في المواهب العلمية والمعلومات الإلكترونية والمعدات الراقية، وساعدنا في تسريع تشكيل قاعدة بحث وتطوير وتصنيع رفيعة المستوى للطاقة الجديدة والمركبات الذكية للمنطقتين”.
كما ساهم التنمية المتكاملة في سيتشوان وتشونغتشينغ في تحسين نوعية الحياة للسكان المحليين، من خلال بناء البنية التحتية للنقل عبر المقاطعات وإطلاق 311 خدمة مشتركة تغطي الأمور ذات الاهتمام العام، مثل التوظيف والضمان الاجتماعي والعلاج الطبي وصناديق الادخار.
وتم تقليص وقت معالجة نقل تسجيل الأسرة “بمحطة واحدة” بين المقاطعات والمدن للمنطقتين إلى 10 دقائق فقط، وحقق أكثر من 70% من المؤسسات الطبية الكبرى للمنطقتين التواصل المتبادل والاعتراف بالبطاقات الصحية الإلكترونية، وتم فتح 28.5 ألف مؤسسة طبية مخصصة لتسوية التأمين الطبي بين المقاطعات.
وتم بناء ستة ممرات للسكك الحديدية بين المنطقتين، ويجري بناء أربعة خطوط للسكك الحديدية فائقة السرعة تربط المدن الكبرى للمنطقتين، كما تم بناء 21 طريقا سريعا أو قيد الإنشاء في المنطقة.
وتم افتتاح خط السكك الحديدية فائقة السرعة بين مدينتي باتشونغ ونانتشونغ رسميا للتشغيل في يونيو الماضي، مما أدى إلى تقصير وقت السفر من باتشونغ إلى تشنغدو وتشونغتشينغ إلى نحو ساعتين.
وقال ليو هان مينغ، أحد سكان مدينة تشونغتشينغ “من المريح جدا بالنسبة لنا السفر إلى تشنغدو، سواء بالسيارة أو القطار فائقة السرعة. وتوجد العديد من محطات القطار القريبة للاختيار من بينها. ويمكننا حجز تذاكر القطار قبل ساعة واحدة فقط على هواتفنا المحمولة. وأصبحت تنمية النقل سريعة جدا”.
قال مسؤولون محليون إن مقاطعة سيتشوان ومدينة تشونغتشينغ ستمكنان بعضهما البعض وتتطوران في نفس الاتجاه لتسريع بناء مركز اقتصادي مهم ذي تأثير وطني ومركز للابتكار العلمي وحدود جديدة للإصلاح والانفتاح ومكان صالح للعيش بجودة عالية.
وقال مي بن جيا، نائب مدير لجنة التنمية والإصلاح بمدينة تشونغتشينغ “سندرس وننفذ بعناية التوجيهات والمتطلبات المهمة التي أصدرتها القيادة الصينية، ونركز على مهمات الإصلاح التي أعلنت عنها الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، وندفع تعميق وتوسيع التكامل الإقليمي إلى مستوى أعمق ومجالات أوسع. وسنسرع في خلق إنجازات إصلاحية بارزة في سيتشوان وتشونغتشينغ تتميز بخصائصها وتأثيرها الوطني، ونقدم مساهمات جديدة لقضية الإصلاح الشامل للصين”.
*سي جي تي إن العربية