Thursday 31st October 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الهستيريا الأمريكيـة تجــاه الصيـــن

منذ يوم واحد في 30/أكتوبر/2024

شبكة طريق الحرير الإخبارية/

 

الهستيريا الأمريكيـة تجــاه الصيـــن

بقلم: كمال غالم أرسلان*

 

يتناول المشرعون في الولايات المتحدة و بإجماع حزبي غير مسبوق تنامي الاقتصاد الصيني على محمل الجد، وهم بذلك يصرحون علنا بأن التفوق الصيني يهدد مصالحهم و حتى أمنهم القومي، و ان لجوء واشنطن لسياسة القسر  التجاري سيهدد مصالحها و حتى مصالح حلفائها و انتهاك الحقوق و الحريات الأساسية  و بتقويض سياسة بعض الدول.

ان جرس الإنذار الذي أطلقه هؤلاء المشرعون حيال الصين لا يمكن ان يتعدى صداه مبنى الكونغرس لأن الانتعاش الاقتصادي عالي الجودة الذي تبنته الصين قائم على أسس عادلة و أثبت للعالم أن هذا التفوق في مجالات عديدة لا يستهدف أي جهة او دولة، وان الهستيريا المعادية للصين و محاولات للتصدي للانتفاضة الكبيرة و المشروعة للاقتصاد الصيني مآلها الفشل وقد أظهرت الولايات المتحدة للعالم كله النوايا السيئة و الخبيثة تجاه الصين.

لقد ارتأت الصين أن تكون سياستها الاقتصادية الخارجية مبنية على التكامل و التعاون الدوليين، فالعلاقات الثنائية بينها و بين القوى العظمى في العالم تتسم بروح التشاور و تقليص الفجوات بهدف تأسيس نظام دولي عادل يقوم على مبادئ و أسس تبنتها الصين منذ عقود خلت.

إن الهواجس التي تحاول الولايات المتحدة إظهارها للعالم بأن الصين تهدد مصالحها وأنها تشكل أداة لتقويض اقتصادها ليست سوى محاولات يائسة من طرف واحد لترهيب حلفائها من دول الإتحاد الأوروبي، وبأن الصين ماضية في السيطرة على جوانب عديدة من اقتصادات بعض الدول الناشئـة وحتى دول متقدمة.

لقد أيدت الصين الإجراءات التحفيزية للنهوض بالمبادلات التجارية البينية و ذلك بإطلاق مشاريع اقتصادية ضخمة في كثير من دول العالم النامية ، مثل مصانع السيارات و مراكز انتاج الطاقات النظيفة و مشاريع البنى التحتية، حيث تشير التقارير الى ان الصين و على مدى عقدين من الزمن تعـد أكبر شريك تجاري لإفريقيا باستثمارات كبيرة ،حيث ضخت مليارات الدولارات في مشاريع بناء الطرق و السكك الحديدية و المطارات و الموانئ، مع تقديم المنتجات التكنولوجية الحديثة، على عكس الدول الغربية التي تركن الى تقديم القروض و المنح مما يزبد من مديونية تلك الدول الفقيرة، و لو نظرنا الى مؤشر حجم المبادلات التجارية بين الصين و افريقيا لتبين أنه يرتفع من عام للأخر على مدار خمس عشرة سنة متتالية، و قد تعهد الرئيس الصيني شي جي بينغ خلال قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي بأن بكين ستقدم أكثر من 50 مليار دولار لتمويل مشاريع كبيرة في إفريقيا.

ان الولايات المتحدة تحاول مرارا و تكرارا شيطنة النشاطات التجارية الصينية الممتدة عالميا، وهي محاولات يائسة و سياسة الهروب للأمام من الواقع الجديد الذي فرضته الصناعات الصينية و جودة منتجاتها، لن تجد نفعا طالما أن السوق العالمية تحكمها قوانين و معاملات تجارية، والتحركات الأميركية لإقامة حواجز أمام التوسع التجاري للصين قد يضر بالولايات المتحدة و يدفعا للعزلة ،و قد تتخلف عن الركب العالمي و يزيد من وطأة الأزمات المتتالية التي تضرب قطاعات حساسة في البلاد مثل صناعة السيارات و الحديد و الصلب و الطاقات المتجددة.

لقد كان ملف صناعة السيارات من أكثر المواضيع التي شغلت الساسة في واشنطن، فصعود الشركات الصينية أحدث زلزالا بين اشهر ماركات السيارات الأمريكية داخل الولايات الأميركية و خارجها، مما استوجب تدخلا من أصحاب القرار لصد هذا التفوق و إعاقة تقدمه، ورغم المعارضة الداخلية تم إقرار زيادات في التعريفات الجمركية على واردات السيارات من الصين في حين كانت المفاوضات مستمرة بين الطرفين، و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فشملت هذه الإجراءات أحادية الجانب السيارات الكهربائية و صناعة البطاريات و الخلايا الشمسية، و رغم أن الشركات الأميركية فقدت نسبة كبيرة من مبيعاتها عبر العالم لصالح الشركات الصينية الا ان( ايلون ماسك) مالك شركة تسلا صرح أن شركته تنافس بشكل جيد في الصين دون فرض رسوم جمركية.

وفي كل مرة يتحدث الساسة في واشنطن أن التكنولوجيا الصينية المتطورة المدمجة في السيارات تمثل تهديدا للأمن في بلادهم و تهدد سلامة الركاب على الطرقات الأمريكية، و حتى صناعة الرقائق و أشباه الموصلات شملتها تلك الإجراءات مما قد يدفع البعض الى تقليص انخراطه مع الصين ويِؤدي لانخفاض المبيعات و تأثيرها على سلاسل التوريد العالمية، و هذا ما يحتم على حلفاء أمريكا تحمل وطأة هذه التصرفات، في حين تفرض الولايات المتحدة قبضتها على تدفقات التكنولوجيا المتطورة.

ان الصعود الاقتصادي الصيني و انفجار قدراتها الإنتاجية أصبح لافتا في جميع دول العالم و مقلقا للولايات المتحدة، خاصة بعد اعلان مبادرة الطريق و الحزام عام 2013،التي رأت فيها هذه الأخيرة أنها تشكل تهديدا قويا للمشروع الأمريكي للعولمة الذي يعتمد على الهيمنة و الاحتكار، على عكس المبادرة الصينية التي تقوم على أسس التضامن الدولي والشراكة الإيجابية و التنافس النزيه.

ان الإستراتيجية السلبية التي ينتهجها الساسة في واشنطن تجاه الصين ستؤدي الى عزل الولايات المتحدة و تنفر الحلفاء عنها، بينما يبحث الأخرون عن السبل الكفيلة للحاق بالصين أو مجاراتها، والصين دائما ترسل إشارات واضحة لهؤلاء الساسة بأن استقلالهم و حماية مصالحهم لن تكون عرضة للتضحية أو كبش فداء للحفاظ على الغطرسة الأميركية.

 

*كمـال غـالم أرسلان – كاتب صحفي من الجـزائــر

 

**ملاحظة المحرر: تُعَبِر المقالة عن وجهة نظر الشخصية للكاتب، ولا تَعكس بالضرورة رأي الشبكة.

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *