شبكة طريق الحرير الإخبارية/
باكو، 18 أكتوبر، (أذرتاج)قبل 33 عاما، اعتمد مجلس السوفيات الأعلى لجمهورية أذربيجان (البرلمان جينذاك) القانون الدستوري بشأن استقلال الدولة، حيث ناقشت الجلسة الاستثنائية، التي بدأت أعمالها في 8 تشرين الأول/أكتوبر، الموضوع لمدة أربعة أيام، لكنها أجلت الإعلان عن قراراها إلى 18 أكتوبر 1991، ليتم اعتماد الوثيقة في جلسة مجلس السوفيات الأعلى.
ومعلوم أنه بتاريح 15 أكتوبر 2021، وافق المجلس الوطني على القانون الجديد “في عيد الاستقلال” بمبادرة من الرئيس إلهام علييف، حيث بموجبه تم إعلان يوم 28 مايو عيد الاستقلال، و18 أكتوبر يوم استعادة الاستقلال.
وفي السنوات الأولى من استقلالها، تمكن شعب أذربيجان، الذي عاش أيامه الصعبة، من السيطرة على مصيره المستقبلي من خلال إبداء إرادة حازمة، يقدها القائد العظيم حيدر علييف، الذي عاد إلى السلطة في أذربيجان بإصرار من الشعب في عام 1993، ليجعل استقلال بلدنا أبديا ولا رجعة فيه، على الرغم من اعتماد القانون الدستوري بشأن استقلال الدولة في 18 أكتوبر 1991، إلا أن أذربيجان حصلت في الواقع على استقلالها الحقيقي بعد عودة الزعيم الوطني حيدر علييف إلى السلطة.
لقد كانت الخبرة السياسية الغنية للزعيم الوطني ومهاراته الإدارية العالية وحبه الذي لا ينضب للوطن الأم هي التي أنقذت استقلال دولة أذربيجان من الخطر، وقضى القائد العظيم على حالة الفوضى التي عاشتها البلاد والتوتر الاقتصادي والسياسي والنفسي الأخلاقي الذي ساد في المجتمع.
واتخذت جمهورية أذربيجان المستقلة خطا جديدا للتنمية على أسس متينة، وأعلن الزعيم الوطني حيدر علييف أن أذربيجان خليفة الجمهورية الشعبية، أول جمهورية ديمقراطية في الشرق الإسلامي، وبدأ أعمال بناء الدولة الضخمة بمنطق أن “حماية الاستقلال أصعب بكثير من تحقيقه”.
ونتيجة للجهود الدؤوبة التي بذلها القائد العظيم، جاء صوت أذربيجان، زكاه إعلان حيدر علييف الذي صرح بفخر كبير أن الاستقلال نعمة لا تقدر بثمن ودورها أساسي وهام للغاية في المصير التاريخي للأمة، وهكذا جعل استقلال أذربيجان أبديا ولا رجعة فيه.
إعلان أكد أن الاستقلال الحقيقي هو ملكية الفرد الكاملة لثرواته، حيث في 20 سبتمبر 1994، تم توقيع عقد النفط الضخم من طرف الزعيم، حيدر علييف “عقد القرن”، لتصبح جمهورية أذربيجان المالكة لثرواتها لأول مرة.
إن مشاركة الشركات الأكثر تقدما المنتمية للدول الرائدة في العالم، في هذا العقد زادت من أهمية وسمعة بلادنا في المنطقة، لتلتحق بالمشاريع الإقليمية الكبرى ونظام أمن الطاقة في أوروبا والعالم ككل.
منذ عام 1993، أصبح العمل المنجز في اتجاه تعزيز استقلال الدولة والخطوات الهادفة المتخذة الأساس الأكثر موثوقية لنجاح أذربيجان اليوم، وباختصار، إذا كان استقلال أذربيجان حدثا ناشئا عن ضرورة تاريخية، فإن أبدية هذا الاستقلال وعدم رجعته يرتبطان باسم القائد الوطني حيدر علييف.
واليوم، يواصل خليفته المستحق الرئيس إلهام علييف، في تكريس المسار الاستراتيجي للزعيم العظيم نحو الحفاظ على استقلالنا وتعزيزه بنجاح، استنادا إلى نتائج الأنشطة المتعددة الأوجه للقائد العظيم، و ما يحققه الرئيس إلهام علييف من تقدم وتطور كبيرين في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية.
لقد أصبحت أذربيجان دولة قادرة كقوة اقتراحية لها التأثير على تشكيل مسار العمليات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية التي تجري في المنطقة التي تقع فيها، حيث ووفقا للمصالح الوطنية، كما يتم التعاون متبادل المنفعة مع معظم أعضاء المجتمع الدولي، ونتيجة لاستراتيجية التنمية الناجحة التي حددها رئيس دولتنا، أصبح الاقتصاد الأذربيجاني من بين أعلى الاقتصادات في العالم من حيث سرعة التنمية.
وكانت أعظم أمنيات القائد الوطني إلهام علييف الذي أعطى حياة جديدة لبلادنا، هي تحرير أراضينا المحتلة واستعادة وحدة أراضينا، وبفضل حنكته ونظرته الثاقبة تمكن من تحقيق هذا الحلم في عام 2020، نتيجة للانتصار المجيد الذي حققه الجيش الأذربيجاني تحت قيادته الرشيدة في الحرب الوطنية التي استمرت 44 يومًا، لينتهي الاحتلال ويتم طرد العدو من أراضينا، معلنا استعادة وحدة أراضينا.
إن النصر التاريخي الذي تحقق في قراباغ بقيادة الرئيس إلهام علييف محفور إلى الأبد في حائط التاريخ البطولي لأمتنا، تشهد عليه شوشا، تاج قراباغ وقلبها النابض، في صفحات من تاريخنا المجيد، نصر فرض على أرمينيا المحتلة التوقيع على وثيقة الاستسلام، لتعلن أذربيجان نجاحها في تنفيذ باعتباره يوم النصر. وبعد يومين، اضطرت أرمينيا المحتلة إلى التوقيع على وثيقة الاستسلام. وهكذا قرارات مجلس الأمن الدولي التي ظلت على الورق لمدة 27 عاما.
وعادت الحياة منذ لحظتها إلى أراضينا التي تحررت من الاحتلال، واليوم تتواصل أعمال إعادة إعمار واسعة النطاق في المناطق المحررة وفق تعليمات رئيس الدولة، ويجري تنفيذ برنامج العودة الكبرى، و لها برامج تهدف إلى تحسين مستوى معيشة الشعب الأذربيجاني وجعل غده أكثر ازدهارًا.
تعود الحياة إلى المناطق المحررة، عبر تنفيذ مشاريع عظمى في إعادة بناء وتأسيس مرافق البنية التحتية، من خلال إنشاء المجمعات السكنية والمباني المدرسية ومختلف المرافق الحياتية عبر أسس جديدة و راقية و رفيعة.
بالإضافة إلى الأعمال المنجزة، والتي تؤكد و تبرز قوة الدولة الأذربيجانية وقدراتها الاقتصادية، يتم استحضار تاريخ 19 و 20 سبتنبر من العام الماضي، كمحطة تبرز أيضا قوة الجمهورية من خلال الإجراءات المحلية لمكافحة الإرهاب، و التي بدأتها القوات المسلحة الأذربيجانية بهدف تطهير قراباغ من الجماعات المسلحة الأرمنية غير الشرعية وإلغاء ما يسمى بالنظام في أراضينا.
إجراءات تمكنت من تحقيق نجاحًا كبيرًا في وقت قصير، أسفر عن نزع سلاح القوات المسلحة الأرمنية غير الشرعية وإعلان ما يسمى باستقالة النظام، حيث استعادت أذربيجان سيادتها على جميع أراضيها.
وهكذا، وبكل فخر واعتزاز، فإن علم الدولة الأذربيجاني ذو الألوان الثلاثة يرفرف اليوم في جميع مدن ومناطق بلدنا، ويقف أمامه شعبنا مفتخرا بالنصر الكبير تحت قيادة قائده الحكيم، معلنا استقلالا أبديا لجمهورية أذربيجان ” لؤلؤة القوقاز “.