شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم : باي يوي إعلامي صيني
تعد الصين والدول العربية منبعًا لحضارات مزدهرة. وقبل أكثر من ألفي عام، ربط طريق الحرير بين هذه المناطق البعيدة، واليوم تغيرالأمر من التعاون العملي في “مبادرة الحزام والطريق” إلى استكشاف سبل النهضة الوطنية معًا، حيث تسعى الصين والدول العربية بنشاط إلى توسيع مجالات التبادل والتعاون، مما يسهم بشكل كبير في تعزيز التفاعل بين الحضارة الصينية والحضارات العربية المتعددة.
في السنوات الأخيرة، تسارعت وتيرة انتشار الثقافة الصينية إلى الخارج، حيث أشارت الهيئة الوطنية للإذاعة والتلفزيون في تقريرها “تقرير انتشار الدراما الصينية دوليًا (2022)” إلى أن الدول العربية أصبحت سوقًا ناشئة مهمة للدراما الصينية، حيث تحظى الدراما الصينية التي تتناول العصور القديمة والدراما الرومانسية للشباب بشعبية كبيرة بين الشعوب العربية.
وفي الوقت نفسه، يتطور تدريس اللغة العربية في الصين بشكل مستمر. حاليًا، يوجد أكثر من 50 مؤسسة تعليمية عليا تدرّس اللغة العربية، وخلال العام الماضي، تم تنظيم سلسلة من الفعاليات ضمن “مهرجان الفنون العربية” الخامس ومنتدى المرأة الصينية-العربية الرابع في الصين، مما أدى إلى تعميق فهم الشعب الصيني للثقافة العربية.
أستاذ اللغة الصينية البارز بجامعة عين شمس والمستعرب المصري الشهير محسن فرجاني يكرس نفسه منذ فترة طويلة لدراسة الأدب الصيني، حيث قدم العديد من النصوص الأدبية والروايات الصينية إلى العالم العربي، وقد قام بترجمة “الكونفوشيوس”، “كتاب الأغاني”، “استراتيجيات الدول المتحاربة” و”الطريق والفضيلة” وغيرها. من وجهة نظره، حققت التبادلات الثقافية بين مصر والصين قفزة هائلة في السنوات الأخيرة، وساهمت هذه التبادلات في تعزيز التواصل بين شعبي البلدين وتعميق التفاعل بين الحضارتين. تعد جامعة عين شمس أول جامعة في الدول العربية تقدم تعليم اللغة الصينية الأكاديمي، وعلى مدار أكثر من 60 عامًا قامت بتخريج عدد كبير من المترجمين والباحثين المتقنين للغة الصينية والمطلعين على الثقافة الصينية، مما أسهم بشكل كبير في تعزيز التبادل الثقافي بين مصر والصين وتطوير العلاقات الثنائية. وتعرب الجامعة عن رغبتها في مواصلة تعزيز التبادل والتعاون مع الجانب الصيني في مجال الترجمة والنشر، بهدف تقديم صورة أكثر واقعية وشمولية للصين إلي الشعب المصري والعربي.
في العصور القديمة، كانت العلاقات الودية بين الصين والدول العربية في طليعة التبادلات الودية بين شعوب العالم. واليوم، توسع الصين والدول العربية سبل التبادل والتعاون الثقافي من خلال المعارض الثقافية والمنتديات الحضارية ومعارض الكتب، وتواصل كتابة فصل جديد من التفاعل الحضاري المميز.
في بداية هذا العام، أقيم معرض “العلا: واحة العجائب في شبه الجزيرة العربية” في متحف القصر الإمبراطوري في بكين. وفي يوليو، تم تنظيم سلسلة من فعاليات “التعرف على الصين” في المغرب. وفي الشهر نفسه، ب%