CGTN العربية/
أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الخميس تشكيل فريق مستقل للوقوف على تدابير وفعالية الاستجابة العالمية التي تقودها المنظمة لفيروس كورونا الجديد، ومن المتوقع أن يصدر تقرير التقييم الأولي لهذا الفريق في نوفمبر المقبل.
تكمن أهمية تشكيل هذا الفريق في ثلاثة نقاط وهي:
أولا، بعد تجاوز أعداد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا الجديد عالميا حاجز الـ10 ملايين حالة، وتسجيل أعداد الحالات الجديدة اليومية مرارا وتكرارا أرقاما قياسية في نصف الشهر الماضي، حيث تجاوزت 200000 حالة لعدة مرات. في هذه الأوقات العصيبة، يصبح من الضروري إجراء تقييم علمي للاستجابة العالمية للوباء وتلخيص الخبرات وتحسين الوقاية والسيطرة عليه.
ثانيا، اختلفت فعالية الوقاية والسيطرة اختلافا كبيرا من دولة إلى أخرى، لذا قررت المنظمة إطلاق تحقيقات إزاء تلك التدابير لتحسين آليات الوقاية والسيطرة على الوباء.
ثالثا، استمرار ظهور “دلائل جديدة” على تتبع منشأ فيروس كورونا الجديد، فأظهرت نتائج البحث العلمي في أسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة والبرازيل وغيرها من الدول أن فيروس كورونا الجديد ربما كان موجودا في وقت مبكر من العام الماضي. لذلك بات إجراء تحقيقات متعددة في مختلف البلدان أمرا سيساعد في التتبع العلمي لمصدر الفيروس بشكل كبير.
تجدر الإشارة إلى أن الصين والولايات المتحدة لديهما موقف مختلف تجاه هذا التحقيقات الدولية المستقلة.
قبل أن تعلن منظمة الصحة العالمية عن تشكيل هذا الفريق، دعت الصين منظمة الصحة العالمية إلى إرسال خبراء إلى بكين لتبادل ومشاركة المعلومات مع العلماء والخبراء الطبيين الصينيين في مجال التعاون العلمي بشأن تتبع منشأ فيروس كورونا الجديد.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت الصين خلال الدورة الـ73 للجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية أنها ستواصل دعم العلماء من جميع أنحاء العالم في القيام بالأبحاث العلمية العالمية حول مصدر وانتشار الفيروس، وأنها تدعم التعاون بين الدول الأعضاء تحت قيادة منظمة الصحة العالمية بشأن مصدر الفيروس. كل ذلك بلا شك يوضح أن الصين تظهر موقفا مسؤولا ومنفتحا تجاه التحقيقات المتعلقة بالفيروس، وأنها ليس لديها ما تخشاه من الاتهامات أو التشويه الخارجي.
في المقابل، فإن الموقف الأمريكي كان مثير للفضول. فمن المعروف أن الساسة الأمريكيين لم يدخروا أي جهد لنشر الشائعات التي اتهمت الصين بـ”صنع فيروس كورونا الجديد” و”تعمد إخفاء ونشر فيروس كورونا الجديد”، لكنهم لم يتمكنوا من تقديم أي دليل لإثبات حقيقة تلك الأكاذيب.
إن الاستجابة الحكومية الضعيفة للوقاية من الوباء والسيطرة عليه في الولايات المتحدة أصبحت على مرأى ومسمع من كل دول العالم.
يمثل إجمالي عدد سكان الولايات المتحدة 4% فقط من إجمالي سكان العالم، لكن الحالات المصابة بالولايات المتحدة احتلت ربع الرقم العالمي لحالات الإصابة. فالولايات المتحدة هي الدولة التي يجب أن تفكر في مكافحة الوباء والتعلم من التجارب الفعالة لغيرها من الدول.
ردت وزارة الخارجية الصينية بتصريح قالت فيه: “بعد انسحاب الولايات المتحدة رسميا من المنظمة، لم يعد لها الحق في إصدار تعليقات غير مبررة بشأن التعاون الصيني مع منظمة الصحة العالمية، وإذا كانت بالفعل تهتم بالجهود العالمية لمكافحة الوباء، فيجب عليها أولا الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها الخاصة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بمختلف الأشكال كدعوة خبراء المنظمة لتتبع مصدر الفيروس في الولايات المتحدة. هل تستطيع الولايات المتحدة أن تفعل ذلك يا سيد بومبيو؟”