شبكة طريق الحرير الاخبارية/ CGTN/
شهدت الصين تقدما هائلا في الحفاظ على البيئة الطبيعية خلال العقد الماضي، مما يدل على نجاح نهج البلاد في تحقيق التوازن بين البيئة الطبيعية والاقتصاد، فضلا عن الانسجام بين الإنسان والطبيعة.
على مدى العقد الماضي، عملت القيادة الصينية على تعزيز الابتكار النظري والعملي والمؤسسي في الحضارة الإيكولوجية. وبدأ نظام الحضارة الإيكولوجية للصين يتشكل ويتحسن تدريجيا، مع اكتساب مفهوم #التنمية_الخضراء دعما واسع النطاق. وكثفت البلاد تنفيذ القوانين البيئية وضاعفت جهودها لمكافحة التلوث والتدهور البيئي.
ومنذ عام 2013، خصصت الصين أكثر من 200 مليار يوان (27.9 مليار دولار أمريكي) لمكافحة تلوث الهواء، وأطلقت حملات وطنية محددة للدفاع عن سمائها الزرقاء ومياهها الصافية وأراضيها النظيفة، وأجرت عمليات تفتيش بيئية في جميع أنحاء البلاد. كما تبنت نظامي “رئيس النهر” و”رئيس البحيرة” لحماية البيئة الطبيعية للأنهار والبحيرات.
وتظهر البيانات الرسمية أنه بفضل الجهود الجارية لمكافحة تلوث الهواء، بلغ عدد الأيام التي كانت فيها جودة الهواء جيدة 87.5% من الإجمالي في عام 2021، بزيادة قدرها 6.3 نقطة مئوية عن عام 2015.
وانخفضت كثافة الجسيمات PM2.5، مؤشر رئيسي لتلوث الهواء، بنسبة 3.3% على أساس سنوي إلى 29 ميكروغراما لكل متر مكعب في عام 2022، بعد انخفاضها بشكل مطرد لمدة عقد تقريبا. وبينما تستمر موارد الغابات في الانخفاض على مستوى العالم، بلغ معدل تغطية الغابات للصين 24.02%، مع زيادة مساحة الغابات وحجم المخزون منذ عام 2012.
وشهدت جودة المياه تحسنا كبيرا أيضا، حيث حصلت 84.9% من أقسام المياه السطحية على تصنيف جودة ممتاز يقترب من المستويات التي شهدتها البلدان المتقدمة.
وارتفع إجمالي كمية موارد المياه العذبة المتاحة في البحيرات والخزانات المائية للصين بشكل كبير منذ عام 2012، وتحسنت شفافية معظم البحيرات بشكل مطرد، مع زيادة التنوع البيولوجي في البحيرات الكبرى، وفقا لتقرير أصدرته الأكاديمية الصينية للعلوم في ديسمبر عام 2022.
وبحسب المعلومات التي نشرتها وزارة البيئة والإيكولوجيا الصينية في نوفمبر الماضي، تمتلك الصين الآن 240 قاعدة ممارسة مبتكرة تتماشى مع مفهوم “البيئة الطبيعية الجيدة تمثل أصولا لا تقدر بثمن” و572 منطقة تجريبية لبناء الحضارة الإيكولوجية. ووصل عدد الحدائق الحضرية إلى 65 ألف حديقة، مما يوفر المزيد من خيارات الترفيه للمواطنين.
وقال جي هوان تشي، أحد سكان مدينة آنشان بشمال شرقي الصين “أصبحت السماء زرقاء وأصبحت المياه صافية، ويمكننا أن نرى حقا التحولات الكبيرة في البيئة الطبيعية”.
بحسب الخبراء، أصبحت فكرة “البيئة الطبيعية الجيدة تمثل أصولا لا تقدر بثمن” بشكل متزايد إجماعا وممارسة للمجتمع الصيني بأكمله، وخضعت عملية الحفاظ على البيئة الطبيعية لتحولات تاريخية وتحويلية وشاملة.
وقالت وانغ رو، أستاذة في مدرسة الحزب الشيوعي الصيني “بذلت القيادة الصينية جهودا غير مسبوقة لتعزيز بناء الحضارة الإيكولوجية، ودفعت الإصلاحات الشاملة والنظامية والكلية إلى الأمام. وتهدف هذه الجهود إلى حل المشاكل العالقة وتنفيذ الحلول المستهدفة، وتبسيط العلاقات بين الإنسان والطبيعة، وبين التنمية والحماية، وبين البيئة الطبيعية ومعيشة الناس، وبين الحاضر والمستقبل، وبين الاعتبارات المحلية والدولية”.
وقال تشين تشانغ بوه، المدير التنفيذي للأكاديمية الصينية للتخطيط البيئي بوزارة البيئة والإيكولوجيا الصينية “شرعنا في رحلة جديدة نحو التحديث صيني النمط. وإنها رحلة استكشافية أخرى تتطلب منا إثراء معنى الحضارة الإيكولوجية بشكل مستمر على أساس مفاهيمنا الحالية لحماية البيئة الطبيعية والتنمية المستدامة”.