شبكة طريق الحرير الاخبارية/
(شينخوا) في مؤتمر ثقافي عقد بالقاهرة تم تسليط الضوء على التراث المشترك بين الحضارتين الصينية والمصرية من خلال التبادل التجاري عبر طريق الحرير القديم، وأهمية التعاون للحفاظ على مواقع التراث العالمي الموجودة في البلدين العريقين.
وأقيمت فعاليات مؤتمر “التبادل الثقافي الدولي للتراث الثقافي بين الصين ومصر على طريق الحرير” تحت شعار “تراث مشترك، عالم مشترك” مساء يوم 3 يوليو (الأربعاء)، بمشاركة السفير الصيني لدى مصر لياو لي تشيانغ ومسؤولين وخبراء وأساتذة ودبلوماسيين من الصين ومصر، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
وسلط المؤتمر الثقافي الضوء على “التراث المشترك” بين نهر اليانغتسي الصيني ونهر النيل المصري، وكذلك مدينة نانجينغ، حاضرة مقاطعة جيانغسو شرقي الصين، ومدينة القاهرة، عاصمة مصر.
وقال السفير لياو “إن الصين ومصر، باعتبارهما حضارتين قديمتين، لديهما تراث مشترك نفخر به”، مؤكدا أن الصين عازمة على العمل مع مصر لتنفيذ التوافق الاستراتيجي الذي توصل إليه رئيسا البلدين بشأن بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين ومصر وتعزيز التنمية المشتركة والرخاء المشترك بين الجانبين.
وأضاف لياو أن الصين ستظل دائما صديقا يقف إلى جانب مصر في السراء والضراء ليتقدما يدا بيد على طريق تحقيق النهضة والتنمية لمصر.
من جانبها، قالت غابرييلا راموس مساعد المدير العام لليونسكو للعلوم الاجتماعية والإنسانية، في كلمة افتتاحية عبر الفيديو، “إن هذا الحدث بمثابة جسر يربط بين القاهرة ونانجينغ، وهما مركزان محوريان للتبادل التجاري والثقافي على طول طريق الحرير”.
وأضافت راموس في كلمتها أن الحدث يربط أيضا بين نهري النيل واليانغتسي، مشيرة إلى النهرين مهد الحضارات، ومشددة على ضرورة حماية الأنهار وتراثها حول العالم.
بدوره، قال هو كاي هونغ نائب مدير المكتب المركزي لبناء الحضارة الروحية إن هذا الحدث عبارة عن حوار بين ضفتي نهر اليانغتسي ونهر النيل ومدينتي نانجينغ والقاهرة، ويعزز التفاهم بين الشباب في البلدين.
وأكد هو في كلمته أهمية تعزيز مفهوم الحضارة القائمة على المساواة والتعلم المتبادل والحوار وأهمية تنفيذ “مبادرة الحضارة العالمية” التي أطلقتها الصين لتعزيز التبادل الثقافي بين الحضارات.
ويأتي الحدث في الوقت الذي تحتفل فيه الصين ومصر هذا العام بالذكرى العاشرة للارتقاء بعلاقاتهما الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وخلال الفعالية، قدم أساتذة صينيون ومصريون عروضا تحليلية حول كيفية تعزيز التعاون بين البلدين للحفاظ على مواقع التراث الثقافي، خاصة تلك المسجلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، بما في ذلك المدن والمعابد والجبال وغيرها.
وأكدت هايدي بيومي الأستاذ المشارك بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة القاهرة، على أوجه التشابه بين الحضارتين النهريتين المصرية والصينية، مشيرة إلى كيفية تأثير نهر النيل ونهر اليانغتسي على الفن والأدب في الثقافتين.
وشددت على أن ترجمة الأعمال الأدبية الصينية إلى اللغة العربية والعكس تعد “بوابة” رئيسية للتعرف على المزيد عن ثقافتي البلدين، مشيدة بتزايد عدد الأعمال الصينية المترجمة إلى اللغة العربية وزيادة أقسام اللغة الصينية بالجامعات المصرية.
“كل هذه الجهود تعزز وتضيف للعلاقات المصرية الصينية وتؤكد على هذا التراث الثقافي المشترك، وتجعلنا نرجع نظرة إلى الوراء ونفكر أنه كما أن بيننا ماض مشترك كبير فبالتالي يجب أن يكون لدينا مستقبل مشترك كبير أيضا”، هكذا قالت الأستاذة المصرية لوكالة أنباء ((شينخوا)).
وفي كلمته، ألقى جيانغ بو مدير مركز الآثار البحرية بجامعة شاندونغ، الضوء على القواسم المشتركة بين الصين ومصر في مفاهيم حماية التراث الثقافي.
وقال جيانغ لـ((شينخوا)) عقب كلمته “إننا نتطلع إلى مزيد من التبادلات والتفاعلات مع العلماء المصريين، خاصة في مجال حماية التراث العالمي، والتراث الثقافي الغارق، والتراث الثقافي غير المادي، يمكننا تبادل الكثير من الخبرات في المستقبل”.
وخلال المؤتمر الصيني – المصري “تراث مشترك، عالم مشترك”، تم عرض فيديو يسلط الضوء على العديد من المواقع الصينية والمصرية المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو وضرورة التعاون المشترك لحمايتها، بما في ذلك أهرامات الجيزة وسور الصين العظيم.
وقال مهرداد شاباهنج مسؤول برنامج اليونسكو لطرق الحرير “أود أن أؤكد أن اليونسكو بدأت برنامج طرق الحرير في العام 1988، أي قبل 36 عاما، لتسليط الضوء على التراث المشترك والإرث المشترك والهويات المتعددة التي تم تطويرها عبر آلاف السنين من خلال التبادل الثقافي والعلمي والتجاري وأنواع مختلفة من التبادلات بين الثقافات المختلفة، وتعزيزها والاستفادة منها”.
وشدد خبير اليونسكو في تصريحاته لـ((شينخوا)) على ضرورة التعاون للحفاظ على مواقع التراث العالمي في الصين ومصر والثقافات الأخرى وسط التحديات التي تواجهها بما في ذلك أزمة تغير المناخ، مضيفا “نحن بحاجة إلى تبادل الخبرات والمعرفة لمواجهة هذه التحديات والاستجابة لها”.