Wednesday 27th November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

شوشا العاصمة التاريخية لكرباخ ومهد الحضارة والهوية الثقافية لأذربيجان

منذ 5 أشهر في 21/يونيو/2024

شبكة طريق الحرير الاخبارية/

 

شوشا العاصمة التاريخية لكرباخ ومهد الحضارة والهوية الثقافية لأذربيجان

 

عبد القادر خليل ، مدير تحرير شبكة طريق الحرير الإخبارية في الجزائر

 

شوشا المدينة الأذربيجانية التاريخية التي داع صيتها في جميع أنحاء العالم، خاصة بعد تحريرها في الثامن من شهر نوفمبر 2020 من الاحتلال الأرمني الذي دام 28 عاما، ينتظرها مستقبلٌ زاهر، نظرا لموقع الجغرافي بالغ الأهمية، كما تعد مركزاً استراتيجياً مهماً في إقليم كرباخ (قره باخ) ومركزا واعداً للجذب سياحي، لما تملكه شوشا من مؤهلات ثقافية وطبيعية تُميزها عن غيرها من المدن والمناطق الأخرى.

فشوشا ليست رمزا تاريخيا وثقافيا ودينيا لسكانها أو سكان منطقة كرباخ فحسب، بل ولعامة الشعب الأذربيجاني. فهي مهد الحضارة والهوية الثقافية لأذربيجان.

 

   

شخصيا، أنا على يقين تام أنه خلال السنوات القليلة القادمة ستعرف الحركة السياحية في هذه المنطقة وتيرة سريعة غير مسبوقة، وسيتدفق السواح الأجانب عليها من كل حدب وصوب. وذلك لعدة عوامل، أهمها حسب رأيي – بالإضافة إلى رمزيتها التاريخية ومزاياها الطبيعية والثقافية، هو رغبة الجميع في اكتشاف مدينة شوشا الجديدة بعد عمليات إعادة الإعمار والتحديث التي قامت بها الحكومة الأذربيجانية بعد تحريرها من الأرمن الذين عاثوا في المنطقة عبثاً وفساداُ، ونكلوا بمعالمها التاريخية الثقافية والدينية بهدف طمس الهوية الأذربيجانية، فقد وصل بهم الأمر إلى تدمير وتخريب المعالم الأثرية والمساجد والمقابر بوحشية بربرية لم يسبق لها مثيل.

خلال زيارتي لمدينة شوشا في فبراير 2022، شاهدت بأم عيني آثار الدمار والتخريب في شوشا وفي المناطق المجاورة الأخرى التي كانت تحت وطأة الاحتلال الغاصب، ولاحظت أن الأرمن ورغم احتلالهم للمنطقة ولمدة 28 عاما لم يبادروا بأي نوع من أعمال البناء والتشييد والعصرنة فيها، وهذا ما يؤكد أنهم كانوا يُدركون تماماً بأن كرباغ ليست أرضهم، بل أرض اغتصبوها عٌنوة، ويتوقعون أنها ستُردُ يوما ما إلى أصحابها.

وما لفت انتباهي وإندهاشي هو ما تقوم به حاليا الحكومة الأذربيجانية بتوجيهات ومتابعة شخصية من الرئيس الملهم والقائد الفذ إلهام علييف، من أشغال إعادة الإعمار وتحديث البنية التحتية لمنطقة كرباج وفي مقدمتها شوشا، وتسابق الزمن لتُعيد لها بريقها ومجدها، ولتجعلها نموذجا فريدا يجمع بين الحضارة والعصرنة، والوجهة المفضلة للسياح والمؤرخين المحليين والأجانب. ففي وقت وجيز تم ت  تشييد آلاف المساكن والمباني الحكومية، والفنادق والمطارات، وترميم المساجد وخاصة مسجد الجمعة، الدي يتميز بهندسته المعمارية الرائعة.

   

شوشا هي لؤلؤة أذربيجان، جذورها ضاربة في أعماق التاريخ، وهي حقيقة أدركتها بعد زيارتي لها ومشاهدتي للعديد من المعالم الأثرية التي تزخر بها، ولهندستها المعمارية الفريدة من نوعها، بمرورك بين أزقتها العتيقة، أمام المباني والنُصُب التذكارية المنتشرة فيها هنا وهناك، تشعر وكأنك تعبر بوابة الزمن، لأن كل قطعة يفوح منها عبق الماضي وكل مكان يحكي قصة من تاريخها المجيد. 

وأنا أتجول بين أسوار قلعة شوشا الشامخة شموخ رجالاتها وعظمة شواهدها الأثرية، التي كانت حصنا منيعا ضد الهجمات الخارجية. لكن وللأسف الشديد تعرض جزء كبير منها للإهمال والتخريب والدمار بعد احتلالها من المُعتدين الأرمن. 

تشير المصادر التاريخية أن مدينة شوشا تأسست على يد “بيناهالي خان” (بناه علي خان) بإقليم كرباغ عام 1752، وقد تم بناء قلعة شوشا الحالية التي أطلق عليها اسم “بناه أباد”، حيث يعتبر بيناهالي خان المؤسس لمدينة شوشا، وأول خان لخانات قره باغ. كما تم بناء قلعة عسكران وقلعة أغ أوغلان وجدران قلعة شوشا وغيرها من الحصون ذات أهمية إستراتيجية. 

لُقبَت شوشا في زمن ما باسم ” باريس الصغرى” و”معبد القوقاز للفنون” و”مهد الموسيقى الأذربيجانية” و”المعهد الشرقي”، وكانت واحدة من المراكز المهمة للحياة التاريخية والثقافية والاجتماعية والسياسية لأذربيجان وإحدى رموز الثقافة الإسلامية، بالإضافة إلى كونها موطناً ومسقط رأس للعديد من العلماء والمُفَكرين والأدباء والموسيقيين ولشخصيات ثقافية بارزة ومنهم: عزير حاجبكوف، بلبل، خان شوشينسكي، فيرودين بك كوتشارلي، عبد الرحيم بك فازيروف، عبد الرحيم بك هاجفيردييف، خورشودبانو ناتافان، حميدة خانوم جافانشير، أحمد باي أغاوغلو، وغيرهم.

وللتأكيد على ما تُحظى به شوشا من أهمية عظيمة على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي هي سلسلة الأحداث والمناسبات المتعاقبة عليها مباشرة بعد تحريرها وعودتها للوطن الأم أذربيجان، فبموجب قرار من الرئيس إلهام علييف أُعلنت “شوشا عاصمة للثقافة الأذربيجانية لعام 2021” ، وفي العام الموالي وبناء على مرسوم رئاسي تم إعلان “عام 2022 عام شوشا”، كم أعلنت منظمة الثقافة التركية الدولية “مدينة شوشا عاصمة الثقافة في العالم التركي لعام 2023”. وخلال المؤتمر الثاني عشر لوزراء ثقافة العالم الإسلامي المُنعقد في العاصمة القطرية الدوحة في سبتمبر الفارط، أعلنت وزارة الثقافة الأذربيجانية اختيار مدينة شوشا درّة مدن إقليم قره باغ عاصمةً للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2024.

ومن ناحية أخرى، فقد نظمت في شوشا مند 2021 عشرات النشاطات الثقافية والمهرجانات الوطنية والدولية، على غرار مهرجان خاري بلبل الدولي للموسيقى، والمنتدى الثقافي الأول للعالم التركي و أيام شعر واقف في شوشا عاصمة ثقافة أذربيجان و المعسكر الصيفي الثالث لشباب الشتات و منتدى شوشا للأعمال التركية، والعديد من الفعاليات الأخرى.

هذه المناسبات والاختيارات لمدينة شوشا الجوهرة تمنحني الفخر والشرف أنني زرتها التي أحببتها وتعلق قلبي بها. وقد أكون من أوائل العرب المحظوظين بزيارتها بعد تحريرها، فكنت شاهدا عيان على ما تعرضت له المدينة من التدمير الهمجي البربري، والجهود الجبارة التي باشرتها السلطات الأذربيجانية لإعادة إعمارها واستعادة هيبتها ومجدها الذي سُلب منها لما يقارب الثلاثين سنة، وهي الفترة التي كانت فيها تحت وطأة الاحتلال الأرميني الغاصب.

أتمنى أن أزور شوشا مُجددا لأرى بعيني كيف استعادت بريقها ومجدها بعد عمليات البناء والتشييد والإعمار. أكيد ستكتسي حُلة جديدة تجعلها منارة للعلوم والفنون والثقافة ومقصدا عالميا للسياحة. بل وأتوقع أن يتم اختيار مدينة شوشا عاصمة للسياحة العالمية لعام 2025.

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *