شبكة طريق الحرير الاخبارية/ CMG/
أكد مبعوثون عرب أن تجربة الصين في الوقاية من التصحر ومكافحته عملية وفعالة، مشيدين بجهود الصين الدؤوبة الرامية إلى تحقيق التنمية الخضراء والمستدامة.
في الفترة من 5 إلى 8 يونيو الجاري، قام حسام الحسيني، سفير الأردن لدى الصين بزيارة مدينة دونهوانغ وأماكن أخرى بمقاطعة قانسو في شمال غربي الصين ضمن زيارة وفد من السفراء وكبار الدبلوماسيين من أكثر من 20 دولة، إلى المقاطعة للتعرف على التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية.
عند زيارته لمنطقة “جبل مينغشا ونبع الهلال” السياحية في دونهوانغ، تأثر الحسيني بالمناظر المتميزة بالتعايش والتناغم بين الرمال والينابيع، وأبدى اهتماما كبيرا بمعدات البحث العلمي والمراقبة المثبتة فيها. وشعر أن المشهد أمامه لا يجسد فقط تجربة الصين المتقدمة في مجال الوقاية من التصحر ومكافحته، ولكنه يظهر أيضا جهود الصين من أجل تحقيق التنمية الخضراء والمستدامة.
توجد العديد من أوجه التشابه في المناخ والبيئة بين مقاطعة قانسو والأردن ودول الشرق الأوسط الأخرى، لذلك، هناك احتياجات مماثلة فيما يتعلق بتكنولوجيا منع التصحر ومكافحته.
وفي إطار البناء المشترك لـ”الحزام والطريق”، بذلت قانسو جهودا نشطة لدفع تعزيز تبادل تكنولوجيا منع التصحر ومكافحته مع الدول الأخرى، وتعزيز التعاون مع الدول والمناطق ذات الصلة في معدات الوقاية من التصحر ومكافحته وتدريب الأفراد العاملين في هذا الصدد.
وفي السنوات الأخيرة، طور العلماء والشركات من قانسو بشكل مستقل عددا من التكنولوجيات الجديدة لمنع التصحر ومكافحته، واستكشفوا باستمرار “الانسجام بين الإنسان والرمال” وزرعوا “الأمل الأخضر” في بحر الرمال.
منذ عام 2016، جاء مسؤولون حكوميون وفنيون من 26 دولة، بما في ذلك الأردن ونيجيريا وبوتسوانا ومصر، إلى قانسو للمشاركة في فعاليات التبادلات الدولية حول منع التصحر ومكافحته والتعرف على تجربة الصين في هذا المجال.
وقال الحسيني: “لقد زرت العديد من البلدان، ولا توجد أماكن كثيرة مثل دونهوانغ حيث تتعايش المناطق الصحراوية والواحات بشكل متناغم، مما يدل على أن مكافحة التصحر العلمية في الصين فعالة للغاية”.
ووافقت على ذلك سارة فضل حمد عبد الله سادة، الوزيرة المفوضة القطرية لدى الصين. وفي المنطقة الرملية أعلى كهوف موقاو في دونهوانغ، لاحظت بعناية الحواجز العشبية المترامية الأطراف ومعدات الرصد العلمية المتنوعة، قائلة “إن الشعب الصيني يبذل جهودا مضنية عاما بعد عام في الوقاية من التصحر ومكافحته، وذلك أمر مثير للإعجاب”.
وقال تشانغ قوه بين، مسؤول في مركز مراقبة كهوف دونهوانغ التابع لأكاديمية دونهوانغ، إنه منذ التسعينيات من القرن الماضي، تعاونت الأكاديمية مع الأكاديمية الصينية للعلوم ومؤسسات أخرى، لإنشاء سياج شبكي من النايلون في صحراء غوبي في أعلى الكهوف لمنع الرمال والغبار، وأنشأت محطة أرصاد جوية أوتوماتيكية.
ومن أجل حماية كهوف موقاو وتقليل تراكم الرمال في الموقع، أنشأ الباحثون نظام حماية متعدد الوظائف يضم التدابير الهندسية والبيولوجية والكيميائية. وقال تشانغ: “لقد أدت هذه الإجراءات إلى خفض كمية الرمال أمام منطقة كهوف موقاو بنسبة 85 في المائة، من 3000 متر مكعب في عام 1980 إلى أقل من 200 متر مكعب الآن”.
باعتبارها دولة نامية لديها مساحات كبيرة من الأراضي المتصحرة، تبذل الصين جهودا حثيثة لإيجاد وسيلة للتعايش مع الصحراء. في السنوات الأخيرة، ومع تطور تكنولوجيا التحكم عن بعد بتقنية الجيل الخامس والمعدات المصغرة والذكية للوقاية من التصحر ومكافحته، قدمت خبرة الصين نموذجا للعديد من البلدان حول العالم لمكافحة التصحر.
وتم تنظيم زيارة وفد المبعوثين الأجانب بشكل مشترك من قبل مكتب خدمات البعثات الدبلوماسية بوزارة الخارجية الصينية في بكين ووكالة أنباء شينخوا.