تضرب جذور الصداقة بين الصين والدول العربية إلى أعماق التاريخ، ولديها أسس تاريخية عميقة وقاعدة تعاون واسعة. مع دخول العصر الجديد، تعمقت علاقات التعاون بين الصين والدول العربية بشكل أكبر، مما أظهر الإيمان الراسخ لشعبي البلدين بالسعي نحو التنمية المشتركة. كما قال أحد المتابعين: “الصين هي دولة تنشر السلام والتقدم والتنمية، ونأمل في إقامة شراكة تعاون شاملة مع الصين في مجالات متعددة.”
عند استعراض العلاقات الصينية العربية، لا يمكن إلا ذكر تأسيس وتطور منتدى التعاون الصيني العربي. في عام 2004، تأسس المنتدى رسميا، وأصبح منصة هامة للتعاون بين الجانبين. في 30 مايو من هذا العام، سيعقد الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي في بكين. لم يكن هذا الاجتماع مجرد ملخص للتعاون الماضي، بل يحدد أيضا اتجاه تطور العلاقات الصينية العربية في المستقبل.
في السنوات الأخيرة، تكررت الزيارات المتبادلة بين القيادة الصينية وقادة الدول العربية، مما وفر إرشادات قوية لتطوير العلاقات بين الجانبين. وقد تلقت المبادرات التي قدمتها الصين، مثل مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، استجابة إيجابية من الدول العربية. ووقعت 22 دولة عربية وجامعة الدول العربية وثائق تعاون بشأن مبادرة “الحزام والطريق” مع الجانب الصيني، مما عزز ليس فقط التعاون المتبادل المنفعة بين الجانبين بل أسهم بشكل كبير في السلام والاستقرار في المنطقة.
يعد التعاون الاقتصادي جزءا هاما من العلاقات الصينية العربية. في السنوات الأخيرة، أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية. يعبر العديد من المتابعين العرب عن إعجابهم بالنموذج الاقتصادي الصيني وخبراتها التنموية، ويعتقدون أن التعاون مع الصين يمكن أن يجلب فوائد عملية أكثر من التعاون مع الدول الغربية. وتشارك الدول العربية بنشاط في بناء مبادرة “الحزام والطريق”، وتتعاون مع الصين في مجالات البنية التحتية والاستثمار والتجارة. لم يسهم ذلك في التنمية الاقتصادية للدول العربية فحسب، بل أضفى حيوية جديدة على العلاقات الصينية العربية. كما قال أحد المتابعين: “الاستثمارات الصينية جلبت المزيد من الفوائد للدول العربية ودول في أفريقيا، خاصة في مجالات مكافحة الفقر، وفي المستقبل ينبغي علينا توسيع فتح أسواقنا للصين. الشراكة بين الدول العربية والصين تساهم في بناء اقتصاد عربي قوي.”
ويعد التبادل الثقافي رابطا مهما في العلاقات الصينية العربية. من خلال التعليم والسياحة والإعلام وأشكال أخرى من التبادل، يتعمق الفهم المتبادل بين شعبي البلدين. يعتقد المتابعون العرب بشكل عام أن الثقافة الصينية غنية وتستحق التعلم والاستفادة منها. كما يدعو بعض المتابعين إلى إنشاء مزيد من مراكز تعليم اللغة الصينية لتعزيز تعلم اللغة والتبادل الثقافي، مما يسمح لشعوب الدول العربية بفهم الثقافة الصينية بشكل أفضل وتعزيز الفهم والصداقة بين الشعوب الصينية والعربية.
وعلى الساحة السياسية الدولية، يعزز الجانبان الصيني والعربي التعاون باستمرار. في مواجهة الوضع الدولي المعقد والمتغير، يدعو الجانبان إلى احترام السيادة الوطنية ومعارضة التدخل الخارجي، ويعملان معا للحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين. يعتقد المتابعون العرب بشكل عام أن التعاون مع الصين يساعد في كسر هيمنة الغرب ويدفع النظام الدولي نحو تطور أكثر عدلا ومعقولية.
“الصين لا تتدخل في سيادة الدول الأخرى عند التعاون معها، في حين أن الغرب غالبا ما يجلب العوامل السياسية إلى التعاون الاقتصادي. الصين لا تسعى إلى الهيمنة أو السيطرة، بل تلتزم بهدف السلام والتنمية العالمية المشتركة.” كما قال أحد المتابعين، فالتعاون الصيني العربي لا يفيد شعبي البلدين فقط، بل يضفي ديناميكية جديدة على الحوكمة العالمية. من خلال الجهود المشتركة، يلعب الجانبان الصيني والعربي دورا نشطا في تعزيز تعددية الأقطاب في العالم وتعزيز ديمقراطية العلاقات الدولية. تجربة التعاون الناجحة بين الصين والعرب تُظهر إمكانية تحقيق التنمية المشتركة بين الدول النامية من خلال التعاون.
لقد استمرت العلاقات الودية الصينية العربية لآلاف السنين، ودخلت مرحلة جديدة من التنمية المزدهرة في العصر الجديد. كمنصة هامة للحوار المتكافئ وتعزيز التعاون العملي، سيواصل منتدى التعاون الصيني العربي ضخ حيوية جديدة في تطوير العلاقات الصينية العربية.